جواز سفرك للقلوب …

قال الله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ)

 

شبّه الله تعالى شجرة النخلة بالـ”طيبة الأصل ذات الفرع الثابت التي تؤتي ثماراً طيبة على من يألفها، ككلمة الإيمان الثابتة في قلب المؤمن، وكما شبه الله عز وجل الكلمة الخبيثة بشجرة الحنظل؛ لأنّها شجرة مُرة، ليس لها أصل، وشكلها قبيح، فتجعل المشاهد منزعج تمامًا مثل الكلمات الخبيثة التي تُؤذي صاحبها.

تُعدّ الكلمة الطيبة من مكارم الأخلاق في الإسلام، كما أنها صدقة أثرها ممتد إلى يوم القيامة.

ومن صفاتها أنها تؤلف القلوب، وتُصلح النفوس، وتُذهب الحزن، وتزيل الغضب، وتُشعِر بالسعادة، بعكس الكلمة السيئة التي تمقتها الآذان، وتشعل النيران بالصدور، وتفرق الإخوان، فكم من كلمة سيئة أغلقت باباً، ووضعت حجاباً، وفرقت أحباباً!!.

منذُ ان خلقنا الله ونحن نكون ونبني علاقات اجتماعية، فمنها من بقى ومنها من رحل ومر عليه الزمن، فنجد في بعض الاجتماعات واللقاءات كلمات بذيئة يتهافتون بها، تعكر صفو البعض ولا يدركون أثرها على الانسان، فكم من شخص يحترم ويلتزم الشخص المقابل ويصمت، ولكن حين تكثر وتستمر تلك الكلمات البغيضة من الشخص ذاته، تجده ينسحب من حياته، يبدأ بإلقاء أعذار حتى لا يلتقي به، وذلك نتيجة تراكم تلك الالفاظ والكلمات البذيئة.

الكلمةُ الطيبة هي جواز سفرنا إلى القلوب، حيث تهفو إلى سماعها الآذان، وتُسر بها الأنفس، وتقوي الروابط الإنسانية، فكم من طريق مغلق تم فتحه، وكم من قلب قاسي تم لينة، وكم من باب مغلق للرزق والعمل تم فتحه بالكلمة الطيبة.

وختامًا يقول لقمان الحكيم: إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com