الشاعر علي النحوي في حوار خاص مع “المنصة الأولى”: هذه أبرز المشكلات التي تواجه الأدباء .. وكيف تكون العلاقات الشخصية بين المثقفين !؟

الشاعر علي حسين النحوي، حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية وماجستير في الأدب والنقد، أصدر ديوانين: “أنثى النرد” و”سلافات”، وقريبًا سيصدر مجموعة شعرية تحتوي على أربعة دواوين شعرية.

النحوي غير منتمٍ لأي جماعة أو مؤسسة أدبية أو ثقافية، وفقًا لتصريحه، حيث أكد أن الثقافة أصبحت كونية، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أسقطت الكثير من الخصوصيات المحلية. كما شدد على ضرورة تفعيل فكرة التفرغ الثقافي لتمكين الأديب من الموازنة بين إبداعه وشغفه ولقمة عيشه.التقت به المنصة الأولى في هذا الحوار الخاص

 

الثقافة كونية

ما هو الاختلاف بين الأديب السعودي وسواه من وجهة نظرك؟

الأديب السعودي لا يختلف عن الأديب العربي، لأن مصادر تحصيلهم وثقافتهم متشابهة، وبالتالي يشكلون جميعًا طيفًا ثقافيًا واحدًا يكمل بعضه بعضًا. وإن كان هناك من اختلاف، فيعود إلى تأثر المثقف العربي في المغرب العربي بالثقافة الفرنسية. أما البيئة والظروف المختلفة فلها أثر يكاد يتلاشى مع كون الثقافة أصبحت كونية، حيث أسقطت وسائل التواصل الكثير من الخصوصيات، وأصبح الأديب العربي ينهل من بيئات مختلفة، متجاوزًا الخصوصيات المحلية.

 

لقمة العيش

ما الذي يؤرق الأديب السعودي؟

ما يؤرق الأديب السعودي هو انشغاله بلقمة عيشه ووظيفته. لذا، أتمنى أن تُفعَّل فكرة التفرغ الثقافي بشكل واسع، ويُعطى الأديب مميزات تساعده على الإبداع وتطوير تجربته. كما يؤرقه عدم قدرته على طباعة أعماله ونشرها، لذا أتمنى أن تتبنى الجهات الثقافية ذلك عبر فرق تجمع معلومات عن الأدباء وتعمل على تذليل هذه العقبات.

ما هي أبرز الإشكالات التي تواجه الأدباء؟

هناك إشكالات وقفت حائلاً دون مشاركة الأديب السعودي في المشهد الثقافي منها: التركيز على أسماء معينة، وعدم تحديث قوائم المدعوين في المناسبات واللقاءات الثقافية، وعدم السعي لاكتشاف القامات الثقافية والاحتفاء بها وتقديمها للمشهد والاهتمام بها، مما يصيب المبدع بالإحباط والعزلة.

كيف يكون التعاطي مع المنتج الأدبي من قبل المتلقي؟

التعاطي مع المنتج الأدبي خاضع لكثير من الاعتبارات، منها قرب المبدع من دوائر الإنتاج، وعلاقاته العامة، وجرأته في البحث عمن يحتفي بمنتجه أو يشيد به، بالإضافة إلى عدم وجود نقاد حقيقيين يقرؤون المنتج ويقدمونه للساحة. وإن وُجدوا فإنهم يركزون على أسماء معينة لا يغادرونها، ولا أدري ما السبب في ذلك.

تسيير المشهد الثقافي

ما رأيك في العلاقات الشخصية بين الأدباء والمثقفين؟

العلاقات الشخصية والشلليات ما زالت حتى اليوم تسيّر المشهد الثقافي، فتُعلي أسماء وتقصي أخرى. وما يدل على ذلك هو تكرار ثلاثة إلى خمسة أسماء في كل الفعاليات الثقافية داخل المملكة وخارجها، بينما تجد أسماء مهمة غائبة تمامًا. هل من المعقول أن يمر عام الشعر دون أن يُدعى بعض الشعراء المهمين في فعالية واحدة؟

فساد ثقافي

ما سبب الترهل في المنتج الفكري حاليًا؟

تبني المنتج الفكري المترهل خاضع للإشكالية السابقة، ولا يمكن تجاوز ذلك ما لم نعالج مشكلة الفساد الثقافي. حيث ما زال مجموعة من المتمصلحين يسيطرون على جانب مهم منه، ولا يهمهم قيمة المنتج الثقافي بقدر ما يهمهم توثيق علاقاتهم الشخصية التي تضمن لهم دعوات ومقاعد في المحافل المختلفة. أي أن المجاملات والمصالح هي التي ترفع قيمة المنتج المترهل في سبيل مكاسب شخصية.

