وليد الشويهين
وأهل الكرم، هي أحساء الخير.. بيوتها عامرة، مجالسها مفتوحة، أهلها كرماء، رجالها أفاضل، سيداتها كريمات. بهذه الكلمات جسد أمير المنطقة الشرقية واقع أهل الأحساء، ولتكون منطلقاً لمقال هذا الأسبوع: ثم ماذا بعد؟
فمنذ 46 عاماً، وتحديداً في عام 1400هـ، تأسست جمعية البر بالأحساء لتصبح صرحاً من صروح العطاء والعمل الخيري، وتحقق نتائج غير مسبوقة من النفقات قرابة المليار ونصف ريال لدعم المستفيدين من خلال تقديم المساعدات المادية والعينية للفئات المحتاجة لتحسين المستوى المعيشي لهم، وكذلك التنوع في المشاريع والمبادرات مثل: تأهيل الأسر المستفيدة وتمكينها للاعتماد على نفسها، وتدريب أبناء المستفيدين وتأهيلهم لسوق العمل، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الطارئة في أوقات الكوارث والأزمات، وتنفيذ ودعم المشاريع والبرامج مثل: مشروع ترميم المنازل، ومساعدات الإيجار، وكفالة الأيتام، والرعاية التعليمية، وبرامج كساء وعابر سبيل، وزكاة الفطر، والسلة الغذائية، ولحوم الأضاحي، إلى التنمية الدراسية والتأهيل المجتمعي (مثل: مبادرة الأم المعيلة، مبادرة نمو ونماء، ومبادرة تمكين الأيتام العلمية)، وإقامة البرامج التنموية والتعليمية والدورات التدريبية. كما تمتلك الجمعية عدداً كبيراً من المباني والأوقاف الخاصة بها ليعود ريعها لصالح أعمال البر.
ففي العام الماضي 2023 فقط، وصل إجمالي المساعدات للمستفيدين إلى 87 مليون ريال، منها 70 مليون عن طريق البرامج والمشاريع، و17 مليون من خلال بطاقات منافذ، وتسليم 172 وحدة سكنية للأسر الأشد حاجة.
وخلال التسعة أشهر الأولى من عام 2024، وصل مبلغ المساعدات إلى ما يقارب 55 مليون ريال، ما بين نقدية وعينية، استفاد منها قرابة 37 ألف فرد ممن هم تحت مظلة الجمعية، و8700 أسرة. فيما وصل العائد الاقتصادي للتطوع إلى قرابة 400 ألف ريال، كما تم تسليم 300 منزل، وترميم وصيانة 36 منزلاً، وتنفيذ 277 مشروعاً، وتوقيع 16 شراكة استراتيجية ومجتمعية، وعقد 100 لقاء وورشة عمل، وإقامة 16 معرضاً تعريفياً، فيما استفاد من البرامج التنموية أكثر من 6000 مستفيد.
بالإضافة إلى تلك الأرقام، نفذت الجمعية مشروع تفريج كرب الأسر الأشد حاجة، ومشروع زكاة الفطر، حيث وصل عدد الفطر إلى ما يقارب 200 ألف، استفادت منها أكثر من 4500 أسرة من خلال 12 مركزاً. كما تم توزيع أكثر من 4000 أضحية، استفاد منها ما يقارب 5000 أسرة.
ولم يقتصر دور الجمعية على التبرعات والمشاريع التنموية وحسب، بل تجاوزها لدعم الأيتام، تلك الفئة الغالية في المجتمع، من خلال مركز تكامل لرعاية وتنمية الأيتام. نفذ المركز هذا العام عدة مبادرات منها: البرنامج الإثرائي “أساطيل المستقبل”، والبرنامج النوعي “دعم التعلم” لأكثر من ألف طالب وطالبة بمشاركة 16 جهة تعليمية وتدريبية في مجالات علمية متنوعة، ومعمل تكامل الرقمي، وبرنامج “بكرة” الذي نتج عنه 43 مشروعاً نوعياً في ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي. كما أطلقت الجمعية حملة تبرعات لكفالة 408 أيتام عبر المنصة الإلكترونية، ونتجت عنها تبرعات تجاوزت 800 ألف ريال.
وكان للاتصال المؤسسي دور كبير في إبراز تلك الجهود، ففي هذا العام فقط تم نشر 725 منشوراً إعلامياً وأخباراً وتغطيات صحفية من خلال المنصات الرقمية ووسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى التواصل مع المجتمع والإعلام باستضافة القادة والمؤثرين في ديوانية البر كاتصال إعلامي وتسويقي لبرامج ومشاريع الجمعية.
وتتويجاً لتلك الجهود، حققت الجمعية العديد من الجوائز، أبرزها المركز الأول لجائزة الملك خالد للمنظمات غير الربحية، والمركز الأول لجائزة وزارة الاتصالات للتميز الرقمي. وفي هذا العام، حققت الجمعية نسبة 99.92% في تطبيق معايير الحوكمة.
ثم ماذا بعد… يا بر الأحساء!!! فبعد تلك الإنجازات، ما المفاجآت القادمة المنتظرة من تعزيز ودعم برامج التمكين الاقتصادي للمستفيدين لتحقيق التنمية والاستقرار في المجتمع؟
ختاماً… بر الأحساء ليست جمعية فقط، بل نظام مؤسسي متكامل، من المجتمع إلى المجتمع.
وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw