“الهلالي” في حوار خاص لـ”المنصة الأولى”: إسناد الفعاليات لقليلو الخبرة سبب هبوطها فنيًا !! .. و “2024” عام حافل يصعب تنبؤاته

في حواره مع صحيفة المنصة الأولى، أشاد الدكتور الشاعر أحمد الهلالي رئيس قسم الإعلام، أستاذ الأدب والبلاغة المشارك بجامعة الطائف، رئيس جماعة فرقد بالحركة الثقافية والشعرية في المملكة كونها حركة عملاقه ومبشره بالكثير من النتائج من خلال الرصد والإحصاءات لكم المشاركات الشعرية، كما اعتبر ٢٠٢٤ عام حافل ويصعب التنبؤ بما يخبأه، وشدد على ضرورة اختيار الكوادر ذات الرؤى النوعية المتجددة فهو أمر مهم في تصميم الفعاليات، ووجه عتاب على بعض الفعاليات التي يقترحها قليلو الخبرة في الفعل الثقافي وإليكم نص الحوار ..

صعوبة التنبؤات

حدثنا عن توقعاتك الثقافية في العام الجديد؟

في ظل الحراك المميز لوزارة الثقافة بجميع هيئاتها يصعب التنبؤ، لكننا على أعتاب عام حافل بالكثير، يفوق توقعاتنا، ومن أولى بشائر ذلك اختيار 2024 ليكون عام الإبل، بتاريخها العميق جدا في الذاكرة العربية، وهذه “الثيمة” متشعبة الاتجاهات بين الأدبي والتاريخي والفني والآثاري والثقافي والاجتماعي، ما يعني أن هذه الثيمة – لفظ يُطلق بمعنى المغزى –  ستُحرك قطاعات ثقافية واسعة، وتولّد حراكًا ثقافيًا يفوق العام المنصرم.

تعدد الذوائق

هل تعتقد اننا أُُصبنا بتخمة تكرار الفعاليات مع اختلاف المُسميات؟

الحراك الثقافي وكثرة الفعاليات لا تسبب التُخمة؛ ذلك أننا نعيش في قارة مترامية الأطراف، وتعداد سكاني كبير من مواطنين ومقيمين، نقرأ عن فعاليات كثيرة جدا في الإعلام، لكنها تتوزع على نطاق جغرافي هائل، وإن تزامنت في مدينة واحدة فهي من باب تعدد الخيارات والوجهات، وهذا في رأيي أمر صحي لاختلاف الاهتمامات وتعدد الذوائق، وتجويد تنافس المنظمين.

قلة خبرة ..

كيف نستطيع الخروج من رتابة الفعاليات الثقافية إلى الابتكار؟

أرى أن اختيار الكوادر ذات الرؤى النوعية المتجددة أمر مهم في تصميم الفعاليات، ولعل تنظيم الفعالية هو أكثر ما يجعلها رتيبة، فبعض الفعاليات يقترحها قليلو الخبرة في العمل الثقافي، ويوكل تنفيذها إلى مثله، وفي اختيار الكوادر الخبيرة المؤهلة حل مثالي لذلك، كذلك في رأيي أن التركيز على المظهر العام دون تركيز على محتوى الفعالية يُضعفها، فالتنويع في طرق عرض المحتوى مطلب أساسي، وابتكار الأدوات الفنية، والتركيز على معايير نموذجية في اختيار شخصيات مقدمي محتوى الفعالية، وضرورة التفاعل بينهم وبين الجمهور المستهدف، سيحد من رتابة الفعاليات.

الخروج عن التقليدية

ماهي الدهشة والمتعة في نقل الحدث الثقافي من وجهة نظرك؟

يجب أن يخرج الحدث الثقافي عن التقليدية وابتكار أدوات عرض محتوى الفعالية بما يضمن استقطاب اهتمام الجمهور، وجذبه أولا إلى حضور الفعالية من خلال الترويج الواسع والتسويق المدروس، ثم الاستحواذ على حاضري الفعالية بعرض محتوى نوعي يكسر أفق التوقع، ويمنح ضيوف الحدث الثقافي رحلة إبداعية ممتعة من خلال تقديم الإجابات، وكذلك إثارة التساؤلات.

