يعاني نادي هجر شيخ أندية الأحساء وأحد أعرق أندية المملكة من شبح الهبوط مجددا من دوري يلو “الدرجة الأولى” إلى الدرجة الثانية، حيث يملك النادي تاريخاً كبيراً وعريق في ذاكرة أبناء الأحساء، وهو ما حدا بصحيفة “المنصة الأولى” أن يكون أولى جلسات “طاولة المنصة” للحديث عن النادي وتسليط الأضواء لسرعة الاهتمام بعودته مرة أخرى للظهور.
وحضر جلسة النقاش بطاولة المنصة الأولى، اللاعب المخضرم والمدرب الوطني حمد الخاتم، إضافة لحضور الخبير والمُحلل الرياضي عبدالعزيز الضويحي، وحضور الإعلامي الرياضي والناقد عادل الدحيلان والإعلامي محمد بالطيور وسط تواجد إدارة صحيفة المنصة الأولى مُمثلة برئيس التحرير الأستاذ عايض العرجاني والأستاذ سامي الجاسم مساعد رئيس التحرير ومدير التحرير الأستاذ ماجد العرجي مديرًا للجلسة النقاشية.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة الجلسة النقاشية تقدمت لعدد من مسؤولي نادي هجر بالحضور والمناقشة من باب تكافئ الفرص، إلا أن الصحيفة تلقت اعتذارات متتالية عن الحضور، وهو ما أحببنا تسجيله، حيث تفتح صحيفة “المنصة الأولى” منصاتها لعرض وسماع رأي إدارة النادي حال أرادت ذلك ونقله لجمهور النادي عبر الصحيفة بكل شفافية، انطلاقًا من دور الصحافة في عرض الرأي والرأي الآخر تحقيقًا للمصلحة العامة وإليكم نص الجلسة الحوارية…
منعوني من دخول النادي!!
من جانبه، أشار الأستاذ حمد الخاتم في تصريح هام خلال الجلسة إلى أنه رُفِض دخوله للنادي عقب نصيحته لمسؤولي النادي بضرورة الانتباه لمستوى النادي الذي ينحدر بصورة كبيرة مؤخرا، حيث قال: حاولت تقديم النصح لإدارة النادي عندما استشعرت خطورة الموقف، وأن النادي يُسرع إلى الانحدار، ويجب علينا أن نقف صفًا واحدًا، ولكن ما كان منهم إلا أن قالوا لي نصًا “لا تجي النادي، ولا عاد نشوفك!”.
وأكمل “الخاتم” حديثه في توضيح سبب تدهور حالة النادي بقوله: النادي يفتقد إلى إدارة قوية تستطيع أن تحفظ كيان النادي، بما فيها مدير كرة يفهم الوضع الراهن وطرق الوصول لوضع أفضل. أضف لذلك لابد أن تفهم إدارة النادي أن هذا الكيان لديه جمهور قديم يُحبه ويُقدره، فذكرياتنا مع شيخ أندية الأحساء كثيرة، ويصعب ذكرها في جلسة واحد.
الأمر الثاني، مسألة اختيار اللاعبين، فلدى النادي قصور شديد في هذه المسألة وبخاصة حُسن اختيار اللاعب الذي يُمثّل النادي ويحقق أهدافه، وطالبنا بإنشاء إدارة فنية تختار حسب اشتراطات مدروسة.
هل يحتاج النادي تغيير مُدرب الفريق الأول؟
وفي هذا الصدد، أشار المُحلل الرياضي الأستاذ عبدالعزيز الضويحي إلى أن مدرب الفريق الأول، يُعد من إحدى الكفاءات المميزة بالنادي، والتي حظي بها الفريق، ومستوى أدائه يتخطى أداء اللاعبين، لكن الأزمة الحقيقية في اختيار اللاعبين داخل النادي، مُشيرًا إلى ضرورة مبادرة النادي إلى الاستفادة من الخبرات الهجراوية السابقة لمعرفة مواضع الخلل داخل الفريق ثم إصلاحها.
حلول لإنقاذ شيخ الأندية
فيما أثار الأستاذ عادل الدحيلان ضجة كبيرة بتصريحه خلال إجابته عن الحلول المقترحة لإنقاذ شيخ أندية الأحساء، حيث صرّح بقوله: إن عدداً من اللاعبين بالمعسكر الإعدادي الذي أقيم بجمهورية مصر، اُكتُشف لاحقًا أنهم ليسوا لاعبين أو محترفي كرة قدم من الأساس، فحارس المرمى لم يكن لاعبًا من الأساس وغيره من اللاعبين “مضروبين فنيًا” ولا يفقهون شيئًا بكرة القدم!، بل كانت اختيارات اللاعبين غير موفقة.
