لازلت مؤمن بأننا نحتاج لنوعية مختلفة من الكتاب والنقاد والإعلاميين الذين يتجاوزون مصالحهم وأهدافهم الشخصية وميولهم ويكتبون للمصلحة العامة والهدف النبيل ولا يزايدون في ذلك .
الكثير من الطرح والعبارات والكلمات تصيبك بالإحباط وكثيراً من الجدل القائم حول مواضيع مطروحة ترسخ التشنج والتعصب ويؤسفك أن يكون هذا الطرح من خبرات وأسماء كبيرة أعطيت مساحات عبر إعلامنا المرئي والمقروء ولهم قراء ومتابعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
حقيقة ما يطرح لا يساعد على التجرد ولا يدل على الموضوعية وتحمل المسؤولية ولا يلتزم بالأمانة الصحفية والأدبية والدور المنتظر من كتاب وأقلام يفترض أن تكون واعية تماماً لأهداف الرسالة وقيمة ما يطرح وتأثير ذلك على من يتابع .
بعض الأقلام تستحق الإقصاء وخبرات كثيرة كان طرحها ونقدها دون المأمول فضلا عن ضعفها .
أصعب ما في الكتابة واعتلاء المنابر أن تسطح الأمور وتنظر لها من زاويتك فقط دون أن تكون ملماً بعواقب ما تكتب وأن هناك أهدافاً وغايات نبيلة من وراء الكتابة لا تنحصر فقط في تعزيز رأيك والتأثير السلبي وتغليب المصالح والميول والأهواء الشخصية على مصالح المجتمع وفكر الشباب .
ما يحزنني أن بعض من تبنوا هذا الفكر كان لهم حضور وتاريخ رائع في الصحافة وإضافات مميزة في الإعلام وكتابات متزنة.
الانجراف وراء تلك الموجة يؤدي إلى الانحدار والسقوط في تبعية ما يريد الآخرون والسائد الموجود ولا يخلق أجواء صحية يتعاطى الجميع معها ، بل هي حرب متتالية على كل من يخالفك الفكر والميول والاهتمامات والطرح .
وها هي الأحداث والمناسبات الرياضية والثقافية والأدبية وحتى الاجتماعية شاهد على وجود هذا الصراع الفكري الذي أخذت أبعاده ومداه تزداد
وللأسف هناك من يركز ويضخم ويهتم بهذا الطرح الذي يجب أن يهمل ولا يجد تأييدا أو متابعة .
ويبدو أن هناك من تستهويهم الإثارة ووجود الجدل وخلق البلبلة والتباهي بهذا الطرح المختلف بل والتمادي فيه دون رادع .
وعلى وزارة الإعلام ووزارة الرياضة ووزارة الثقافة أن تكون حازمة مع كل طرح لا يتوازى مع المبادىء والقيم وروح الأخوة وحب التنافس الشريف واحترام الآخر والبعد عن التجريح والتلميح بكل ما يتعلق بالأشخاص والكيانات ، فهذا الحزم قد يردع الذين يفرحهم أن لا تكون الأمور مقننة وتخضع لأنظمة وقيود تحكم ما يطرح وتحاسب من يتجاوز .
تحتاج بعض الأقلام التي لا تدرك قيمة ما تكتب وتكون مقالاتها وتغريداتها مستفزة وعقيمة وركيكة ومستوى الطرح فيها لا يليق ولا يتناسب مع تاريخ ومكانة بعض الأسماء أن تبتعد أو تنوء عن ذلك .
من يدرك عظمة الأمانة وقيمتها ويدرك ما يحمله من مسوؤلية تجاه مجتمعه وشباب وطنه سيكون حريصاً على جودة الطرح واتزانه والعمل على أن يكون التأثير الإيجابي هو الهدف فالكاتب والمتحدث المؤثر هو الذي يقنعك بطرحه وواقعيته وتفهمه وسمو فكره ولا يسعى لطرح يكسب به مصلحة أو متابعين أو يسعى لغلبة أهدافه فقط .
فبعض الطرح الدوني يثير الشفقة وللأسف أن يحتل المتناقضون المتلونون المتشنجون المتعصبون المشهد والصدارة .
تويتر samialjasim1