ما سبب عزوف البعض عن المشاركة في الفعاليات الثقافية؟

ضعف الفعاليات الثقافية وضعف القائمين عليها أدى إلى عزوف المثقفين عنها، لأنهم لا يخرجون منها بحصيلة ثقافية أو فكرية. كما أنهم يضيقون بسطحية ما يُقدَّم فيها وهشاشته. وهذا لا يعني عدم وجود فعاليات جادة وجاذبة.

ما رأيك في تحول الأندية الأدبية إلى جمعيات؟

تحول النادي الأدبي إلى جمعية فيه نوع من التجاوز حسبما نما إلى علمي، وذلك لم يحدث إلا في الأحساء. وقد اعترض على هذه الخطوة بقية الأندية الأدبية، حيث يرون أن الأندية تأسست عبر قرار ملكي ولا تزال سارية المفعول. في كل الأحوال، الاسم ليس مهمًا بقدر ما تقدمه هذه الأندية للنهوض بالمشهد الإبداعي وتحقيق طموح المملكة في المجال الثقافي.

ما تقييمك للمرحلة السابقة لنادي الأحساء الأدبي؟

النادي الأدبي في الأحساء قام بدوره حسب قدرات القائمين عليه وإمكاناتهم. وكل مؤسسة أدبية لها ما لها وعليها ما عليها، لكن النادي الأدبي في الأحساء حقق ما لم يحققه غيره من الأندية، مثل مبناه الذي سيبقى مقرًا للأدباء والمبدعين. ثم إن النادي لم يُحل بقرار رسمي، فطالما الأندية الأدبية الأخرى قائمة سيبقى قائمًا. أما جمعية الأدباء فهي جمعية أهلية كغيرها من الجمعيات، وهذه إشكالية ستُعالج في يوم ما.

ما هو الابتكار الأدبي من وجهة نظرك؟

الابتكار الأدبي هو الخروج من عباءة التقليد والتبعية والخوف من اجتراح المغاير. بالتالي نجد في كل منطقة نسخًا إبداعية مكررة تمثل صوتًا واحدًا. ما لم يستطع المبدع تحقيق شخصية مستقلة على جميع الأصعدة لن يستطيع الابتكار والتفرد.

هل الأديب كثير الندب والتشكي؟

ما أسميته بالندب هي أصوات ناقدة ضاقت بالأخطاء المتكررة، وأتمنى أن يصغي من يهمه الأمر لبعض هذه الأصوات المحبة لوطنها، وأن تُعطى فرصة لتوصيل أفكارها للجهات المعنية. لأن ذلك سيعمل على التحول والتطوير وحل بعض الإشكالات. ولو كان النقد لمجرد الثرثرة فلن يكون له مردود أو تأثير.

هل يوجد أديب صدامي؟

لا يوجد أديب صدامي، بل هي أمزجة تنعكس على تجربة الأديب وتفضي إلى أعمال ذات سمات أدبية مثمرة. فكلنا يعرف قيمة المعارك الأدبية التي أثمرت عن كتب مهمة في الأدب المصري في عصر النهضة، ودورها في تطوير المدارس الشعرية، وصناعة تحولات فكرية أثرت في العالم العربي بأكمله. شخصية كطه حسين مثلًا تُعد صدامية، لكنها أيضًا علامة تحول مهمة في الثقافة العربية.

 

تعليق واحد على “الشاعر علي النحوي في حوار خاص مع “المنصة الأولى”: هذه أبرز المشكلات التي تواجه الأدباء .. وكيف تكون العلاقات الشخصية بين المثقفين !؟

  1. صادف وجمعتني صفحات تويتر با لأديب القدير والمفكر الأنبق والمثقف الكبير والإنسان الجميل .. الشاعر المختلف
    أ. علي النحوي، ليتعاظم انبهاري بكتاباته وآرائه ومعتقداته
    في الشعر والفن والإنسان..
    علي النحوي ليس مجرد أديب أو شاعر أو مفكر أو مثقف
    أو مؤثر .. لقد جمع في شخصه أجمل ما في ذلك .. وانتقى
    واختار وتفرد وتميز ..
    حري بالجهات التي تدير الفعاليات الثقافية أن يكون
    شاعر الجمال والإنسان ضمن من تحتفي بهم وبنتاجهم
    وتفردهم..
    شكرا المنصة الأولى على هذا الحوار الماتع
    شكرا للشاعر الرائع هذا الحضور المثمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com