افتقاد النادي لأعضاء الشرف
وأشار “الدحيلان” إلى أن النادي يفقد وجود أعضاء شرف حقيقيين، أو بالأحرى فاعلين في توجيه مسار النادي إلى الطريق السليم، ودعمه مثل الأندية الأخرى، وإن كان للنادي أعضاء شرف، فيجب عليهم النهوض واستلهام تاريخ النادي العريق؛ ومن ثم تلمّس حاجياته الأساسية.
فيما تحدث عن مسألة تغيير الحالة النفسية للاعبي الفريق الأول، وإشعارهم بالتغيير للأفضل ووجود خطوات ملموسة على أرض الواقع تؤكد لهم ذلك وهو أحد الحلول المقترحة لإنقاذ النادي من كبوته التي يحيا فيها.
بينما شارك “الضويحي” بقوله: على النادي أن يُعزز حضور أعضاء الشرف في كُل المناسبات والزيارات الهامة، فحتى زيارة سمو المحافظ لم يدع أعضاء الشرف وهنا لا بد لنا أن نسأل أين دور إدارة العلاقات العامة، فأعضاء الشرف قوة لا يستهان بها لا بد من دعم حضورها وتواجدها بالنادي، وليس تنحيتهم وعدم إتاحة الفرصة لتواجدهم، فكيف نطلب منهم الدعم وهم غير متواجدين بكل محفل يخص النادي.
ابحث عن إدارة الاستثمار
فيما أشار الأستاذ محمد بالطيور إلى ضرورة تعزيز الجهود بإدارة الاستثمار، والتركيز على أهمية عملها لجذب العديد من الفرص الاستثمارية للنادي وتطوير أدائه، حيث حكى “بالطيور عن أحد المواقف التي وقف عليها، ولم تلق تجاوبًا من إدارة النادي وبخاصة إدارة الاستثمار، حيث اُتُّفِق مع أحد المستوصفات الكبرى لتقديم خدماتها للنادي ومنسوبيه، إلا أنها لم تلق أي تجاوب يُذكر من النادي، فما كان من المستثمر إلا أن يلتفت لناد آخر، ويوقع معه عقد الرعاية.
الحرص على مصلحة النادي
وأضاف المحلل الرياضي عبدالعزيز الضويحي، أن الأخطاء الفردية يقع فيها العديد من الأندية، لكن المشكلة في نادي هجر هو تكرار الأخطاء بصورة غريبة، فلماذا لا يتم انتقاء أفضل العناصر الوطنية من اللاعبين الشباب المتاحين، وترقيتهم للعب بالفريق الأول، فهم أولى وأجدر بالحرص على اسم الكيان الهجراوي، ومثال ذلك حارس المرمى عبدالرؤوف الدقيل كمثال، فأبناء النادي لديهم الحماس الشديد والحرص على تمكين ناديهم، أما الأجنبي فليس لديه الحس الوطني والانتماء الشديد مهما كان أداؤه فما بالك بأجانب غير مؤهلين؟!.
وأضاف، نادي هجر ليس نادياً بسيطاً، فهو شيخ أندية الأحساء، ولذلك كُلنا حزن على عدم الوقوف بشكل جاد من الجميع للنهوض بالنادي، ولذلك أقول إن التاريخ لن ينسى أبدًا ما يحدث داخل النادي من تقصير، ومع ذلك هي فرصة لمسؤولي النادي حاليًا لتصحيح الوضع قبيل الانهيار الكامل.
بينما أكد المدرب الوطني السابق “الخاتم” على ضرورة تشكيل لجنة فنية من المدربين واللاعبين القدامى بنادي هجر، وإعطائها المسؤولية الكاملة للارتقاء بمستوى الفريق الأول، ورفع معنويات اللاعبين والجهاز الفني والإداري.
التعلم من دروس التاريخ!
فيما أكد الكاتب الصحفي سامي الجاسم على ضرورة التعلم من دروس التاريخ، فالتاريخ لا يرحم أحدًا، وعلى إدارة نادي هجر مداواة ما حدث في الماضي وإصلاح الوضع الراهن، فكلنا نعرف أن هناك أندية اختفت من العالم الرياضي؛ ولذلك كُلنا حرص على النهوض بمستوى النادي، حتى لا يسقط في الهاوية.
خطوات عملية للنهوض بالنادي:
واستخلصت الجلسة عدداً من النقاط العملية الهادفة للنهوض بالنادي من كبوته الحالية، وهي
1- إقالة مدرب الفريق الأول وتعيين مدرب وطني معروف بكفاءته وخبرته.
2- تصعيد اللاعبين المميزين من درجة الشباب إلى صفوف الفريق الأول لتجديد الدماء.
3- إقامة حملة إعلامية لدعم النادي، واستنهاض جماهيره ومحبيه، وتقديم دعوة مفتوحة للجمهور بالدعم والمؤازرة للفريق.
4- تخصيص اجتماع عاجل لكل هجراوي سابق من مدربين ولاعبين وإداريين، ومن لديه حرص على مصلحة النادي للنهوض بمستوى النادي.