هو شاب طموح، منذ بدايته لم يعترف بالمستحيل ولم يلتفت للمُحبَطين، سار “مهدي السلوم بائع الغبار كما يطلق عليه في السوشيال ميديا أو “مهدي السنر” فى طريق محفوف بالشوك، آمن بقدراته وموهبته، حاول أن يصنع لنفسه خطاً واضحًا لا يشبهه فيه أحد، باع الغبار متجاهلاً التهكم والسخرية واستغله لأغراض تجارية أخذها الحظ لمنصات النجاح والتتويج، ليكن علامة فارقة في عالم السيارات وزينتها …
التقينا ابن القصيم “مهدي السلوم” الذي حكى لنا قصته في حوار خاص لـ “المنصة الأولى” ، حيث بدأ في سن الـ ١٩ بممارسة هواياته بجانب دراسته ليكون من ضمن الأكثر تأثيراً.
البدايات لم تكن سهلة ..
بداياتي لم تكن سهلة ولا مُمهدة بل كنت قليل النوم كثير المشاغل، أمارس دراستي في الصباح من الساعة ( الـ ٧حتى الـ١٢ ) وأعمل في شركة من الساعة ( الـ٤ إلى الـ٧ ) ثم اشتغل بمحلي الخاص من الساعة (الـ٧ حتى الـ ١٢ مساءً) حيث كان بداياتي الفعلية في عمرالـ ١٩عام ( ٢٠١٢) حتى ٢٠١٦ ) تخرجت من دبلوم زراعي وبعدها حاولت التركيز على محلي الخاص، لأنى أهوى ميكانيكا السيارات ولدي خبره عامة في مجال السيارات وصيانتها وزينتها..
لماذا اتجهت للسيارات تحديدًا ؟
السيارات عالم شاسع ومتشعب فهي مركبات آلية تتشكل من مجموعة من الأجزاء الميكانيكية التي تعمل بشكل مُتناسق بحيث يؤدي ذلك إلى تحريك السيارة، وهي من وسائل النقل المهمة في عصرنا الحالي وهي كثيرة ومتنوعه في الشكل والغرض، وقد عشقت هذا العالم منذ طفولتي وكثيرًا ما يلفت انتباهي السيارات وتفاصيلها، وعندما كبرت دخلت هذا العالم وكنت أقوم بإصلاح سيارات أصدقائي عند المنزل وبعد ذلك اقترح علي أحد الأصدقاء العمل في محل صغير مساحتة لا تتجاوز ( ٤م في ٦م ) تم إنشاؤه برأس مال بسيط مع مشاركة بعض الشباب المقربين لي في العمل.
وكنت محب للعمل أكثر من الكسب المالي لكن مع توسع العمل اكتشفت ان التجارة مسؤولية، فلا بد من التركيز والتريث حيث خسرت أكثر من مرة وتراكمت علي الديون وزادت المصروفات، بعدها تخرجت من الدراسة وقدمت استقالتي من الشركة وأصبحت أكثر تركيزًا على المحل وتطويره بشكل مستمر حتى ٢٠١٨، بعد ذلك وفرت أيدي سعودية عاملة من الشباب من واحد حتى وصل العدد إلى ١٦ موظف تحت إدارتي وإشرافي، واستطعت تكوين خبرة في مجال السيارات لأكثر من ١١ عامًا تقريبًا ووفرت أيدي عامله أجنبيه ايضاً
كيف كان تأثير الشهره على مشوارك التجاري؟
كانت بدايات الانتشار بـ”الانستقرام” عام ٢٠١٢ أما السناب فمنذ 2015 كانت بدايات جميله بمحتوى يومي عن عملي في مجال السيارات بشكل عفوي وبسيط، ولم أكن أعلم عن المتابعين حتى تفاجأت بعددهم وزيادتهم تدريجيا، بعدها اتجهت للإعلانات خارج عملي بناء على الطلبات التي تصلني، ورغم صعوبة الوضع للتوفيق بين العمل وتسجيل اليوميات ونشرها عبر السناب والإعلانات إلا أني أحاول جاهدًا الموازنة بين كل ذلك للمحافظة على رصيدي من المتابعين، حيث وصلت إلى مليون و ٢٠٠ الف مشترك على السناب. ثم دخلت عالم التطعيس النظامي من عام ٢٠١٨ ووصلت ضمن المراكز العشرة الأولى بدولة الإمارات سنة 2018 و 2019 و 2020 و2021 وحققت المركز الاول في عام 2024م ومازلت مستمر على الإعلانات ومجال التطعيس والسباقات النظامية بدولة الإمارات وقطر والسعودية.
