جاسم بن أحمد الجاسم … أحد رواد الصحافة الرياضية في المنطقة الشرقية والأحساء، بمدة عمل قاربت الـ 40 عامًا، يعرفه القاصي والدانِ فهو ابن الأحساء الرجل المُخضرم، وصاحب العلامات البارزة بالرياضة السعودية وصحافتها الرياضية، حاولنا في “المنصة الأولى” أن نتلمس فصلًا من تاريخه المهني وتقييمه لأندية الأحساء فكان هذا الحوار الماتع
بداية .. حدثنا عن مسيرتك الإعلامية الرياضية .. كيف بدأت؟
بدأت الإعلام في سن صغيرة وكنت متحمساً للكتابة الصحفية والتحرير .
ذكرني هذا السؤال بأستاذي في اللغة العربية الأستاذ فرحان الكليب في مدرسة العيون الابتدائية فهو من اكتشفني في مادة التعبير وحفزّني وتوقع لي مستقبل جيد في الكتابة . وعندما أحقق أي نجاح أذهب له فيكون سعيدًا بما حققت هذا وكذلك أخي الأستاذ حمد الكليب الذي كان شغوفاً بالقراءة والاطلاع وكنت اقضي معظم وقتي معه في منزله وتعلمت منه الكثير ، وكنت كذلك اتابع الصحف اليومية وكنت اكتب في الصفحات الرياضية في صفحة القراء
بدأت الإعلام في سن صغيرة وكنت متحمساً للكتابة الصحفية والتحرير، ومنذ أن بدأت أمتهن الإعلام قبل ٣٨ سنة وأنا شغوف ومتحمس وعندي هدف واحد ألا أكون مجرد محرر صحفي أو مراسل بل إلى أكبر من ذلك حيث ضحيت بعملي الأساسي في شركة أرامكو السعودية حيث كان بإمكاني أن أكون في أعلى المناصب لكن تعلقي بالإعلام الرياضي منعني من ذلك حيث حضور المباريات والمناسبات والبحث عن السبق الصحفي.
ولكن ولله الحمد تحقق لي أكثر وأكبر مما كنت أحلم به وهو وصولي إلى عضوية الاتحاد السعودي لكره القدم في أول انتخابات تم إجراءها لاختيار أعضاء الاتحاد السعودي آنذاك. وبدأت عملي الصحفي في اليوم ثم في صحيفة الملاعب الرياضية وأخيراً في صحيفة الرياضية الشهيرة.
في ظل وجود منافسة قوية من أندية كبيرة، كيف تمكنت من الفوز في انتخابات مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكره القدم ؟
نعم كما ذكرت سابقاً لم أكن أحلم بذلك ولكن ولله الحمد كونت علاقة قوية ومتينة مع جميع الأندية الرياضية أساسها التعامل الجيد والصدق والتعاون
حتى أنني ترشحت كعضو جمعية عمومية للاتحاد السعودي ممثلًا لنادي العيون عن طريق أندية الدرجة الثانية حيث هناك ٢٠ نادياً يتم انتخاب ستة منهم تمكنت من الفوز بالمركز الأول بالتساوي مع الأخ محمد الزهراني في عدد الأصوات.
كيف يمكن الاستفادة من خبراتك المتراكمة في العمل الرياضي والإداري والإعلامي ؟
من خلال خبرتي الرياضية التي اكتسبتها على مدار ٣٨ عاما بداية في الإعلام وكذلك في الأندية وفي عضوية مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي لجنة المنتخبات والمسابقات في اتحاد كرة الطاولة، هذه الخبرة كونّت لدى شغفًا بالرغبة في العمل لتسخير هذه الخبرة واستثمارها في خدمة الإعلاميين والوقوف معهم ودعمهم ليكون لدينا إعلاميين مؤهلين للعمل الإعلامي في المجال الرياضي. و لا أخفيكم سرًا لي حلم بتأسيس جمعية للإعلام في الأحساء لتكون شاملة في الإعلام الرياضي والثقافي والاجتماعي وغيره، وحاولت مع الكثير في تبني هذه الفكرة ولكن لم نجد التعاون وأتمنى من خلالكم أن تجد الفكرة القبول والمساندة.
هل فكرت في توثيق تجربتك الرياضية والإعلامية بكتاب للنشر؟
نعم هناك حاليا فكرة لعمل كتاب عن مشواري في الإعلام الرياضي وكذلك تجربتي كعضو في مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأعكُف حاليا على عمل الترتيبات لعمل الكتاب الذي سيتحدث عن هذه التجربة ويلخصها ليطلع عليها ويستفيد منها الجميع .
كيف يمكن النهوض بمستوى أندية الأحساء لتكون أنديتها منافساً قوياً في دوري روشن؟
تتميز العديد من أندية الأحساء بعراقتها وتاريخها المميز في مسيرة الرياضة السعودية، لكن هذه الأندية تحتاج إلى وجود إدارات ذات كفاءات في كل مجال وحسب اختصاصه وليس مجرد الاختيار فقط، فوقتنا الحالي أصبحت الأندية السعودية تعمل باحترافية عالية مع تسخير إمكانات وزارة الرياضة لتلبية احتياجات الأندية وهذه فرصة كبيرة يجب استغلالها.
لكن حقيقة من المُلاحظ ابتعاد أبناء النادي وأصحاب الخبرات عن التواجد، بخلاف السابق، فهناك عزوف كبير وهذا الدور يجب أن يكون من إدارات الأندية وهذا أثر بصورة كبيرة على وجود أكثر من نادي في دوري المحترفين ولعل نادي الفتح نموذج يجب أن تحتذي به الأندية في العمل الرياضي.
