ثم ماذا بعد… يا قبس الأحساء!!

منذ ربع قرن ذاع صيتها كمسابقة تحمل اسم أمير الأحساء الراحل محمد بن فهد بن جلوي آل سعود – رحمه الله -، اختصت في ثلاثة مجالات: القرآن الكريم، والسنة النبوية، والخطابة. استمرت قرابة عشر سنوات وحققت نجاحات وشهرة ليس في الأحساء فقط بل على مستوى المملكة كفكرة رائدة لم يسبقها أحد. ولتحقيق المزيد من الأهداف والطموحات، تحولت في عام 1432هـ إلى مؤسسة خيرية تحمل اسم الأمير، لتكون ذات شخصية اعتبارية مستقلة، وتم تسميتها “قبس للقرآن والسنة والخطابة”.

قبس تهدف إلى ربط أبناء المجتمع بمصدري الهداية “الكتاب والسنة”، وإعداد وتأهيل الناشئة في فنون الإلقاء والخطابة بأركانها الثلاثة “الخطيب، والخطاب، والمخاطب”.

قبس ربطت استراتيجياتها بمستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، والتحول الفردي إلى العمل المؤسسي، وتحقيق الاستدامة للقطاع غير الربحي، والعمل على غرس ثقافة العمل التطوعي.

قبس تنوعت أنشطتها وبرامجها من ملتقى التعايش إلى الإلقاء المميز، والدورات العلمية، وبرنامج الرياحين، فـ”صيفنا قيم وإنجاز”، والقاعدة النورانية، وتعظيم قدر الصلاة، ومسابقة “ملسان”، ودورات في فن الاتصال ومهارات الإلقاء، بالإضافة إلى المسابقات الأسرية والرمضانية.

قبس امتدت برامجها للنساء من خلال الدور النسائية المنتشرة في أرجاء المحافظة، فهناك مدرسة أم المؤمنين عائشة، ونادي الزهور، ومدرسة الأميرة نورة، ومركز ريادة، ومدرسة الأثر، ومدرسة الرحمة.

قبس حاصلة على شهادة الآيزو لنظام إدارة الجودة بعد تحقيقها معايير إدارة الجودة والتميز المؤسسي وفق المعيار العالمي للآيزو، لتكون حافزًا لسعيها المستمر لتقييم وتحسين الأداء، وتحقيق تطلعات أصحاب القرار والمستفيدين من خدمات الجمعية.

قبس خلال العام الماضي 2024 حققت أرقامًا قياسية، حيث وصل عدد مستفيديها إلى نحو 75 ألفًا، حفظوا 100 ألف حديث، و70 ألف وجه من القرآن الكريم، و2500 جزء. كما نفذت أكثر من 400 برنامج ونشاط، ودربت 5400 شخص على مهارات الخطابة. شارك في برامجها جنسيات متعددة من 16 دولة، وتطوع فيها 424 متطوعًا ومتطوعة نفذوا 33 ألف ساعة تطوعية، وبلغ العائد المالي للتطوع قرابة 8 ملايين و500 ألف ريال، لتتوج تلك الأرقام بنسبة رضا بلغت 99.89%.

قبس في مهرجان التمور المصنعة لها جناح ملفت للأنظار من جميع النواحي، وأسمت معرضها لهذا العام “جهود الملك سلمان لخدمة السنة والقرآن”، كما عرّفت المجتمع ببرامجها وأنشطتها. صاحب جناحها ركن ومرسم تفاعلي للأطفال لإبراز دورها في تنمية الطفل. هذا الجناح ما هو إلا نموذج من مشاركات قبس المجتمعية وانفتاحها على المجتمع.

ثم ماذا بعد… يا قبس الأحساء!!! بعد تلك الجهود، ما المفاجآت القادمة المنتظرة من تقديم خدمات نوعية في مجال القرآن الكريم والسنة النبوية والخطابة بمنهج وسطي، من خلال أساليب مبتكرة ووسائل تقنية حديثة وموارد بشرية ممكنة وفقًا لمعايير الجودة العالمية؟

ختامًا… جمعية قبس: قبسٌ مشعٌّ في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية والخطابة.

 

وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com