بماذا تنصح الشباب ؟
أعتقد أن التوفيق بعد الله مرتبط برضا الوالدين والأعمال الخيرية لو باليسير والإيمان بالنفس أولا وعدم الالتفات للمحبطين أو الكسولين فكلما ارتفع الطموح المصحوب بالأمل والإصرار على الوصول للقمه لن يكون ذلك صعبًا فلكل مجتهد نصيب
وأتمنى من الشباب التركيز على هواياتهم وتحويلها إلى تجارة وعدم الاهتمام بالفشل أو الخسارة، فالبدايات تحمل العراقيل التي سرعان ما تزول وتكتسب الخبرة، كل حسب مجاله كما أن التواصل الاجتماعي بات ضرورة مهمة للخروج والانتشار والكسب خاصة إن كان محدد الأهداف والمحتوى، كما أن استهداف الإعلاميين والمشاهير يدعم المشوار التجاري ويجعله اكثر انتشارًا وتأثيراً.
ونصيحتي للجميع ولي قبلهم، أن يقف الشخص أمام نفسه ويسألها هل أنا مختلف في العام الحالي عن الماضي؟، فإن كان الجواب لا، فلابد من مراجعة النفس وإعادة الحسابات لأن الإنسان يحب أن يكون في تغير دائما وللأفضل إن شاء الله.
فلابد من التغير والتقرب من الناس الناجحة وأصحاب العقليات المؤثرة، فالسعادة والنجاح ينتقلان بالعدوى إن كانا على أساس صحيح، وأعتقد أن وجود الإستشاري المتخصص والخبير لدى أي كيان يزيد من الوعي ومن حصيله النجاح.
من الجهات اللي دعمت مهدي السنر ؟
الإيمان بقدرتي أولا وطموحي وصبري والأسرة ثم رجال الأعمال والإعلاميين والصحف والسوشال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي وأعتقد أن الخطوات تبدا صغيرة ثم تتسع ..
ما رأيك في قصة بيعك للتراب وهل تعتبرها مدخل للشهرة ؟
منذ عام ٢٠٠٩ وانا أعمل في بيع الغبار وترتيبه على السيارات وكانت الهواية من جيل قبل جيلي وهذه الهواية لها تاريخ قديم مرتبطة بشباب القصيم، إلا أنها لم تكن معروفة إعلاميًا وبعد تركيزي عليها وتطويرها كهواية ثم تسجيلها كمنتج يتم الإتجار فيه بسبب الطلب الكبير عليه
والقصة تعود إلى أحد العملاء الذي قام بتصويري بطريقة عفوية وأنا أبيع الغبار لينتشر المقطع كموضوع طريف تناقلته الصحف والقنوات كونه هواية غريبة، إلا أنها بالنسبة لي تجارة تُدر مالًا، حيث أنني كنت أبيع كيلو الغبار بـ ١٥ ريالًا ونصدره لعدة مناطق في المملكة والتغبير معروف عند فئة الشباب منذ القدم وليس جديدا لكن الجديد كونها خرجت للسوشيال ميديا كمنتج للبيع ..
كثير من المشاهير يعرفونك هل هذا منحك ثقه وعزم على المواصله والمحافظه على الجديد ؟
بالتأكيد وأنا كما اسلفت لدي هدف أن أصنع الفرق وأن اختلف كل عام عن السنه السابقة وأن أحقق كل ما يساعدني على هذا التغير للأفضل لخدمة الوطن والمجتمع والدين، وأن أطور أدواتي بشكل مستمر، أما لفت انتباه الإعلام والمشاهير ليس سهلًا والوصول غير المتقن وغير المدروس سرعان ما يتلاشى كفقاعة صابون، فهناك قاعده أساسية أسير عليها يجب أن تملك منتج المجتمع يحتاجة أكثر من حاجتك انت له …
كيف يكون المشهور مؤثراً ؟
المشهور لن يكون مؤثرا بدون صناعة محتوى ولن يحافظ على استمراره بدون أدوات ومقومات على أن يكون هذا المحتوى هادف بعيدًا عن الإسفاف والابتذال ومقبول عند الفئات العمرية الصغيرة أكثر من الكبيرة، لأن بعد خبرة السنوات أدركت أن الفئة العمرية الصغيرة أكثر تأثيراً على المجتمع.
ماهو الأثر الذي تتمنى أن تتركة وتقدمه في محتواك؟
بالتأكيد لكل شيء نهاية ونحن الآن أمام فرصه يجب أن نستغلها ونستثمرها وبالسعي والاجتهاد نقتنص الفرص، وما دمنا في الحياة فالبحث عن الفرص مستمر ولن يتوقف حتى تتوقف الحياة.
فعلا فخر والموضوع شيق ونتمي التوفيق
نفس موهبتي اللي كنت احلم فيها منذوا 20 عام ولكن اثروا علي المحبطين كثيراً لكن انا اتمنى له التوفيق والناحج واقوله (أستمر يا وحش ولا توقف)