الحجاج قديمٌ قِدمَ الإنسان بوصفه ممارسةً إنسانيةً نابعةً من طبيعة البشر في التصرفات وردود الأفعال والأقوال. وقد ورد ذكر الحجاج وبعض مفاهيمه لدى العرب قديمًا في كتبهم الدينية واللغوية والبلاغية. جاء ذلك في المحاضرة التي نظمتها جمعية أدباء بعنوان **”أوراق من الشعر الوطني السعودي – دراسات حجاجية”**، وقدمتها الدكتورة نوير بنت عبدالله العنزي، محاضرة في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية في الرياض، وأدارها الدكتور راشد الرحيمان، مساء أمس الأحد في مقر الجمعية بالأحساء.
وتناولت المحاضرة نظرية نقدية أدبية حديثة، وهي نظرية الحجاج، حيث طُبِّقت على نماذج من الشعر الوطني السعودي تزامنًا مع الاحتفال باليوم الوطني. وأشارت الدكتورة نوير إلى أن المناهج النقدية العربية المعاصرة تنوعت واستفادت من المناهج النقدية الغربية الجديدة؛ بدءًا من تلك التي تأثرت بالعلوم الإنسانية، كالمنهج التاريخي والاجتماعي والنفسي، ومرورًا بالمناهج اللسانية، مثل البنيوية والأسلوبية، وصولًا إلى مناهج ما بعد الحداثة، مثل التداولية والسيميائية والحجاج والعرفانية. وقد اعتمد بعض النقاد العرب المعاصرين على هذه المناهج في دراسة الأدب وإعادة قراءة التراث العربي بشعره ونثره.
وأوضحت العنزي أن الشعر العربي، رغم تنوع أغراضه ومقاماته، لم يخلُ من الحجاج؛ بوصفه خطابًا تأثيريًا يستهدف إقناع المتلقي، سواء اعتمد على العقل أو الانفعالات والعواطف. وأضافت أن الحجاج ما زال نظرية متطورة ومستمرّة في التأسيس والتشكيل، وأن الشعر الوطني السعودي يمثل مجالًا خصبًا لتطبيق هذه النظرية، نظرًا لسعيه الدائم لتوصيل الأفكار والرؤى من خلال مهارة الشاعر.
وختمت المحاضرة بالإشادة بتاريخ الشعر الوطني السعودي العريق الذي يعكس الأصالة والرقي والتطور في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله.
واختُتم اللقاء بمداخلات من الحضور، الذي ضم عددًا من الشعراء والأكاديميين والإعلاميين. وفي نهاية اللقاء، شكر رئيس الجمعية، الدكتور محمود بن سعود آل ابن زيد، الدكتورة نوير العنزي، وكرّمها مع التقاط الصور التذكارية بهذه المناسبة.