فاطمة عبدالرحمن - المنصة الأولى

أكد المهندس أحمد العبدالكريم، الرئيس التنفيذي لشركة منصة بيان لعلم البيانات والذكاء الاصطناعي، متخصص في بناء القدرات البشرية وإدارة المبادرات التقنية، أنه لا يزال هناك الكثير من التحديات والأسرار في مجال الذكاء الاصطناعي التي لم يتم استكشافها. فما زلنا نحتاج إلى فهم أكثر دقة لكيفية تحقيق الذكاء العام الشامل في الأنظمة الاصطناعية، وكيفية تطبيق الأخلاق والقيم الإنسانية في تصميمها واستخدامها. جاء ذلك في الاستضافة التي قدمتها غرفة الأحساء ممثلة بلجنة تقنية المعلومات والاتصالات وبالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

محاكاة الوعي البشري

وفي حديث خاص لـ”المنصة الأولى” ذكر المهندس العبدالكريم أن الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال من فروع علوم الحاسب الآلي يركز على تطوير أنظمة وبرامج قادرة على تنفيذ مهام تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل الإدراك والتعلم والتخطيط والحل المبدع للمشكلات. يهدف الذكاء الاصطناعي إلى محاكاة قدرات ووعي البشر في مجالات معينة. تشمل هذه التقنيات العديد من المجالات مثل تعلم الآلة والشبكات العصبية الاصطناعية ومعالجة اللغة الطبيعية وغيرها.

ماهيته وأسراره

وعن مرحلة استكشاف ماهيته وأسراره، ذكر أن مجال الذكاء الاصطناعي يشهد تطورًا باهرًا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ولعله الآن شهد تقدمًا في مجالات مثل التعلم العميق والشبكات العصبية العميقة، والتي تتيح للأنظمة الاصطناعية التعلم من البيانات وتحسين أدائها بمرور الوقت. ولعله الآن يُعتبر في أفضل مراحله منذ انبثاق عصره الأول في الخمسينيات، ولكن لا يمكن القول بأننا قد وصلنا إلى مرحلة استكشاف كل أسراره بالكامل. حيث لا يزال هناك الكثير من التحديات والأسرار في مجال الذكاء الاصطناعي التي لم يتم استكشافها بعد. على سبيل المثال، لا نزال نحتاج إلى فهم أكثر دقة لكيفية تحقيق الذكاء العام الشامل في الأنظمة الاصطناعية، وكيفية تطبيق الأخلاق والقيم الإنسانية في تصميمها واستخدامها.

بالإضافة إلى ذلك، لا يزال هناك تحديات في مجال فهم الذكاء البشري نفسه، وتحاكيه بشكل كامل يعتبر تحديًا ضخمًا في المجال البحثي أو التطبيقي. حيث أن العقل البشري لا يزال يحتوي على أسرار كثيرة وغير مفهومة بالكامل، ولذلك فإن استكشاف أسرار الذكاء الاصطناعي يتطلب المزيد من البحث والتطوير. بالتالي، مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يزال مفتوحًا لعهد من المحاولات والتجارب لكل المهتمين بخوض فرصة التعلم والاستكشاف، ومن المتوقع أن يستمر العمل والبحث في هذا المجال لسنوات قادمة.

تحسين الكفاءة

وعن إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي، ذكر العبدالكريم أن أبرز إيجابياته هو أنه يعمل بشكل فعال على تحسين الكفاءة للعديد من العمليات والأنظمة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل الوقت والجهد المطلوب. بالإضافة إلى دفع الباحثين والمهندسين إلى ابتكار تقنيات جديدة ومتقدمة. ويساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين القرارات من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات واستخلاص أنماط وتقديم توصيات وقرارات دقيقة ومبتكرة. يشمل استخدامه الإيجابي تطبيقات حياتنا بهدف تحسين جودتها. وفيما يخص السلبيات، فقد يؤدي التأثير إلى إبعاد بعض الوظائف الروتينية مما يتسبب في فقدان بعض الوظائف التقليدية. ولكن الأمر سيخلق العديد من الوظائف. يوجد تطور بوتيرة سريعة على عدة مجالات، مما يشكل تحديًا في متابعة التطورات وتحديث السياسات والتشريعات المتعلقة به.

استراتيجية الذكاء

وعن كون المملكة قادرة على توظيف الذكاء الاصطناعي لمواكبة التطور، ذكر أنه مع إطلاق استراتيجية الذكاء الاصطناعي المنبثقة من رؤية 2030، فإن المملكة متصدرة دومًا في المؤشرات العالمية وذلك دليل بيّن على أننا نعيش في مسار ريادي للمملكة ومشرق نحو قيادة اقتصاد رقمي قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي.

