في عرس كرنفالي، وبحضور جمع من الشعراء والأدباء والكُتَّاب ومتذوقي الشعر في مملكتنا الحبيبة، احتضنت دار نوره الموسى للثقافة والفنون حفل تدشين الديوان الحادي والعشرين للشاعر الأستاذ راشد بن عبدالرحمن القناص السبيعي، الذي يحمل عنوان “من أشهر الفنون الأدائية الشعبية في المملكة العربية السعودية”.
جاء الديوان في حلَّة قشيبة مميزة، ومن القطع المتوسط، ويشتمل على شرح تفصيلي لكل فن من الفنون الأدائية الشعبية، بالإضافة إلى قصائد متنوعة تمثل كل فن. وأوضح الأستاذ راشد القناص أن الديوان يقع في حدود 380 صفحة، متنوعًا في فنونه النبطية.
كتب القناص توطئة الديوان بقوله:
“على مدى حقب زمنية طويلة، وباختلاف الأزمنة والأمكنة، تتشكل عند المجتمعات عادات وتقاليد متوارثة، سواء في الحرف أو الصناعات أو غيرها. ومن أشهر تلك العادات التي تتولد هي الفنون الأدائية الشعبية التي تتخذ من رحم الطبيعة الجغرافية منبتًا لها. فتؤثر الصحراء في حداء العرضة النجدية والجنوبية، وأهازيج المواويل في حياة البحارة، وكذلك الدحة، والقلطة، والمجرور الطائفي، وغناء المجيلسي، والخبيتي، والخطوة الجنوبية، وصوت الربابة، وفن الصوت، والرفيحي، والزامل الجنوبي، والموال، والسامري، والفريسني وغيرها. كلها فنون ترتبط بعمق بمناطق معينة، وهذا يعود بالطبع إلى تنوع الطبيعة الجغرافية التي نمت بها تلك الفنون وتطورت. واليوم، في المملكة العربية السعودية، هناك العديد من هذه الفنون التي اشتهرت بها وارتبطت بأهلها في كل منطقة، وتبرز بشكل واضح في المهرجانات الشعبية.”
جاء حفل التدشين بطريقة رائعة، حيث شاركت فرقة دار السامر للفنون الشعبية بالمبرز بأداء العرضة السعودية، مما أضفى على الحفل رونقًا خاصًا. كما تم عرض فيلم مرئي يسلط الضوء على الفنون الأدائية التي اشتهرت بها كل منطقة في مملكتنا الحبيبة.
عبّر القناص عن امتنانه وشكر والده على حضوره، وأثنى على إخوانه وأبناء عمومته والضيوف الكرام الذين تجشموا عناء السفر لحضور هذه الأمسية القيمة. كما شكر الحضور الكبير، مؤكدًا أن ذلك يعكس ثقافة المجتمع واهتمامه بالموروث الشعبي.
قدّم القناص شكره وتقديره لراعي الحفل، فرقة السامر، ودار نوره الموسى، ثم ألقى الأستاذ يوسف الخميس، مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، كلمة عبّر فيها عن شكره للقناص على جهوده الثرية في خدمة التراث الشعبي بمختلف أنواعه.
شهدت الأمسية مشاركة مميزة من الشعراء: فهد العرجاني، وعبداللطيف الفضلي، وخالد السبيعي، وحسين الطبيلي، الذين قدموا قصائدهم مدحًا وثناءً للأستاذ راشد القناص، مشرف لجنة التراث والفنون الشعبية، ورئيس منتدى الأدب الشعبي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وعضو مؤسس لجمعية التراث غير المادي، وعضو هيئة الصحفيين، ومقدم برنامج الخيمة الشعبية بإذاعة الرياض سابقًا.
في ختام الحفل، قدّم الأستاذ يوسف الخميس والأستاذة صابرين الماجد، مشرفة دار نوره الموسى، دروعًا تكريمية لفارس الأمسية الأستاذ راشد القناص، وعريف الأمسية الأستاذ سفيان الزعبي، وفرقة دار السامر للفنون الشعبية بالأحساء، تقديرًا لدورهم في إنجاح الأمسية.
