لك أن تسميها دانة الأحساء… ماضٍ عريق وتاريخ حديث، لها موقع استراتيجي ليس له مثيل، تحيطها النخيل من كل جانب، وتلتف حولها العشرات من القرى والبلدات. تميّز أهلها بإكرام الوفادة وإحسان الوداع، حتى باتت يومًا ما محطًّا لقوافل التجار والمسافرين من وإلى الخليج العربي من ناحية الشرق، كما اشتهرت بأحد أشهر الأسواق الشعبية في الأحساء “سوق الاثنين”. اسمها يعني “البئر الواسعة” لوفرة مياهها الجوفية وكثرة عيونها، وكانت موردًا قديمًا لأهلها والمسافرين من وإلى ميناء العقير التاريخي. نعم، إنها “الجفر”.
الجفر… تخرّج منها العلماء والمثقفون ورجال المال والأعمال والثقافة والرياضة، فأنجبت أول سعودي يحصل على عضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي مسقط رأس شاعر المعلّقة. علو طموح أهلها يعانق السماء، ليتعدى برجيها الشرقي والجنوبي، ويحتفلون بإنجازاتهم في براحة العنيزان، وعيونها كانت تروي ظمأ العطشان من عين أم محمد إلى عين المسجد، وتسقي بساتينها من نهر اليمودي ونهر الدوغاني، فخير ينابيعها ارتبط بخير أهلها، فسعوا قبل نحو 60 سنة لتأسيس جمعيات خيرية وتنموية تحقق تطلعات أهل الجفر.
في الجفر جمعيتان تعملان لهدف واحد: خدمة وتنمية مجتمعهما. إحداهما جمعية التنمية الأهلية بالجفر، التي تأسست عام 1380هـ لتعزيز الترابط المجتمعي، ونشر الوعي، وتنمية القدرات والمهارات في مختلف المجالات، عبر منظومة إدارية متكاملة، ومبادرات نوعية، وشراكات فاعلة في بيئة عمل جاذبة. أما الأخرى، فهي جمعية الجفر الخيرية للخدمات الاجتماعية، التي تأسست عام 1399هـ، لتقديم العمل الخيري وتطويره بأسلوب مؤسسي متميز يكسب ثقة مجتمع الجفر.
تنمية الجفر تقدم الدورات التدريبية التأهيلية، وبرامج السلامة المنزلية، وورش العنف الأسري، وأصولنا تراثنا، وبرامج دعم الأسر المنتجة، وديوانية الحي للكبار والشباب، وبرنامج “كيف تكون متطوعًا اجتماعيًّا”، كما تقدم للفتيات ناديًا اجتماعيًّا وتنمويًّا. كل تلك المشاريع والبرامج تهدف إلى تحسين واقع المجتمع في العمل، والسلوك الشخصي، والمشاركة المجتمعية، ورفع مستوى الوعي الاجتماعي.
خيرية الجفر، من مشاريعها: تقديم المساعدات المادية والعينية للفئات المحتاجة، وتمكين الأسر اقتصاديًّا، وتدريب أبنائهم وتأهيلهم لسوق العمل، وبرامج تحسين المساكن، ودعم المقبلين على الزواج والأيتام، وتقديم السلال الغذائية، وكسوة الشتاء والعيد، وبرنامج الأضاحي وتوزيع اللحوم، وغيرها من المبادرات المخططة في العمل الخيري، القادرة على تحقيق التنمية المستمرة لمواردها.
ثم ماذا بعد، أيتها الجمعيتان تنمية وخيرية جفر الأحساء!!! بعد تلك الجهود، ما المفاجآت القادمة المنتظرة من تقديم برامج مبتكرة لتحسين المستوى المعيشي، وتنفيذ ودعم المشاريع التنموية، وتحقيق الترابط الاجتماعي لمجتمعكم؟
ختامًا…
جمعية التنمية الأهلية بالجفر تسعى إلى الريادة في التنمية المجتمعية المستدامة،
وجمعية الجفر الخيرية تهدف إلى أن تكون رائدة في العمل الخيري بمفهوم علمي معاصر.
————————————
عدد المستفيدين: 2640
عدد الحالات: 500
الأيتام: 48
المشاريع: 100
وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw