وزارة الصحة: الذئبة الحمراء مرض صامت.. التشخيص المبكر ينقذ الأرواح

يوافق اليوم العاشر من مايو من كل عام اليوم العالمي للذئبة الحمراء، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى رفع الوعي بمرض الذئبة، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن يسبب التهابات في أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة. ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على تأثير المرض، وأسبابه، وتشخيصه المبكر، وخيارات العلاج المتاحة، من أجل تحسين جودة حياة المرضى وخدمات الرعاية الصحية المقدّمة لهم.

الذئبة الحمراء، والمعروفة علميًا باسم الذئبة الحمامية الجهازية (SLE)، هي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم، ما يؤدي إلى التأثير على الجلد والمفاصل والكلى والدماغ وأعضاء حيوية أخرى. ويُعد الطفح الجلدي المميز الذي يظهر على الوجه، على شكل فراشة عبر الوجنتين والأنف، من أبرز علامات المرض.

ووفقًا لوزارة الصحة، فإن السبب الدقيق للذئبة لا يزال غير معروف، لكن يُعتقد أنه نتيجة تفاعل بين عوامل وراثية وبيئية وهرمونية. وتشمل عوامل الخطورة الجنس (إذ أن النساء أكثر عرضة للإصابة)، والعمر (غالبًا ما تُشخّص الحالة بين عمر 15 و45 عامًا)، والتاريخ العائلي، والضغوط النفسية، والإجهاد الجسدي.

ورغم عدم توفر علاج شافٍ للمرض، فإن هناك علاجات تساعد في السيطرة على الأعراض والحد من المضاعفات. وأكدت الوزارة أن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة يعدان من العوامل الأساسية للتعامل الفعّال مع المرض وحماية الأعضاء الحيوية من التلف.

وفي إطار الاحتفاء بهذا اليوم، أطلقت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن حملة توعوية بالتعاون مع الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم، تهدف إلى التعريف بأعراض الذئبة وتأثيرها على الحمل وكيفية التعايش معها. وتسعى الحملة إلى تمكين المرضى من خلال التثقيف الطبي وتعزيز الوعي المجتمعي وتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية المناسبة.

وأوضحت الدكتورة حنان محمد الريس، رئيسة الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم واستشارية أمراض الباطنة والذئبة الحمراء، أن مشاركة الجمعية تأتي ضمن رسالتها لرفع مستوى التوعية المجتمعية. وقالت: “فهم الأعراض والتأثيرات الصحية للذئبة يساهم في التشخيص المبكر والحد من تلف الأعضاء الداخلية”.

وأضافت الدكتورة أن الذئبة تؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للأنسجة الضامة، مما قد يتسبب في مشكلات خطيرة في الكلى والمفاصل والدماغ والقلب. كما أن المرضى يكونون عرضة لاضطرابات في خلايا الدم، مثل فقر الدم ونقص الصفائح الدموية، ما قد يؤدي إلى النزيف ومضاعفات أخرى.

ويعود أصل تسمية “الذئبة” إلى الكلمة اللاتينية lupus، في إشارة إلى الطفح الجلدي على الوجه الذي شبّهه الأطباء القدماء بعضة الذئب، أما “الحمراء” (erythematosus) فتعني احمرار الجلد.

ورغم تعقيد هذا المرض وغموض أسبابه، تواصل المنظمات الصحية والجمعيات المتخصصة التأكيد على أهمية التوعية المجتمعية، ودعم المرضى، وتعزيز البحث العلمي لفهم الذئبة بشكل أفضل وتطوير سبل علاجها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com