تحت إشراف وزارة الثقافة، صدرت مؤخرًا موافقة المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بتأسيس جمعية هجر التاريخية، التي تُعنى بتاريخ الأحساء توثيقاً وبحثاً ودراسة حيث تسعى لإبراز الإرث التاريخي والدور الإنساني الكبير للأحساء، وتدعم المهتمين والباحثين كما تسعى لتعزيز مكانة الأحساء وتاريخها كمركز ثقافي وحضاري مهم.
الرشيد: دراسات وبحوث مُعمّقة عن تاريخ الأحساء
من جهته، أوضح رئيس الجمعية الدكتور حمد الرشيد لـ”المنصة الأولى” أن الجمعية تعد أول جمعية متخصصة في تاريخ الأحساء تسعى من خلاله إلى إبراز الإرث الحضاري والدور الإنساني والتاريخي الكبير للأحساء. وقال: “تسعى الجمعية، من خلال منهجية علمية دقيقة، إلى إعداد دراسات وبحوث معمقة تُسهم في الحفاظ على هذا الإرث الحضاري الغني، وإبراز الدور الإنساني والتاريخي الكبير الذي لعبته الأحساء عبر العصور”.
كما بينت نائبة الرئيس الدكتورة فاطمة الملا أن الجمعية تسعى إلى الاهتمام بالكُتاب والمؤرخين وتقديم المشورة للمهتمين بالمجالات التاريخية والتراثية وتدعم الباحثين في هذا التخصص، وتسعى إلى تقديم البرامج والفعاليات تناقش مختلف جوانب تاريخ الأحساء بهدف نشر المعرفة وتعزيز الوعي بأهمية هذا التاريخ لدى الأجيال القادمة.
ويُعدّ تأسيس هذه الجمعية خطوة رائدة نحو مستقبل مشرق يُسهم في الحفاظ على هوية الأحساء وتاريخها العريق، وتعزيز مكانتها كمركز ثقافي وحضاري هام على خارطة المملكة.التي تبرز الدور التاريخي لهذه المحافظة الغالية علينا لما تملكه من إرث تاريخي كبير .
الجدير بالذكر أن أعضاء الجمعية يعملون حالياً على استكمال جميع الجوانب الإدارية للانطلاق قريباً في تحقيق أهدافها والقيام بالبرامج والفعاليات بالتعاون مع الجهة المشرفة.
الحسين: نتطلع لموسوعة نوعية عن تراث الأحساء وتاريخها
وعبر “المنصة الأولى“، بارك الدكتور فهد الحسين، الأكاديمي ووكيل كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود بالرياض، تأسيس جمعية تاريخ الأحساء، متمنياً لرئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية السداد.
وأشاد “الحسين” بمنظومة الجمعيات غير الربحية، التي أطلقتها وزارة الثقافة ضمن مشروعها الثقافي الوطني، والدور المنوط بالجمعية أن تساهم في دراسة تاريخ محافظة الأحساء، والتعريف بالتاريخ الوطني وثوابته التي تبرز هويته الثقافية وتماسك لحمته الاجتماعية.
ودعى “الحسين” إلى تكامل الجهود العلمية لجمعية تاريخ الأحساء مع جمعية الآثار والتراث في المنطقة الشرقية وتَبني مشروع إصدار موسوعة كتب نوعية عن تراث الأحساء وتاريخها الحضاري منذ أقدم العصور، ودعى وجهاء ورجال الأعمال دعم هذا المشروع، وبما يحقق المبادرات الثقافية والاجتماعية التي يدعمها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء.
الشايب: جمعية نتشوق لإنتاجها الضخم والثري بحجم تاريخ هجر
كما أكد المهندس عبدالله الشايب الباحث في التراث والأديب في تصريحه لـ”المنصة الأولى” بقوله: “أن تحتضن مدينة الهفوف بتاريخها العريق وحضورها التاريخي بشرق الجزيرة ووسطها ومحيط الخليج، مؤسِسةً مجتمع مدني يُعنى بأصالتها التاريخية لهو جدير بالتقدير وموافقة المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي على تأسيس جمعية هجر التاريخية أمر يدعو للفخر.
