مواقف وانتقادات في أكشاك العطور: تحديات يومية لموظفات البيع .. وتأثير صحي محتمل!!

أمينة الحبرتي 

تواجه موظفات أكشاك العطور الكثير من التحديات والانتقادات من بعض الزبائن، في ظل طبيعة عملهن التي تتطلب جذب وشرح المنتجات للزبائن، بهدف التعريف بالروائح الجديدة ودفعهم للشراء. وبينما تتطلب بعض الشركات من الموظفات بذل جهود إضافية لجذب الزبائن، تعتمد شركات أخرى على أسلوب أقل تدخلًا، حيث تُترك الحرية للموظفات للتفاعل مع الزبائن بناءً على ما تراه مناسبًا.

مواقف محرجة وتحديات يومية

وتقول أميرة، إحدى بائعات العطور في كُشك، إن هناك زبائن محترمين يأتون بالفعل بغرض الشراء، لكن هناك آخرين يتصرفون بشكل مسيء. وتضيف قائلة: “مددت ورقة اختبار العطر لرجلٍ ما، ولكنه بدلاً من أخذها، لمس يدي بطريقة غير لائقة.”

من جهة أخرى، تحدثت بائعة أخرى عن مواقف محرجة تعرضت لها، حيث قام بعض الزبائن بتمزيق ورقة العطر أو رميها في القمامة أمامها. وتقول: “عندما أقول للزوجين (حياكم الله)، ألاحظ أحيانًا أن الزوجة تحدق فيّ بغضب، ولكني أحترم هذا الشعور.”

مواقف غريبة وردود فعل سلبية:-

تشارك سحر، بائعة أخرى، تجربتها مع بعض الزبائن الذين يتصرفون بغرابة، قائلة: “بعض الزبائن يوجهون لنا انتقادات مثل (عرضكم ليس جيداً) أو (لديّ مشكلة في الجيوب الأنفية) أو حتى (أنتم محتالون وكاذبون)”. وتروي موقفًا مع رجل مسن قالت له: “تفضل هذه ورقة العطر لتجرب الرائحة”، فرد عليها بغضب قائلاً: “سأضربك بهذه العصا وأبلغ الشرطة”. وتعلق سحر: “شعرت بالحزن الشديد؛ كل ما أردته هو أن يشم الرائحة.”

أما نوف عبدالعزيز، بائعة أخرى، فتعتبر أن الأمر يعتمد على “عقول وتربية” الزبائن، حيث تقول: “هناك من يتعامل معي باحترام وأقدر ذلك، بينما آخرون يزعجونني بتصرفاتهم.”

آراء الزبائن: تباين في التفاعل:-

من جهة الزبائن، يقول سعود إنه ينزعج كثيرًا عندما تمد له بائعة العطر ورقة اختبار الرائحة، مضيفًا: “لو أردت شراء العطر، سأفعل ذلك بنفسي، ولا حاجة لأن يأتي أحد إليّ.” بينما يشير صديقه عبد الله إلى أنه يعاني من مشاكل في الجيوب الأنفية، ما يجعل هذه التجربة غير مريحة بالنسبة له.

وفي المقابل، تعبر الزبونة فاطمة سعد عن شعورها بالانزعاج قائلة: “عندما أراها قادمة لي بورقة العطر، أغير اتجاهي فورًا؛ لأنها تجعلني أشعر بعدم الارتياح أثناء التسوق.”

على النقيض، يقول تركي، زبون آخر، إنه لا ينزعج من هذه المواقف، بل يرى أنها جزء من عمل البائعات، ويضيف: “أحترم تعبهن، وقد أتعرف من خلالهن على عروض مميزة وروائح جديدة.”

تحذيرات صحية من استخدام العطور في المولات

من جانبه، صرّح اختصاصي السموم مجدي الليل خلال مقابلة تلفزيونية على قناة الإخبارية أن العطور التي يتم رشها في المولات قد تسبب ضررًا للمتسوقين. وأوضح أن هناك من يعاني من أزمات ربوية قد تتفاقم بسبب استنشاق العطور أو البخور.

وأضاف الليل بأن بعض الأسر قد تتأذى فجأة بسبب التعرض للعطور، وأن بعض التجار يستخدمون أردأ أنواع الخشب والمنتجات العطرية، مما قد يؤدي إلى أضرار صحية للمتسوقين. وشدد على ضرورة أن يراعي التجار ذلك حفاظًا على صحة الزوار.

واختتم تصريحه قائلاً: “فضاء المول ليس ملكية لتجار العطور، وإذا أراد التاجر الترويج لمنتجاته، فعليه بالاكتفاء برش العطور داخل المتجر، وليس بإجبار المتسوقين على استنشاق الرائحة عن طريق رشها في أنحاء المول.”

وتظل مواقف البيع في الكُشكات مجالًا مليئًا بالتحديات اليومية للموظفات، اللواتي يتعاملن مع الزبائن بطرق مختلفة، في محاولة لتحقيق أهدافهن اليومية، وفي نفس الوقت مواجهة ردود أفعال متنوعة تتراوح بين الدعم والانتقاد، مع وجود تحذيرات صحية تستدعي انتباه المسؤولين في المولات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com