ثم ماذا بعد… يا درر الأحساء؟

تُشكّل الفئة العمرية من 6 إلى 14 سنة نحو 16% من سكان المملكة، أي حوالي 5 ملايين طفل وطفلة، وقد كفلت لهم الدولة حقوقًا متعددة، من أبرزها: حق الحياة، والهوية، والتعليم، والصحة، والحماية من الإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي. ومنذ عام 1959، حددت الأمم المتحدة يوم 20 نوفمبر يومًا عالميًا للطفل، لإبراز حقوقه التي تشمل الحماية من العنف، والتوجيه الأسري، واحترام آرائه.

إن ديننا الإسلامي سبق الجميع في تحديد حقوق الطفل منذ أكثر من 1400 سنة، فالأبناء هبة من الله وزينة الحياة كما قال تعالى: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا”. فهم مستقبل الوطن وأساس بناء المجتمع.

وفي الأحساء، تأسست جمعية درر لرعاية الطفولة قبل أكثر من خمس سنوات لتقديم برامج تربوية شاملة للأطفال من 6 إلى 14 سنة، تنمية قدراتهم، وتمكين المربين بوسائل حديثة، وتأهيل المتخصصين في الطفولة. خلال عام 2024، استفاد من برامجها أكثر من 9500 شخص، عبر 21 ورشة تطويرية و32 برنامجًا عامًا، موزعة على أربعة مسارات نوعية: الرعاية، التطوير، التمكين، والتأهيل.

إنجازات درر لا تقتصر على البرامج فقط، فقد وقعت الجمعية 36 شراكة مجتمعية، بمساهمة 830 متطوعًا أنجزوا 20 ألف ساعة تطوعية، بعائد اقتصادي تجاوز 400 ألف ريال. كما تميزت بمنصتها الرقمية التي حققت نصف مليون مشاهدة.

تقدم درر حلولًا مبتكرة للمشكلات السلوكية للأطفال عبر مختصين تربويين لتعديل السلوكيات بأساليب إبداعية في المنزل أو المدرسة، إلى جانب إصدار أدلة لفهم خصائص النمو واحتياجات الطفولة المبكرة.

ثم ماذا بعد… يا درر الأحساء؟ ما المفاجآت القادمة التي ستساهم في تعزيز طرق صناعة جيل مبدع ومنتج؟ جمعية درر، برؤيتها لأن تكون النموذج الأمثل في رعاية الطفولة، تسابق الزمن لتحقيق أحلام أجيال المستقبل.

 

وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com