في تقرير يكشف وضع المقاهي النسائية بالمملكة … فرصة للخصوصية والتخلص من الضغوط

تعتبر المقاهي مكانا مميزا لتجمع الناس كبارًا وشبابًا لتبادل أطراف الحديث وقضاء وقت مميز مع الاستمتاع بالمشروبات المفضلة، فالكثير يقضي هناك ساعات طويلة، إما في مشاهدة الفضائيات والمباريات، والبعض أصبح يمارس عمله ويقيم اجتماعاته بها وبعض الطلاب يذاكرون دروسهم داخل المقاهي أو ويمارس هواياته المختلفة فيها.

نصيب النساء في المقاهي.. استراحة واستقلالية وتنزه

وللنساء نصيب من تلك المقاهي خصوصا في الوقت الحالي فأصبح لدى بعضهن شغفا للذهاب إلى المقاهي خصوصا المقاهي النسائية،بعد ما زادت الاستقلالية للفتيات وأصبحن يخرجن لأماكن عدة فمنهن من أصبحن يقضين أغلب الوقت فيها سواء للتنزه أو الراحة أو للعمل ومنهن من يعتبرها محطة تسويق لمشاريعه كمتاجر العبائات والحقائب وغيرها .

فلم تعد المقاهي في الوقت الحالي كالسابق تقتصر على شرب القهوة وتجاذب أطراف الحديث فهناك بعض المقاهي المميزة في تصاميمها و قهواتها ووجباتها ومنها الأكثر تميزًا حيث تقدم فقرات وأنشطة أُخرى فتجتمع فيها السيدات مع صديقاتهن أو أطفالهن وقضاء الوقت الممتع في الحديث أو العمل والدراسة أو للتسويق.

 

جولة في المقاهي النسائية..

المنصة الأولى” قامت بجولة بين مرتادي المقاهي النسائية أو المتعاملين معها أو أصحابها، واستطلعت مختلف الآراء حولها وحول مدى الإقبال عليها وما تقدمه للمجتمع.

البداية مع أسماء خالد ( أخصائية نفسية ) حيث رأت أن بعض النساء بسبب أعباء المنزل والأسرة أصبح لهن شغف بالمقاهي بغرض الراحة من العمل ووجود متنفس خارج المنزل بعيدا عن أي مسؤوليات، مؤكدة انه لا يعد رفاهية بل راحة مطلوبة قبل العودة للتنظيف والترتيب ومسؤوليات المنزل.

توافقها الرأي الطالبة طيف فواز والتي أكدت أن العديد من النساء ترغبن في إسعاد نفسها بنفسها عن طريق الذهاب إلى المقاهي القريبة، موضحة أنها تستمتع برفقة أهلها وصديقاتها، وتختلط بالمجتمع لكي تفهم العديد من الشخصيات والثقافات، وأن ذلك خيارا أمثل للإسترخاء وقضاء وقتا هادئا.

ولفتت  النظر إلى بعد آخر للذهاب للمقاهي هو أن بعض من النساء لديهن الشغف في تعزيز حواسهن الذوقية باختيار أجود أنواع البن وهذه خبرة تأتي بعد تذوق نكهات مختلفة من البن والتعمق في هذا المجال.

أما إيلاف مدخلي ، ذكرت أن أغلب النساء ليس لديهن شغف بالمقاهي لكن الغالبية ممن يذهبن للمقاهي يفضلون شرب القهوة هناك لخلق لقاءات ودية مع الصديقات والأهل والتغيير عن الجو المنزلي، ولِما في المقاهي من أماكن للقراءة أو الاستذكار أو الاختلاء بالنفس.

ورأت أنه في الفترة الأخيرة زاد اقبال النساء على المقاهي ووصلت إلى جميع المناطق والأحياء فأصبحت أقرب إليهن، وذلك في صالح النساء حيث أنه من المؤكد أن الأم تحتاج لأوقات راحة من المسؤولية والأمومة وترغب بالبقاء خالية من المسؤوليات لبعض الوقت وتجد أن المكان الأنسب والأقرب هو مقهى قريب لاحتساء كوب من القهوة مع بعض الاصدقاء.

 

الجدوى الاقتصادية…

وكان لأمجاد أحمد وهي احدى أصحاب المقاهي النسائية، كان لها رأيا آخر، حيث اعتبرت أن المقاهي النسائيه قديمًا كانت تُعد نجاحًا مُبهرا لأن التطور لم يكن في السابق كما هو الآن في جميع المقاهي فكان فرصة للقاء الصديقات والاجتماع معهن خارج إطار العمل او للقاء الأقارب فكان الإختيار الأنسب للنساء قبل سنوات

وأضافت أنه في الوقت الحالي أصبحت غير مفيدة ولا تؤدي الغرض منها ولم تعد مصدر جذب أو إهتمام، كما أنها لا تحقق ربحًا لسيدات الأعمال كالسابق حتى إنه تم اغلاق الكثير من المقاهي لأن بقاؤها يكلف كثيراً

لكن غدير البندري أكدت أن الاقبال على المقاهي النسائية مستمر فهي الحرية والراحة على عكس المقاهي الأُخرى، فحين يكون كل من فيها فتيات يقلل من التقيد ويزيد من التردد عليها ، فهي توفر إحتياجات الفتيات أكثر من المقاهي العادية.