هل ترى أن نادي العدالة يستطيع العودة لدوري روشن من جديد؟
نادي العدالة من الأندية المميزة وصعد لدوري المحترفين وقدم مستويات جيدة، ولكن هبط من أول موسم مرتين، وحاليا هناك تراجع كبير في مستواه في دوري يلو، وأتمنى من إدارة النادي أن تُفكّر في استقطاب الخبرات الكبيرة في مجال كرة القدم من أبناء الأحساء وأن لا يقتصر العمل على أبناء النادي فقط، وأتمنى أن تُعالج الأمور في فتره التسجيل الشتوية لتدعيم صفوف الفريق بلاعبين محلين وأجانب على مستوى عال.
نادي العيون .. كيف تُقيم وضعه بعد ترشح مجلس إدارة جديد له؟
عندما أتحدث عن نادي العيون الذي له الفضل بعد الله فيما وصلت إليه، ينتابني حزن كبير حبًا وتقديرًا لهذا الكيان، فنادي العيون له تاريخ كبير وله صولات وجولات وصعد للدرجة الأولى وحقق نتائج جيدة في كأس الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله وتفوق على أندية كبيرة.
وما أتمناه أن يضع أبناء العيون يدهم في يد إدارة ناديهم ويكون شعارهم التكاتف والتعاون من أجل أن يعود النادي إلى إنجازاته وأمجاده.
كيف تُقيم مشاركة أندية النجوم والجبل والروضة والعمران في مشاركتهم هذا الموسم؟
أمامهم مهمة كبيرة لإثبات قوة كرة القدم في الأحساء ونادي الروضة الذي أمامه فرصة الصعود لدوري يلو ليعود بطلاً عملاقاً كما كان سابقاً وأحد فرق دوري المحترفين والبقية أمامهم فرصة لتطوير مستوياتهم.
ما أسباب تدهور فريق القدم بنادي هجر في دوري يلو ؟
نادي هجر نادي عريق وهو شيخ أندية الأحساء ورغم ذلك فرجال هجر ومحبوه مبتعدون عن النادي حتى وصل لهذا المستوى الفني الذي لا يليق بالفريق ومكانته ولا يقبله أي رياضي في الأحساء وأنا أولهم، فالوقوف مع نا ي هجر مطلب من أجل الكيان وليس الاكتفاء بالنقد والحديث عن النادي في المجالس فقط.
كيف ترى وضع رابطة الهواة التي تنظمها فرق حواري الأحساء؟ هل أدّت دورها المطلوب في دعم المواهب؟
حسب معلوماتي هناك أكثر من 200 فريق و 4000 لاعب وهناك دوري للفئات السنية ولكن لم نشاهد صقل المواهب وتقديمها بشكل احترافي للأندية.
يجب أن يتجاوز دورها إقامة الدورات فقط لتنظيم ورش عمل للمربين ومدراء الفرق وتنظيم المسابقات وإيجاد رعاة وداعمين لها. متمنياً للرابطة بقيادة الأخ سعد السبيعي التوفيق لتقديم عمل جيد يكلل اجتهاداته بالنجاح.
كيف ترى مستوى المواهب في الأحساء خاصة وأنها قدمت للرياضة السعودية نجومًا كبار؟
الأحساء معروف عنها أنها معين لا ينضب في اكتشاف المواهب ولدينا عشق كبير في الأحساء لكره القدم من خلال فرق الحواري، وسبق للأحساء أن قدمت العديد من النجوم الذين انتقلوا لأندية كبيرة ومثلوا المنتخبات الوطنية منهم اللاعب محمد السهلاوي وتيسير الجاسم وياسر المسيليم ومحمد المجحد وحسين المقهوي وأحمد الصويلح وغيرهم الكثير، لكن للأسف حاليا اندثرت المواهب في الأحساء في الأندية وذلك لأن الأندية كانت تهتم في السابق بالفئات السنية فالأندية تريد اللاعب الجاهز لأنها تفكر في الصعود والبقاء فقط لذلك تريد لاعب النادي ولاعب النادي عندما ينتقل للفريق الأول يتم تنسيقه ماعدا نادي الفتح الذي يولي المواهب اهتمام كبير من خلال الاكاديميات لدينا مواهب ولكن تحتاج من يصقلها ويأخذ بأيديهم من خلال وجود الأكاديميات.
من وجهة نظرك، من سيحقق الدوري هذا الموسم ؟
المنافسة من وجهة نظري انحصرت بين أندية الهلال والنصر مع تقديري لأندية الأهلي والاتحاد وحسب المعطيات الفنية سيكون الهلال الأقرب للدوري حيث لم يتعرض لأي خسارة ويوجد فرق نقطي بينه وبين الثاني 7 نقط مع منافسة له من النصر حتى نهاية الدوري.
رغم قوة التنافس بين المنتخبات الحالية، هل ترى أن المنتخب قادر على تحقيق كأس آسيا؟
المنتخب السعودي عندما يشارك في أي بطولة سيكون هو المرشح الأول، لذلك هو قادر وبقوة على تحقيق ذلك وإسعاد جماهيره الكبيرة وسوف يتصدر مجموعته بالعلامة الكاملة ولكن يحتاج أن نعطي الثقة للمدرب واللاعبين ودعمهم.
كلمة أخيرة ؟
نحتاج إعلامي رياضي مميز يبتعد عن النقد السلبي وشعار الأندية ويلتزم بالحياد في نقده.