حسن البراهيم يكتب: مشهد من خريف القلب

لا عيب إذا رأينا مشهداً من مشاهد المسلسلات وأخذناه كحكمة في الحياة ودرساً من الدروس المستفادة منها، وهذه المواقف موجودة في حياتنا الطبيعية بكثرة.

طبعاً هذا المسلسل طويل الحلقات، ويوجد فيه الكثير من المشاهد والقصص والمواقف المختلفة، ولكن ما شدني فيه هو كيف تحول الصديق إلى عدو بسبب سوء فهم وعدم سماع الطرف الآخر لمبرراته التي جعلته مجبراً على فعلٍ من الأفعال، مما أدى إلى التسرع في الحكم على الصديق المقرب الذي يعرف جميع الأسرار، الشينة منها والزينة، مما جعله يستخدمها بأدواته الخبيثة للعبث بحياته وتدميرها كيفما يشاء ويريد!

هذا المشهد مدرسة من مدارس الحياة، فحاول أن تستفيد منه، ولا تحاول أن تخسر صديقاً مقرباً لك بسبب موقف تجهله ولا تعلم خفاياه. فهذه حاجة خطيرة عليك؛ لأنك إذا جعلت من صديقك عدواً مبيناً، فقد تجبره على مضرتك واستخدام أسرارك الدفينة ضدك!

أخبث الخبثاء هو من عرف نقاط ضعفك واستقوى عليك، ومن فضفضت له في حالة ضعفك فخبّأها لك ليستخدمها ضدك إذا جار عليك الزمن، ويصبح خصمك مع مرور الوقت!

حذرونا في الأمثال الشهيرة من العدو مرة، ومن الصديق ألف مرة؛ لأنه قد يصبح أقرب إلى مضرتك في حالة الخلاف بينكما أكثر من عدوك!

تعلمت من المسلسلات أن مشهداً واحداً تتعلم منه وتستفيد منه قد يغنيك عن ألف قصة!

لا تتابعوا المسلسلات من أجل المشاهدة العابرة والتسلية الممتعة فقط، بل تعلموا من القصص التي وراءها واستفيدوا من تجاربها في الحياة العامة.

ختاماً: التمثيل وأفكاره لا تُستنبط إلا من واقع الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com