ثم ماذا بعد… يا رحماء الأحساء!!

يصل عدد كبار السن في المجتمع السعودي إلى ما يقارب 5% من إجمالي السكان. نعم، هم كبار السن، ذوو الرأي والمشورة، وأهل التجارب والمعرفة والخبرات. ففي صحبتهم بركة كما قال صلى الله عليه وسلم: “البركة في أكابركم”. لقد أفنوا حياتهم بالتضحية والعطاء وتربية الأبناء وخدمة الوطن والمجتمع، فكفلت الدولة حقوقهم واهتمت برعايتهم والاستفادة من خبراتهم، ونقلها للأجيال القادمة.

في ديسمبر 1978، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الحاجة إلى لفت الانتباه العالمي إلى المشاكل الخطيرة للشيخوخة كشريحة متزايدة من سكان العالم. كما قررت تنظيم جمعية عالمية للمسنين في عام 1982، حيث عُقدت الجمعية العالمية للشيخوخة في فيينا. وفي عام 1990، تم اعتماد تاريخ “الأول من أكتوبر” من كل عام ليكون اليوم العالمي للمسنين، كمناسبة سنوية عالمية يتم إحياؤها لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن، وللاحتفال بما أنجزه كبار السن للمجتمع.

علميًا، تم تعريف الشيخوخة بأنها حقيقة بيولوجية تحدث خارج نطاق التحكم البشري. وقد يتمتع البعض بصحة جيدة في السبعين من العمر، بينما يحتاج آخرون إلى رعاية الآخرين. ويُعتبر العمر مؤشراً على الشيخوخة، حيث يُعدّ سن 60-65 عامًا بداية لها، فيما أظهرت دراسة حديثة أن سن 74 هو بداية الشيخوخة الفعلية.

فالعمر بالنسبة للعديد من كبار السن مجرد رقم، فكأن لسان حالهم يقول:
“عمري بروحي لا بعدد سنيني … فلأسخرن غدًا من التسعين
بعمري إلى السبعين يجري مسرعًا … والروح ثابتة على العشرين”

في أحساء الخير والعطاء، تأسست “جمعية رحماء لرعاية المسنين”، مستلهمة اسمها من قوله تعالى: “وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرًا”. وهي أول جمعية من نوعها في الأحساء متخصصة في رعاية المسنين والاهتمام بهم.

رحماء، على الرغم من عمرها الذي لم يتجاوز خمس سنوات، تسعى لأن تكون بيت الخبرة الأول في تمكين وإسعاد كبار السن. ومن أهدافها:
• تقديم الرعاية المناسبة لكبار السن.
• توفير بيئة ترفيهية ورياضية وثقافية واجتماعية.
• رفع مستوى الوعي بأهمية رعاية كبار السن وطرق التعامل معهم.
• استثمار خبرات كبار السن وقدراتهم.
• تقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية لهم.
• تنفيذ دراسات وبحوث لتطوير الخدمات والمنتجات المقدمة لهم.
• بناء فرق تطوعية متخصصة لخدمتهم.

رحماء قدمت عددًا من المشاريع والمبادرات النوعية، منها: نادي المسنين، المساعد الشخصي، كيف نرعاهم، حاجة مسن، المقهى الثقافي، كفالة مسن، فرحة مسن، وبرنامج الزيارات الدورية للمسنين، إضافة إلى الاحتفال باليوم العالمي للمسنين، وملتقى وحفل تكريم سنوي للمسنين والمتطوعين.

كما كان لها دور بارز في مشروع “إكرام مسن”، الذي يوفر الرعاية المنزلية، والعلاج الطبيعي، والإرشاد الاجتماعي والنفسي، وحل مشكلات العقوق، وتأمين احتياجات مثل العربات، والعكازات، والأسِرّة الكهربائية، والسلال الغذائية، وسداد الفواتير.

استخدمت الجمعية أساليب علمية لتصنيف كبار السن والخدمات المقدمة لهم، فصنّفتهم إلى:
1. كبير سن مقعد: تُقدم له الرعاية الصحية المنزلية.
2. كبير بصحة جيدة: يُلحق بدورات وفعاليات معرفية.
3. كبير انطوائي: يحصل على الإرشاد النفسي والاجتماعي.
4. كبير متمكن فكريًا: تُستثمر خبراته لتعليم الآخرين.

ثم ماذا بعد… يا رحماء الأحساء؟!

بعد كل هذه الجهود، ما المفاجآت القادمة لتعزيز الرعاية الاجتماعية والصحية والترفيهية لكبار السن واستثمار خبراتهم؟

ختامًا، جمعية رحماء لرعاية المسنين بالأحساء… يدٌ عطوفة وابتسامة أمل لكبار السن.

 

وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw

تعليق واحد على “ثم ماذا بعد… يا رحماء الأحساء!!

  1. قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ،…)) الحديث.

    ثم ماذا .. يا رحماء الأحساء !
    أ. القدير: وليد الشويهين
    كتبت فأجدت بعظيم موجز
    كلمات كتبت بين سطورها رحمة ومودة ومحبة ،كبار السن هم القواعد التي بنت آمال المستقبل من شبابنا ،
    حق لهم علينا العناية بهم واستثمار قدراتهم ، والعطاء لهم .
    شد انتباهي كلمة “رحماء ”
    فهي مما دعا إليه ديننا الإسلامي الحنيف
    قال صلى الله عليه وسلم “(( 7/354- وعن أَبي موسى  قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ،..))الحديث ،رواه أبو داود.

    – وعن عَمْرو بنِ شُعَيْبٍ، عن أَبيهِ، عن جَدِّه  قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا حديثٌ صحيحٌ، رواه أَبُو داود، والترمذي، وَقالَ الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيح.

    فما أجمل اسلامنا واختم بحديث يعلمنا به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام احترام الناس وانزالهم منازلهم

    – وعن مَيْمُون بنِ أَبي شَبِيبٍ رحمه اللَّهُ: أَنَّ عَائشَةَ رَضي اللَّه عنها مَرَّ بِها سَائِلٌ، فَأَعْطَتْهُ كِسْرَةً، وَمرَّ بِهَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ وهَيْئَةٌ، فَأَقْعَدَتْهُ، فَأَكَلَ، فَقِيلَ لَهَا في ذَلِكَ! فقَالتْ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ رواه أبو داود، لكِنْ قال: مَيْمُونُ لَمْ يُدْرِك عائِشَةَ.
    وَقَدْ ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ في أَوَّلِ “صَحِيحهِ” تَعْلِيقًا.
    قال شيخنا ابن باز رحمه الله
    فالمقصود من هذا كله أنَّ المؤمن يُنزل الناسَ منازلهم، ولا يجعلهم على حدٍّ سواء في إكرامهم وتقديرهم، بل على حسب مراتبهم في الدِّين، ومراتبهم في كبر السن، ومراتبهم في وظائفهم الشَّرعية: فالقاضي له حقّه، والعالم له حقّه، والسلطان له حقّه، والأمير له حقّه، ((والشيخ كبير السن له حقّه))، إلى آخر ماقاله… .
    وهكذا، فكلّ إنسانٍ يُعْطَى حقَّه المناسب له بحسب ما جاءت به الشريعة.
    فحق كبار السن عظيم
    فيه عطاء
    وإحسان
    ومحبه
    ومودة
    وحفظ مكانة
    وزرع ابتسامة
    وأجر عظيم من رب رحيم
    شكرا لهذه الكلمات
    #المنصة_الأولى
    شكرا
    #جمعية_رحماء
    شكرا
    #أحسائنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com