مرض أوقفته مخالفة!

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ.، منذُ قديم زمان كان هناك مرض اجتماعي يصاب فيه بعض الاشخاص وقد يلازمه طول عمره وقد يتخلص منه، الا وهو السؤال عن شيء لا يعنيه او يخصه (الملقوف).

وتعريف اللقافة حسب علم النفس: “حب الاستطلاع”، أنها حالة تحدث نتيجة الفراغ المعرفي لدى الفرد، وعلى الرغم من ان ذلك التصرف لم يكن غريباً علينا، وانما هو متواجد منذ زمن ولكننا بدأنا بالانزعاج اكثر؛ لأنه لم يعد ذلك الفضول على ماهو عليه فحين نرى في القصص الماضية، كا جُحا الذي كتبت عنه الكثير من المدونات والمواقف الفكاهية، فلن تصل في قبحها إلى ما نعرفه اليوم، وما نكتشفه من عشرات المتطفلين الذين يرتقون إلى رتبة (الملاقيف)، فمع تعدد أشكال الاتصال الإنساني، بات احتمال اصطدامك بأحدهم كبيراً جداً، وأكاد أجزم أنه حتمية الحدوث.

بعض الناس لديهم حب استطلاع ورغبة في التطفل على حياة الآخرين، وذلك من أجل معرفة اسرارهم وخصوصياتهم، او بقصد احراجهم لغرض في نفس يعقوب، فقد يأتي أحدهم إليك بعد شراءك لسيارة جديدة، ليه اشتريت هذه السيارة؟ الكل يشتكي منها والكل يذمها، وحتى اللون اللي اخترتها ليس بذلك الجودة؟، أي لقافه وتبجح بعد هذا؟! أليس المفترض ان تبارك لأخيك بالسيارة وتتمنى له الخير بها، فيعد هذا شيء بسيط امام ما نراه من تدخل حين يبدأ السؤال عن اخبارك تجد نفسك في بحر هائج من الأسئلة ( ماهي علاقة ابنائك مع أهلهم، ما طبيعة علاقتك مع زوجك، لماذا لا تخصص مبلغ من راتبك لكي تسافر، كيف تتحمل معيشتك وراتبك بسيط…الخ) وغيرها من الأسئلة المنفرة للإنسان والتي من الممكن ان تسبب له شك في داخله، والمشكلة انهم لا يضعون حدود لتلك الأسئلة بل تتحول الى نقاش عام ويكون حوار المجلس ثم إلى غيبة ونميمة

.
ولكن عندما ذكر نائب مدير جمعية الذوق العام د. خالد العبد الكريم، عن أن الأسئلة الشخصية، تعد من مخالفات الذوق العام، وقال في مقابلة له مع قناة “الإخبارية”، إن الأسئلة الشخصية مثل “متى تتزوج؟ أو متى تتخرج؟” تعد مخالفة للوائح الذوق العام، لافتا إلى أن مخالفتها تعني التغريم بـ 500 ريال.
وأضاف، أن مثل تلك المخالفات تأتي نتيجة غياب الثقافة العامة وعامل الموروثات.
وأشار إلى أن السعوديين من أفضل الشعوب استجابة لحملات التوعية، ونحن نعمل مع المواطنين عبر شعار “الوطن غالي”، وهو ما يشجع على الاستجابة.
فبعد ذلك الخبر وجدنا بعض الملاقيف يراجعون حسابتهم ويحاولون بأن يصححوا لأنفسهم ويبتعدون عن ذلك التصرف، لماذا تنتظر الى ان يضع قانون حتى تبتعد، بادر من نفسك، في حين يضج اسمك بشكوى في المجالس لا يعد فخراً انما ذكر بسوء، فقد يصل ضررها إلى اسرتك بأكملها.
وختاماً قال ارسطو «لا تراقب الناس ولا تتبع عثراتهم ولا تكشف سترهم ولا تتجسس عليهم، اشتغل بنفسك وأصلح عُيوبك لأنك سوف تُسأل عن نفسك وليس عن غيرك».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com