154 كادرًا وطنيًا ينجزون تحفة فنية.. تفاصيل صناعة كسوة الكعبة في 11 شهرًا

شهد المسجد الحرام فجر غرة محرم 1447هـ مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، في حدث تابعه العالم الإسلامي عبر بث مباشر، وذلك إيذانًا ببدء العام الهجري الجديد. وجرت مراسم التغيير بمشاركة (154) من الكوادر الوطنية المؤهلة، تولّوا صناعة الكسوة في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، خلال عمل متقن استمر (11) شهرًا، لضمان أعلى درجات الجودة والدقة.

وانطلقت مراحل التغيير عقب صلاة عصر يوم 29 / 12 / 1446هـ، بالتجهيزات التحضيرية عند الكعبة المشرفة، والتي شملت إنزال ستارة باب الكعبة، والصمديات، والقناديل، والحليات. ثم نُقلت الكسوة الجديدة إلى المسجد الحرام بعد صلاة العشاء، قادمة من مجمع الملك عبدالعزيز، وتم استكمال جميع مراحل التغيير بعد منتصف الليل، بمشاركة مسؤولي الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وشملت عملية التغيير رفع الكسوة الجديدة إلى سطح الكعبة، ثم إنزال الكسوة السابقة تدريجيًا وإزالتها، باستخدام (8) رافعات، بالإضافة إلى تثبيت حواجز بلاستيكية بارتفاع (2.2) متر لضمان انسيابية العمل وسلامته.

وتُعد كسوة الكعبة المشرفة من أبرز مظاهر التشريف للعناية بالبيت الحرام، حيث يبلغ ارتفاعها (14) مترًا، ووزنها (1415) كيلوجرامًا، صُنعت من أفخر أنواع الحرير الطبيعي، وتم تطريزها بخيوط الذهب والفضة، باستخدام (60) كيلوجرامًا من الأسلاك الفضية، و(120) كيلوجرامًا من الأسلاك الفضية المطلية بالذهب.

ويحتوي حزام الكسوة على آيات قرآنية مكتوبة بأسلوب الخط العربي “الثلث الجلي المركب”، وهو خط تشريفي قاعدي يستوعب التداخل والتركيب، مما يسمح بإبراز جماليات الخط العربي في مساحة محدودة، ويضفي مظهرًا استثنائيًا على الكسوة. وتفاوت عرض الحزام بحسب الجهات، حيث بلغ من جهة باب الملتزم (11.85) مترًا، وبين الركنين (10.33) أمتار، ومن جهة باب إبراهيم (12.20) مترًا، ومن جهة حجر إسماعيل (10.10) أمتار، بينما بلغ طوله من كل جهة (94) سنتيمترًا.

وتأتي مراسم تغيير الكسوة في كل عام ضمن منظومة رعاية واهتمام المملكة العربية السعودية بالكعبة المشرفة، وبما يعكس القدسية والجلال اللذين يليقان بأقدس بقاع الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com