وعن أهمية الذكاء الاصطناعي ودوره الكبير في تغيير نمطية الحياة والتعاطي معها وبرامج تكشف التجاوزات التي تحصل أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي مثل تزيف الحقائق والمستندات أو تغيير الأصوات وما إلى ذلك، ذكر أن هناك برامج وتقنيات تستخدم لكشف التجاوزات والاحتيالات التي قد تحدث باستخدام الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يمكن استخدام تقنيات تحليل النصوص والتعلم الآلي للكشف عن تزيف الحقائق والمستندات. يتم تدريب هذه النماذج على البيانات السابقة التي تحتوي على أمثلة للتزوير والمعلومات الصحيحة، مما يسمح لها بتحديد الأنماط غير الطبيعية والتجاوزات المحتملة. أما بالنسبة لتغيير الأصوات، فقد تم تطوير تقنيات تعرف باسم “تحويل الأصوات” (Voice Conversion) تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعديل الأصوات وجعلها تبدو كأنها تنتمي لشخص آخر. ومع ذلك، فإن هذه التقنيات يمكن استخدامها بطرق غير أخلاقية مثل التلاعب بالتسجيلات الصوتية أو تزوير المحادثات.

تشريعات وسياسات

من أجل مكافحة هذه التجاوزات والاحتيالات، يتم تطوير تقنيات الكشف عن التلاعب والتزوير بشكل مستمر. ومع ذلك، فإن تقدم التقنية في هذا المجال يعني أن هناك دائمًا احتمال وجود تلاعبات جديدة وأكثر تطورًا. لذلك، يتطلب الحفاظ على النزاهة والأمان باستمرار البحث والتطوير في هذا المجال واتخاذ تدابير وقائية ووضع تشريعات استخدام للتأكد من صحة البيانات والمعلومات التي نتعامل معها. من الصعب توقع بدقة ما سيحدث في المستقبل، ولكن يعد الذكاء الاصطناعي مجالًا متطورًا ومتنوعًا يزدهر باستمرار، ويتوقع أن يستمر تطوره وتوسعه في المستقبل.

على الرغم من ذلك، قد تنشأ بعض التحديات والمخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وقد يتطور النقاش حول الأثر الاجتماعي والقانوني للاستخدامات المختلفة للذكاء الاصطناعي. قد يتم تنظيم الاستخدامات الأكثر خطورة من خلال تشريعات وسياسات جديدة، وقد يتم تطوير آليات للمراقبة والتحقق من النزاهة والأمان لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق آمنة ومسؤولة.

مستقبل متطور

وأضاف من الناحية التقنية، قد يشهد المستقبل تطورًا في مجالات مثل تعزيز تعلم الآلة والشبكات العصبية الاصطناعية ومعالجة اللغة الطبيعية ورؤية الحاسوب، مما يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر قوة وفاعلية في مجموعة متنوعة من التطبيقات. في النهاية، لا يمكن استبعاد أن يظهر في المستقبل تقنيات أو اكتشافات جديدة قد تؤدي إلى تغييرات في الطريقة التي ننظر بها إلى الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يعتقد العلماء والخبراء في المجال أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في أن يكون أداة قوية ومهمة في حياتنا وفي مختلف المجالات مثل الطب والعلوم والتجارة والترفيه والصناعة.

ماذا تعلمت؟

وعن ماذا تعلم من الذكاء الاصطناعي، ذكر أنه علم مثير للاهتمام، فإننا نسعى دومًا إلى اكتساب المهارات التي تمنحنا فرصة التعمق في البحث والتجربة. تعلمت من الذكاء الاصطناعي العديد من المهارات التي من خلالها منحتني فرصة التعامل مع مجالات أخرى لإيجاد حلول تناسب التحديات التي تواجه المجال، مثل العلاج النفسي وفهم أنماط مزاجية الإنسان. وغيرها من الأمور التي منحني الذكاء الاصطناعي فرصة تعلمها.

كلمة أخيرة لأجيال المستقبل

وختم العبدالكريم أن الذكاء الاصطناعي استثمار نافع لمستقبل بارع وهو المتوقع لوظائف المستقبل، لذلك وجب الاستعداد الأمثل لكسب فرص خوض التجارب والتحديات. لكافة شباب المستقبل، يجب اعتبار أن الذكاء الاصطناعي فرصة للابتكار ولتحقيق تغيير إيجابي في المجتمع والعالم، لذلك احرص على التعلم المستمر في اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي.