برعاية أمين الأحساء المهندس عصام الملا، افتتحت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء المعرض الأول لفن “الإنترسيا” للفنان عادل محمد الوايل، مساء الأحد 9 فبراير 2025، وذلك بقاعة محمد الصندل للفنون البصرية في مقر الجمعية بمبنى المكتبة العامة.
وشهد الحفل قص شريط الافتتاح من قبل المهندس عصام الملا، حيث تضمن المعرض أكثر من 88 عملاً فنياً خشبياً ثلاثي الأبعاد بين مجسمات ولوحات إبداعية. كما تخلل الفعالية تقديم ثلاث ورش تدريبية تهدف إلى تعريف الزوار بتقنيات فن الإنترسيا وتطوير مهاراتهم في هذا المجال. ويستمر المعرض لمدة سبعة أيام مفتوحاً لجميع الزوار.
خبرة في فن الإنترسيا لـ 30 عامًا
يُعد عادل الوايل من رواد الابتكار في تشكيل فن الإنترسيا على مستوى المملكة والخليج العربي، حيث يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 30 عاماً في هذا المجال. عُرف بأسلوبه الخاص الذي يجمع بين الحداثة والعراقة عبر أعمال خشبية تحمل روح الابتكار والتميز.
وفي حديثه حول تجربته، أشار الوايل إلى أن “الإنترسيا” هو فن غربي يحاول جاهداً نشر ثقافته في الوطن العربي. وأوضح أن هذا الفن لا يتطلب أن يكون الممارس فناناً تشكيلياً أو خطاطاً، بل يحتاج إلى حب العمل وصبر طويل، حيث تستغرق بعض الأعمال فترة تمتد من أسبوع إلى ثلاثة أشهر وفقاً لتعقيد التفاصيل.
إبداع بلا حدود
شارك الوايل قصة إنجاز عمل فني ضخم بطول مترين اقتنته إحدى أميرات الأسرة الحاكمة خلال مهرجان التمور، حيث استغرق تنفيذه ثلاثة أشهر كاملة. وبيّن أن قيمة العمل الفني تتحدد بناءً على ندرة المواد المستخدمة وحجم التفاصيل.
تحديات ومطالب
رغم النجاح الكبير الذي حققه، أكد الوايل أن الدعم المادي والمعرفي لفن الإنترسيا ما زال محدوداً. وناشد الجهات المعنية بتقديم دعم أكبر وتسهيل الإجراءات لإنشاء ورش تدريبية وتوفير الأدوات اللازمة. كما دعا إلى رفع أجور الأعمال الفنية لتشجيع الفنانين على الاستمرار.
وأضاف الوايل: “عملت على تأليف كتاب يوثق هذا الفن بعد أن اكتشفت غيابه عن المراجع العربية. قررت تبني الفكرة ونقلها من الغرب إلى العرب، ودمجت في أعمالي بين الحرف العربي والمراكب الشراعية لتجسيد لغة الفن بلمسة ثلاثية الأبعاد”.
رؤية مستقبلية
اختتم الوايل حديثه بأمنياته بأن تصبح الأحساء والمملكة رائدة في نشر هذا الفن الفريد. وأشار إلى أهمية تعزيز الثقافة البصرية عبر توزيع الأعمال الفنية في الجامعات والدوائر الرسمية والشوارع لتكون مصدر إلهام وتواصل بين الفنان والمجتمع.
يظل فن الإنترسيا مثالاً حياً على الإبداع الذي يتجاوز الحدود، ليُثبت أن الخشب يمكن أن يحكي قصصاً تمتزج فيها الأصالة بالحداثة، ليبقى الفن رسالة جمالية لا تُنسى.