وأكدت أن المقاهي النسائية ناجحة للغاية فغالبية الفتيات يبحثن عن أماكن كهذه سواء لقضاء الوقت وحدهن أو مع صديقاتهن وعائلاتهن أو حتى للعمل والدراسة فتكون الأجواء أكثر راحة وطمأنينة للفتيات،ولا سيما المراهقات والشابات مما يجعلها أكثر نجاحًا من غيرها للسيدات.

أسباب مختلفة للإقبال على المقاهي..

ومن جانيها أوضحت حنين عبدالخالق” موظفة في مقهى” أن البعض يفضل المقاهي النسائية والبعض الآخر لا يفضلها ، حيث أنها توفر الخصوصية التامة للزبائن لكن لا تتضمن الخدمة الجيدة من ناحية الطعام والتصميم والمكان وكذلك بالنسبة للمقاهي العامة لاتوفر الخصوصية ولكن الخدمة بها جيدة.

كما أكدت على أن أسباب التردد على المقاهي النسائية تختلف من شخص لآخر ومن فئة لأُخرى، فهناك من يقصدها للترفية والعمل والدراسة وغيرها، وهناك من يقصدها من أجل توثيق اللحظات فبعض الشباب يقصدون المقاهي بهدف بث محتوى ويرون زيارات المقاهي محتوى مناسب للتعرف على أجدد المقاهي، وهناك من يستعرض مواهبه خصوصا في التصوير .

وتضيف حنين أن ٨٥٪؜ من المجتمع يذهب للمقهى لأجل إلتقاط الصور ويمضي أغلب وقته فيها ليخرج بأحسن صور مع القهوة وقضاء وقت ممتع هناك باعتبارها نزهة.

وأكدت أن هذه المقاهي الهدف الأساسي منها هو احترام خصوصية النساء، وخاصةً بعدما أصبح السيدات يقصدنها بكثره وبعضهم يقضين أغلب وقتهن فيها، بعد أن أصبحت توفر في تصميمها الأريحية وخدمة أفضل وتنظيم أدق للأمور .

 

الأصدقاء أم العوائل..

أما الطالبة مزنة الحربي فقد أكدت أن المقاهي النسائية مناسبة للجلوس مع الصّديقات والأسرة لِعّدة أسباب حيث تحتوي على وسائل ترفيه عدة وألعاب ورقية وذهنية وتنافسية وغير ذلك، فهي تعد متنفس جيد للفتيات حيث لاتوجد أماكن ترفية للنساء بشكل خاص وللجميع بشكل عام في المنطقة فتعد المقاهي أو المطاعم هي الخيار الأنسب لقضاء الوقت مع الأصدقاء.

وتابعت: بعض المقاهي تتوفر فيها الخصوصية بحيث أنا وصديقاتي نتبادل الأحاديث بكل راحة ونستمتع بوقتنا بها، لكن بعض المقاهي و إن كانت أغلبها لا تناسب العائلات والجو العائلي لأن أغلبها تتميز بالطابع الشبابي حيث يتواجد الشباب بها بشكل كبير، أما العائلة فإن المكان المناسب لها البحر والبر والمطاعم و إلى آخره.

وأشارت إلى أن أغلب العوائل يحتاجون بعض الخصوصية ولاسيما كبار السن، حيث أن المقاهي لا تتسم بالخصوصية ولا تناسب التنزهات العائلية.

و أوضحت “الحربي” أن هناك بعض المقاهي بالأحساء تقصدها النساء، ولا سيما المقاهي التي تهتم بالتفاصيل الفنية والتفاصيل الدقيقة للخدمة والتي توفر مكانًا مناسبًا لجميع الزيارات الخاص منها والمهني، وبالطبع التي تهتم بالمساحة الخاصة وتقديم بعض وسائل الترفية، وكذلك التنويع في تقديم أصناف القهوة والحلوى.

 

تأثير المشاهير …

من جانبها قالت “رنيم المخيزيم” أن بعض المقاهي تقصدها النساء من أجل أنها رأت أحد المشاهير أو أحد المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي فيقصدن المقاهي للحصول على عروض ترويجية ومن أجل التصوير.

وأشارت إلى أن المقاهي في الوقت الحالي تعددت أنواعها فهناك مخصص للأطفال ومنها المخصص للعائلة أو للأصدقاء، فهناك من يذهب ليجد متنفسًا له للهروب من ضغوط الحياة والمصاعب اليومية أو يفضل الذهاب مع الأصدقاء للاستمتاع بعيدًا عن المسؤوليات اليومية وجدية الحياة.

وذكرت شهد عبدالله بأن التواجد في المقاهي النسائية ممتع، ويعد تغيير للروتين سواءً مع الأسرة أو الأصدقاء، ولكن يجب الخروج إلى المقاهي بالحد المعقول وليس بشكل دائم واختيار الشخص المناسب للجلوس معه.

بينما فضلت” مثايل العماني” عدم الجلوس بداخل المقاهي حيث لايوجد بها المساحة الكافية وإنما المساحة ضيقة وكذلك أصبح معظمها يشمل ولايوجد فيها حواجز كافية بين الطاولة والأخرى.

لكن أثير الصقر أكدت أنها تحب الالتقاء بأسرتها في المقهى حيث يكون الاجتماع العائلي الأسبوعي أحيانًا فرصة للخروج من جو وروتين المنزل وتبادل الأحاديث حول شؤون الأسرة والدراسة والعمل وغير ذلك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com