وتابع “الشايب”: أيضًا يأتي اتخاذ مسمى الجمعية بـ”قصبة هجر” حاضرة شرق الجزيرة له دلاته الموضوعيّة ،وبالإطلاع على أهداف الجمعية نرى أنها ترقى إلى الإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ في وطننا الغالي ، حيث أن الأحساء بجغرافيتها الكبيرة وبسكانها بين الحضر والريف والبادية وبإرثها في مناهجه المختلفة وهي منطقة استقرار مرت بها أحداث مفصلية وعلاقات اجتماعية وفنون أدائية و فنون تطبيقية حرفية وطراز عمارة إسلامية ومنتجات زراعية ومدارس علمية ووسائل ترفيهية و كل ما من شأنه بمفارقة استهدافها أو بنهضتها ووضوح معايير إعمار الأرض بمقوماتها. فحين يكون قراءة التاريخ بقنواته المختلفة السياسية و الدينية و الإجتماعية و الإقتصادية والعلمية ندرك هذا الزخم المعرفي المتراكم في موروث الأحسائيين .
وأكمل المهندس “الشايب”: وأرى أن التطلع إلى تفعيل جمعية هجر يتطلب الوصول للشرائح المجتمعيّة المختلفة ليس فقط من باب الجمع و إنما من باب إنماء الوعي لكتابة التاريخ عبر الدراسات و التوثيق ، وخاصّة للتاريخ الذي لم يتناوله أحد من قبل. و هو ما اعّرفه بالتاريخ الموازي، فمن المهم في الأحساء تميزها بالتعددية ( المذهبية و والاجتماعية والطبقية ) أن ينال هذا الجانب أهمية حتى توثّق الصورة الشاملة بعيدًا عن التمايزات، خاصة وأن الجمعية هي مصدر صادق وموثوق للمعلومة، وهذا يساعد على إلغاء اللبس في الصورة النمطية ذات المشرب الواحد في الكتابة، وتأكيد مفاهيم التسامح و التعايش التي تعتبر خصيصة مجتمعات الأحساء.
وغنى الموروث في مدارس الأحساء المختلفة يحفّز على أن تكون الجمعيّة سبّاقة بمنهجها العلمي في ذلك حيث يأتي تأسيس جمعية هجر التاريخية على خلفيّة نشاط كبير في الكتابة عن التاريخ والموروث في الأحساء لأسماء يُعتد بها، و لذا سيكون هناك أرضية إنشاء مكتبة معرفية وبحثية ضخمة بالجمعية التي ستتيح كل ذلك في موقع واحد ، و ستكون الشراكات المجتمعية مفيدة مع قسم التاريخ بحامعة الملك فيصل بالهفوف، وأخيرًا ندعو الله بالتوفيق لهذه الجمعية الوليدة و للقائمين عليها وتسديد الخطى بالفعل الثقافي.
الذكرالله: دور بارز في التأريخ العلمي الموثوق عن الأحساء
كما أوضح الاستاذ عادل بن سعد الذكرالله مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء ، دور جمعية هجر التاريخية البارز في التأريخ العلمي الموثوق عن الأحساء وتأتي جمعية هجر التاريخية في محافظة الاحساء لتوثيق التاريخ الحديث و التأكيد على تاريخ إقليم عاش فيه الإنسان منذ 7 الآف عام وتعاقبت عليه حضارات و استطاع الانسان في هذا الإقليم على التكيف مع المتغيرات الاجتماعية و الجيولوجية وحافظ على البيئة والتراث والآثار ورصد لها المؤرخون القدماء العديد من الكتابات.
