تضم المملكة العربية السعودية 67 جامعة معتمدة، منها 29 جامعة حكومية و28 جامعة وكلية أهلية، منتشرة في أنحاء المملكة من وسطها إلى شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، لتعزيز مكانتها العلمية والبحثية والمجتمعية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. أصبحت الجامعات اليوم مسؤولة عن ابتكار القدرة الفكرية وإنتاج واقتصاد المعرفة، فهي منارات تضيء عقول البشر.
تاريخيًا، تُعد جامعة القرويين في المغرب التي تأسست عام 877م أقدم جامعة في العالم، وفقًا لتصنيف موسوعة غينيس للأرقام القياسية واليونسكو. عُرفت بنظام “الكراسي العلمية”، الذي يعتبر درجة علمية عريقة يمكن مقارنتها بالمناصب الأكاديمية الحديثة. جذبت الجامعة العديد من العلماء والفلاسفة، مثل ابن باجة، وابن رشد، وابن خلدون، وحتى بابا الفاتيكان الفرنسي سيلفستر الثاني، الذي درس العلوم بالعربية ونقل الأرقام العربية إلى أوروبا. أما جامعة الأزهر في مصر، التي تأسست عام 970م، فتُعد ثاني أقدم جامعة عالمية لا تزال موجودة حتى اليوم.
في السعودية، كانت كلية الشريعة بمكة المكرمة (جامعة أم القرى) التي تأسست عام 1369هـ أول مؤسسة تعليمية جامعية، بينما تُعد جامعة الملك سعود، التي تأسست عام 1377هـ، أول جامعة حكومية.
جامعة الملك فيصل: ركيزة تعليمية في الأحساء
في الأحساء، تم تأسيس جامعة الملك فيصل قبل قرابة خمسين عامًا، وتحديدًا عام 1975م، حيث انطلقت بإنشاء كليتي العلوم الزراعية والأغذية، والطب البيطري والثروة الحيوانية، مع 170 طالبًا و46 عضو هيئة تدريس. تخرجت أول دفعة منها بتسعة طلاب سعوديين.
اليوم، تضم الجامعة 15 كلية، يدرس فيها نحو 50 ألف طالب وطالبة في درجات البكالوريوس والدراسات العليا، بإشراف 2200 عضو هيئة تدريس. تقدم الجامعة 47 برنامجًا للبكالوريوس و68 برنامجًا للدراسات العليا. كما تضم 11 عمادة مساندة و26 مركزًا ووحدة إدارية وبحثية متخصصة، ما يجعلها من أكبر المؤسسات التعليمية في المنطقة.
يمتلك موقعها الإلكتروني “كفو” تفاعلية كبيرة، حيث بلغ عدد زواره 25 مليون زائر، مقدّمًا خدمات إلكترونية متميزة.
الإنجازات الحديثة لعام 2024
شهدت الجامعة في عام 2024 انفتاحًا كبيرًا على المجتمع الأحسائي، حيث استضافت أكثر من 200 ألف زائر خلال برنامج “ليالي كفو الرمضانية” على مساحة 16 ألف متر مربع، مع تقديم 300 فعالية استهدفت جميع شرائح المجتمع.
كما أطلقت الجامعة مبادرات بارزة مثل:
•“أحساؤنا كفو” تحت شعار العطاء والبذل.
•برنامج “علماء المستقبل”.
•“يونيثون 2024” والمشاركة بـ 6 براءات اختراع في معرض جنيف الدولي، محققة ميدالية ذهبية، وثلاث ميداليات فضية، وميداليتين برونزيتين.
•تدريب باستخدام تقنية “الهولوجرام”، كسبق فريد على مستوى الجامعات السعودية.
•تنظيم “هاكاثون الابتكار الصحي والذكاء الاصطناعي”.
•الفوز بـ 3 ميداليات ذهبية في معرض ماليزيا للاختراع والتكنولوجيا ITEX.
أرقام وإنجازات
•تصنيفها ضمن أفضل 100 جامعة عالميًا في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة لعام 2024.
•تحقيق المركز الأول بين الكليات الصحية السعودية.
•تصنيفها عالميًا بالمركز 23، وآسيويًا بالمركز 7، وعربيًا وأفريقيًا وأوروبيًا بالمركز 2 في عدد براءات الاختراع لعام 2023م.
•زيادة أعداد القبول بنسبة 30% هذا العام، لتصل إلى 16 ألف مقعد دراسي كرقم تاريخي.
المسؤولية المجتمعية والشراكات
باتت الجامعة شريكًا أساسيًا في معظم الفعاليات والمناسبات المحلية والدولية، مثل:
•مهرجان تمور الأحساء المصنّعة.
•مهرجان “اللومي الحساوي”.
•المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة.
جوائز التميز وشعار المستقبل
أطلقت الجامعة منظومة جوائز “كفو للتميز”، التي تشمل:
•جائزة معالي رئيس الجامعة للقسم الأكاديمي المتميز.
•جائزة عضو هيئة التدريس المتميز.
•وسام خريج كفو المتميز.
ثم ماذا بعد؟
بعد هذه الإنجازات والجهود، تبقى التطلعات مفتوحة لمفاجآت أكبر تعزز التعليم الجامعي، وتقدم بحوثًا محفزة للتنمية، وتحقق شراكات مجتمعية مثمرة.
ختامًا
جامعة الملك فيصل بالأحساء… مؤسسة حيوية محفزة لإثراء المستقبل وتنمية القدرات البشرية المنافسة.
وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw