حصل ابن محافظة الأحساء الشاعر المعروف جاسم الصحيح على المركز الأول «فئة الشعر الفصيح»، في المرحلة النهائية لمسابقة «المعلقة» بموسمها الأول.
وكان قد أُعلن أمس الإثنين، عن الشعراء الفائزين في المسابقة التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة بوزارة الثقافة وتّم بثها عبر القناة «الثقافية» السعودية وقناة «MBC1».
من جهته، وصف “الصحيح” شعوره بالحصول على الجائزة لـ”المنصة الأولى” بقوله: إن شعوري بالفوز دومًا لا يتوقف أمام الجائزة، فكما تعودت ألا أقع في فخ الحصول على الجائزة المتمثل بشعور الوصول للقمة، بل تكون الجائزة محطة من محطات حياتي، حافزًا لي للاستمرار وخطوة للارتقاء أكثر فأكثر.
وتابع “الصحيح”: “هذا شعوري تجاه تلك المسابقة وغيرها من المسابقات بشكل عام، لكن الفوز بهذه المسابقة تحديدًا والتي تُعد في نسختها الأولى تُحملني الكثير من المسؤولية والبحث عن الأفضل دومًا لتقديمه، فالعمل الثقافي يتطلب الجلّد الفني الكبير للبحث عما هو أكثر قربًا في وصف ما نريد إيصاله لجمهورنا في عالم الكتابة.
وبلا شك، فإن شعور الفخر والفرح يزداد بالفوز بجائزة المعلقة التي تعد النسخة الأولى لمسابقة هيئة الأدب والنشر والترجمة بوزارة الثقافة، فالمسألة ليست على الإطلاق الحصول على المركز الأول أو الحصول على المكافأة المالية، لكنها مسؤولية أُلقيت على عاتقي لابد أن أتحملها وأُقدّر تلك المسؤولية وهذا ما أُفكر به، وختامًا أقول إن هذه المسابقة لم يكن هناك فيها فائز بالمركز الأول والثاني، فالجميع كان متألقًا ومستحقًا للفوز فلم تكن أي خسارة والفائز الأكبر هو المتلقي الذي وجد أثر تلك المسابقة كجمهور يعشق الشعر بأنواعه الثلاث.
واختتم “الصحيح” حديثه بإهداء قراء “المنصة الأولى” القصيدة الفائزة بلقب المعلقة ٤٥
فارسٌ اسْـمُهُ الوطن
هُنا وطني؟! أَمْ فارسٌ في المدَى يعدو ؟!
إذا وَدَّعَ (الدهناءَ)* تَحضُنُهُ (نَجدُ)
وإنْ أَكمَلَ الإِسراءَ عبرَ (تِـهامةٍ)
تَفَتَّحَ في وِرْدِ (الحِجازِ) لهُ الوَردُ
وإنْ هَبَّ تَلقاءَ (الـجَنوبِ)، تَسَلَّحَتْ
تضاريسُها حيثُ الـجِبالُ لهُ جُندُ
وإنْ مالَ نحوَ (الشَّرقِ) فَاضَتْ تَحِيَّةٌ
من البحرِ يُلقِيها على شَخْصِهِ، الـمَـدُّ
هُنا وطني؟! أَمْ فارسٌ من تَـمَـدُّنٍ
على مُهرَةِ الأَسـْمَنْتِ يُطوَى لهُ البُعدُ؟!
وما صَدِئَتْ فيهِ البداوةُ، إِنَّما
بداوتُهُ – من أَصْلِهِ- الجوهرُ الفَردُ
فـمِنْ حِكمةِ الأسلافِ حِيكَ (عِقالُـ)ـهُ
وخِيطَ – من الوَحيِ القديمِ – لهُ البُـرْدُ
وما هُوَ سَيفٌ في الخساراتِ مُغْمَدٌ
ولكنَّهُ سَيفٌ، وأعداؤُهُ الغِمدُ!
ومِنْ حَدِّهِ، يُسْتَنْبَتُ الوَردُ في الهوَى
ومِنْ وَردِهِ، في الحربِ ينمو لهُ حَدُّ!
معاركُهُ موصولةٌ في بِنَائِهِ
فلم تنقطعْ (بَدرُ) البِناءِ، ولا (أُحْدُ) !
يُضاعِفُ في (بَنْكِ) الحياةِ (رصيدَهُ)
من القِـيَـمِ الكُبرَى، و(عُمْلَـتُـ)ـهُ الـمَجدُ
وأحضانُهُ (مسعَى) السَّلامِ، كأنَّما
لهُ في (الصَّفا) زندٌ، وفي (مَروَةٍ) زَندُ!
فما تَفْتَأُ الدُّنيا (تُـهَروِلُ) في المدى
(حَجِيجًا حَجِيجًا)، و(الرِّياضُ) لها قَـصْـدُ
هُنا وطني فاقَ التَّعاريفَ كُلَّها
فهذا الكيانُ الـحُرُّ تَعرِيفُهُ قَيْدُ !
{ { {
فيا وَطَنًا ما أَنْكَرَ الشَّعبَ لحظةً
وهل يُنكِرُ (القرآنُ) ما تُثْبِتُ (الـحَمدُ) ؟!
هُنا نَبَتَ الأجدادُ زَرعًا، فكُلَّما
أصابَ الثَّرى جوعٌ، تَدَلَّى لهُ جَـدُّ !
رِمالُكَ أجدادي ففي كُلِّ حَبَّةٍ
جُذورُ ذَوي القُربَى تطولُ وتَشْتَدُّ
فـمَنْ لي بِـ(ـدُوزَانٍ)، ومَنْ لي بِـ(ـنُوتَةٍ)
تُعادِلُ وَجدِي فيكَ إنْ شَفَّني الوَجدُ!!
أنا بَدَوِيُّ الرُّوحِ ما زلتُ أنتمي
إلى الريحِ، حتَّى قامَ ما بيننا عَهدْ
إذا لَوَّحَتْ لي غيمةٌ، قلتُ: ناقةٌ
تطيرُ.. جناحاها هُما: البَرقُ والرَّعدُ!
ولو كانتِ الصحراءُ ثوبًا، خَلَعْتُهَا
وأَلقَيتُهَا عنِّي، ولكنَّها جِلْدُ!
ويا وَطَنًا يزهو بتَقوِيمِ عُمْرِهِ..
فلا قَبْلَهُ التاريخُ، لا بَعْدَهُ الـخُلْدُ!
بِكَ ابْتَدَأَتْ تَقْوِيـمَها الأرضُ، والْتَقَى
لديكَ الـمَدَى والوقتُ والـ(قَبلُ) والـ(بَعدُ)
ما شاء الله
هذي الاحساء
نتاجها دائما شامخ نحو السماء
فابنائها مثل نخيلها لا يعجبهم إلا السمو
الف الف مبرووووك🌹