وفي عصرنا الحديث قام عدد من المؤرخين بالرصد و التوثيق و في حال اضطلعت هذه الجمعية الفتية بدورها في مراجعة ما كتب عن الأحساء بالاستعانة بالعارفين و المطلعين و الباحثين في قسم التاريخ في جامعة الملك فيصل لانه للأسف الشديد هناك من أصدر كتب و لم يرخص لها داخل المملكة العربية السعودية و حمل في طياته المغالطات و نسب البطولات لغير أهلها للأسف الشديد و هذا يخالف الأمانة البحثية و العلمية
تسجيل الرواية المحكية عن تاريخ الأحساء
أيضًا نحتاج تعاون بين الجمعيات القريبة في الاختصاص والباحثين و الأكاديميين و هناك عناصر لم يتطرق لها تاريخنا الحديث ( التاريخ الزراعي ، التاريخ النفطي ، التاريخ الاستثماري ، التاريخ الثقافي ، التاريخ الإعلامي التاريخ المائي وغيرها) وأملي في توثيق الرواية المحكية و أبرز الرواة شيخنا الفاضل عبدالرحمن بن أحمد الملا.
وأخيرًا ندعو لمجلس إدارة الجمعية بالتوفيق في تحقيق أبرز أهدافها و هو الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي لأقليم ( هجر ) في المملكة العربية السعودية. ونحن على ثقة بأنها ستقوم بإجراء أبحاث مستفيضة وتنظيم فعاليات ثقافية وتوعوية مختلفة لنشر الوعي بأهمية حماية هذا التاريخ القيّم ، و تمكين الباحثين الشباب من استثمار الذكاء الاصطناعي في البحث و الرصد التاريخي ، و نسأل الله العلي القدير التوفيق و تحقيق النجاحات في المستقبل القريب ، وأن تواصل جهودها الحميدة في الحفاظ على هذا الإرث التاريخي القيِّم لأجيال المستقبل. تهانينا لمجلس ادارة الجمعية بقيادة الاستاذ حمد الرشيد و مجلسه الموقر .
د.مريم النعيم: التاريخ والأحساء صنوان لا يفترقان
من جانبها علّقت د. مريم بنت عبداللطيف النعيم أستاذ مساعد بتخصص التاريخ الإسلامي بجامعة الملك فيصل بالأحساء لـ”المنصة الأولى” عن تدشين الجمعية قائلة: “وحيث أن التاريخ والأحساء صنوان لا يفترقان كأنما نخلتان في أصلٍ واحد ، فالأحساء مهدُ حضارات تستشرف عبق التاريخ بين جنبات مساحتها المترامية الأطراف ، فعندما نذكرُ الأحساء فنحن هنا نتحدث عن التاريخ والعمق الثقافي والتنوع الفكري، فمن هنا ومن هذا المنطلق برزت فكرة تأسيس أول جمعية تعنى بتاريخ الأحساء الثقافي والأثري، وما تبني ورعاية وإشراف وزير الثقافة سمو الأمير بدر بن عبدالله آل سعود مشكوراً لجمعية هجر التاريخية إلا دليل حرص واهتمام لإرث الأحساء الثقافي المشرق.
وكوني قد تشرفت بأن أكون إحدى أعضاء هذه الجمعية وبقية الزملاء والزميلات فإن مسؤوليتنا في هذه الجمعية تتأصل في أن نسهم في إبراز العمق والأثر التاريخي ومحاولة لملمة شتات الوثائق والمعلومات والمخطوطات المتناثرة لتكون مخزوناً فكرياً وعلمياً ومرجعاً لمواصلة دراسة وفهم أعمق لحضارة هذه المحافظة الأحساء كما وأن تكون رافداً للمكتبة العربية، نسأل الله تعالى العون والتوفيق في أن نجعل من هذه الجمعية منبراً ومنارةَ خيرٍ تنير دروب الباحثين و الأكاديميين والمهتمين بتاريخ الحضارة الأحسائية العريقة.
نفع الله بهذا الغرس البلاد والعباد
و بارك الله في جهودكم
حسانا تستأهل