حراك عملاق

هل حققت وزارة الثقافة آمل المثقفين ؟

بلا شك، فإن وزارة الثقافة تقدم حراكًا عملاقًا غير مسبوق في المشهد الثقافي من خلال البرامج التي تضخها في الملتقيات الأدبية والمتعلقة بالشعر خاصة فـفي عام الشعر العربي رأينا القوافل الشعرية التي تجوب مناطق المملكة والخليج والعالم العربي والتي خرجت إلى أوروبا, أيضا نشاهد جهودًا جبارة في الشريك الأدبي والوكالة الأدبية و الحاضنات الإبداعية التي تحتضن المبدعين في سن مبكر والجوائز الثقافية أضف الى ذلك المعتزل الأدبي الذي يخصص لبعض الكُتّاب والمبدعين وأكاديمية الشعر العربي أو موسوعة أدب وغيرها من المؤسسات الأدبية العملاقة، كما نشاهد حراكا مميزا للوزارة في دعم المبدعين والمثقفين في المبادرات مثل مبادرة المؤلف التي تشرف عليها موسوعة أدب وكذلك البرامج المتعلقة بتجويد المنتج الشعري والأدبي من خلال مجالات النقد ومايتعلق بالحواضن الثقافية، والمسابقات الثقافية الكبرى، ولكل هذا مردود إيجابي سنراه قريباً وآمال المثقفين كبيرة والوزارة بحجمها ان شاء الله .

 

عصر ذهبي

ما الذي ينقص الثقافه السعوديه؟

السعودية الجديدة تعيش عصرها الذهبي من خلال الانفتاح على العالم وانتعاش الحراك الثقافي في كافة المجالات فنحن لا ينقصنا شيء وإنما نسعى الى الكمال دائما.

تجويد المنتج

ما واجبنا تجاه ما يعرض من برامج ومبادرات ؟

أرى أنه يجب مضاعفة الجهود وتجويد المنتجات وقراءتها بكيفية صحيحة، وأن يكون لهذه المبادرات مؤشرات تُرصد اتجاهاتها، وتقيس أثرها المستقبلي، فالمبادرة الفاعلة تستمر والمبادرات الأقل أثرا تضاعف الجهود حولها حتى تصل الى المأمول منها، أو تستبدل.

الأحساء ونهضتها الثقافية

كيف ترى الحركة الثقافيه في الاحساء؟

الأحساء ثرية وغنية بموروثها الثقافي المتنوع وقد زرتها لأول مره في مهرجان طرفه بن العبد الذي تقدمة وزارة الثقافة تزامنا مع عام الشعر العربي للعام 2023م واعتبرها من الزيارات المميزة لحدث تاريخي وموروث شعري يتم استحضاره من عصر ما قبل الإسلام لزمننا الحالي كما يعتبر إضافة مميزة للأسرة والطفل والشباب، والأحساء تمتلك الكثير من مقومات الثقافة فالأرض تنبض بالتاريخ والبشر فيها منذ آلاف السنين، ولذلك فإن الحراك الثقافي بعدد من محافظات المملكة ومن بينها الأحساء بالطبع له طابع خاص ويمكنني القول إن الأحساء تشهد نهضة ثقافية كبيرة متزامنة مع دعم وزارة الثقافة للأحداث والفعاليات الثقافية.

كلمة أخيرة وتحية خاصة للأحساء 

بلا شك، فأنا مُتفاؤل أن القادم اجمل كما أتمنى أن نصل الى الريادة الثقافية والفكرية والتي يؤهلنا لها النتاج الشعري المشرف ومشاركة الشعراء السعوديين على مستوى العالم في معظم المناشط الشعرية محلياً وعربياً وعالمياً .

فقد سجلت هذه الفترة بروز أسماء ممن يحسبون على صعيد التجديد الشعري سواء من خلال القصيدة العمودية، أو قصيدة التفعيلة ذات النزوع التجديدي، والإنفتاح على ثقافة العصر في بعديها الفكري والإبداعي. واختم بابيات شعريه وتحية خاصة للأحساء :

بنت النخيل أميرة الأمداء             …      ومجرة الياقوت والشعراء
قبل ابتداء الشمس كنت خريطة   …      للفجر في ترنيمة الأسماء
وسموت نخلا يستحيل جريده      …      أهزوجة كجدائل الحسناء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com