( الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، وصلى الله على نبينا أحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا).
الحمد لله الذي بلغنا صيام شهر رمضان المبارك، وختمه لنا بالخير، وبالعتق من النيران باذن الله، والحمد لله الذي بلغنا فرحة عيد الفطر المبارك. وقد حضرت الجامع لصلاة العيد؛ لحضور الخير الذي حث عليه رسولنا الكريم محمد صلى الله علية وسلم روى البخاري (324) ومسلم(890) عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ : (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ. قَالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا) .
وعند حضوري لأحد مصليات العيد شاهدت مناظر لا تتناسب مع حرمة المساجد، حيث انتشرت ظاهرة توزيعات الحلوى، والعيديات في المسجد؛ مما أثار الفوضى بين المصليات من تسابق الأطفال لاقتناؤها، فهذا يجري هنا بكيسه الممتلئ، وتلك تجري هناك بحقيبتها المملئة، وذاك يجمع في حجره الذي أمسكه فمه، وأم تهرول للإمساك بطفلها الرضيع الذي يحبو تحت أقدام الأطفال خائفة عليه من دهسهم، وهذا يفتح الحلوى ويرمي العلب، وذاك يلوك العلكة ويرميها، وصغير يفتح قارورة عصير المانجو ويكبها على السجاد، وتلك تزهد من بعض الحلويات المصبوغة فترميها على سجاد المسجد، وكأننا في ملهى أو محفل – أعوذ بالله من ذلك- وفي نهاية المطاف يتحول المسجد إلى ساحة من القمامة وأكوام من الأوساخ بسبب هذه التوزيعات ، والظاهرة الأكثر سوءا حضور بعض الأمهات مع أطفال رضع تتعالى أصواتُ صراخهم وبكائهم أثناء الصلاة مما تسبب في عدم خشوع المصليات، وعدم سماع الخطبة، وتزعزع روحانية العيد داخل المسجد، فأين الخير الذي شهدنه؟ وعلاوة على ما ذكرت هناك أمهات يحضرن للمسجد مع أطفالهن، والطفل يرتدي حذاؤه التي مر بها على عدد من القاذورات والمياه والطين خارج المسجد؛ ليطأ بها على سجاد المسجد الطاهر، مع العلم أن هناك بالمسجد أماكن مخصصة لحذاء الأطفال ولكن الأمهات لم يستخدمنها ليتحول سجاد المسجد إلى بقع من الطين والأوساخ.. فكيف للمصلية أن تسجد؟
يقول الله تبارك وتعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ويقول سبحانه: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)
ومن هذا المنبر أنادي وزارة الشؤون الإسلامية باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك – حيث أن صلاة العيد مرتين في السنة ( عيد الفطر ، وعيد الأضحى )- ونريد أن نحضر، ونحيي هذه العبادة بخشوع وروحانية؛ ولنشهد الخير كما أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم، ونرجو منكم أن تمنعو ظاهرة توزيعات حلويات العيد داخل المساجد منعا باتا، وتكون في الفناء الخارجي، حتى لا ننمي عند الطفل ثقافة أن صلاة العيد مرتبطة بالحلوى والعيدية بل نزرع فيه إحياء سنة التكبير، وكيفية أداء صلاة العيد، وحضور الخطبة بخشوع وروحانية، أيضا منع الأطفال دون سن الثانية من دخول المساجد حتى لا يزعجوا المصليات بصراخهم ، كذلك تخصيص إحدى الموظفات من وزارة الشؤون الإسلامية أو من المتطوعات في هذا اليوم لمنع مثل هذه الظاهرة التي انتشرت في مصليات العيد للنساء، نعم لإدخال الفرح والسرور على الأطفال في العيد وفي غيره لكن في غير المساجد،، لقد أسفت لهذه الظاهرة لكني أدعو وأقول: أسأل الله العلي القدير أن يهدي الأمهات وأن يصلحهنَ، وأن يفطنَ لهذا الأمر، كما أسأله سبحانه أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ بلادنا وولي أمرنا وولي عهده الأمين من كل سوء ومكروه.