ضاعف المبيعات بـ60% في نسخته الأولى… اليوم انطلاق مهرجان “ليالي القيصرية 2”: خطوة لإنعاش السوق الأقدم خليجيًا

يترقب تجار سوق القيصرية التاريخي انطلاق مهرجان القيصرية بنسخته الثانية اليوم الإثنين. حيث لاقت النسخة الأولى من المهرجان استحسان الزوار والتجار  بشكل كبير والتي أقيمت في الثاني من شهر جمادى الاخر لعام ١٤٤٤ه.  مما جعلهم يترقبون النسخة الثانية لهذا العام بكل حماس.

مهرجان متميز

وعن المهرجان الذي ينطلق اليوم الإثنين ويبدأ في الـ 5 مساءً وحتى الـ 11 م، وصف أحمد العمران المختص بتجارة الفرو المهرجان لـ”المنصة الأولى” بأروع وأفضل مهرجان على مستوى الأحساء، إذ زاد حجم الزيارات لوسط الهفوف التاريخي وأنعش المحافظة بأكملها واستفاد منه جميع أصحاب المحال التجارية بسوق القيصرية.

أما عبدالله الهاشم مالك محال مشالح فيقول: لا شك أن  المهرجان جاذب للزوار، حتى بعض العائلات التي قلّت زيارتها إلى القيصرية أصبحت تأتي من خلال المهرجان ونحن سعداء بتكراره هذا العام ونتمنى أن تكون فترة المهرجان طويلة ليستفيد منها السوق بشكل أكبر”

فيما أكد مرسل العوضي بائع مستلزمات رجالية  أن المهرجان العام الماضي كان ممتازًا، ونتوقع هذا العام أن يكون أفضل من حيث التجهيزات التي نشاهدها وأكثر اقبالًا للزوار.

التأثير الاقتصادي

ولعل أكثر ما أسعد تجار القيصرية من المهرجان هو انتعاش السوق اقتصاديا، اذ ارتفع حجم مبيعاتهم مقارنه بسائر الأيام. وتواجد العديد من الزوار من خارج المملكة خلال المهرجان ساهم في انتعاش المبيعات، حيث يقول  أحد تجار العبايات: “لم نشهد في السوق هذا التوافد المتميز للزوار من خارج المملكة بهذا العدد المتزايد منذ 25 عامًا، مؤكدًا أن تعدد الزبائن وتنوعهم أثر إيجابيًا على حجم المبيعات، حيث توافد الزوار من دول الخليج خلال المهرجان بشكل لافت وتعرّفوا على السوق وتجاره.

وتُشير استطلاعات “المنصة الأولى” أن العائد الاقتصادي  للمهرجان لم يقتصر فقط على سوق القيصرية بل طال حتى الفنادق المزارات السياحية والمحال التجارية الأخرى بالأحساء.

طفرة في المبيعات بـ %60

ويشهد السوق خلال المهرجان ارتفاعا في مبيعات الملابس الشتوية كالفرو  والصديريات والمستلزمات الرجالية بنسبة بلغت ٦٠% بحسب تصريحات ملاك المحلات التجارية لـ “المنصة الأولى” وذلك مقارنة بمبيعاتهم خلال سائر العام. يليها العطارة ومحلات العبايات والعطور بنسبة تصل الى 25%

أسعار السوق خلال المهرجان

وتُعد شهامة وكرم التاجر الأحسائي أحد المظاهر المميزة التي يُعرف بها خلال تعامل الزوار معه، حيث أجمع التجار على أن الأسعار لا يحرص أحد على رفعها خلال المهرجان وذلك حرصا على مصداقيتهم ولكسب ثقة الزبائن.بل ان العديد من المحال تقوم بعمل عروض لجذب الزوار وهو ما جعل سمعة المهرجان والسوق جيدة جدًا وفرصة سانحة لقدوم الزبائن وشراءهم المنتجات بصورة كبيرة.

مطالبات واحتياجات وشكر

من جانبهم، طالب التجار بضرورة توفير مواقف للسيارات لتسهيل عملية الوصول للسوق، وارشاد المرور للسياح للمواقف المحددة فالبعض لا يعلم  أين تتوفر المواقف.

وأشار آخرون إلى ضرورة  الاهتمام بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، اذ هم بحاجة إلى توافر عربات للنقل وكراسي متحركة واستحداث طرق مختصرة للوصول للسوق، كما طالبوا بضرورة وجود مطاعم في مهرجان هذا العام، ليجد الزائر كل ما يحتاجه داخل المهرجان، فالعام الماضي اقتصر المهرجان على تواجد أنواع محددة من محلات القهوة مع غياب للمطاعم.

ووجه عدد كبير من التجار الذين التقت بهم “المنصة الأولى” شكر خاص لأمانة الأحساء وأشادوا بجهودها حيث استمعت لمطالبهم وتفاعلت معها، وحرصت على نظافة السوق خلال الاستعداد للمهرجان.

توقعات النسخة الثانية

ويتوقع الجميع أن النسخة الثانية لهذة السنة ستكون الأفضل. وأكثر إقبالاً من الزوار.

ويأمل عبدالله الهاشم وجود فعاليات للأطفال مصاحبة للمهرجان مقارنة بالعام الماضي حيث لم يكن للأطفال نصيب من المتعة، مما جعل بعض أصحاب المحال يستعدون لتجهيز عدد من ألعاب الأطفال الخفيفة.

أكبر سوق مسقوف في المملكة

ويُعد أكبر سوق مسقوف في المملكة، والخليج العربي قديمًا ويُعتبر سوق القيصرية معلم سياحي بارز ونموذجاً اقتصادياً لمحافظة الأحساء إذ أنه يقع بين مجموعة من معالم التراث العمراني التاريخي كقصر إبراهيم والمدرسة الأميرية أول مدرسة بالأحساء.

مقصد هام لدول الخليج

وتُشكل القيصرية مقصداً لتموين العديد مِن الأسواق الخليجية خاصةً قطر والكويت والبحرين نظرًا لِقُربهم من الأحساء مِن الأرز، والتمور الأحسائية الشهيرة، حيث تُعد الأحساء أكبر واحة في العالم لزراعة النخيل، كما يضم السوق محلات العِطارة.

ويتميز السوق ببيع منتجات مثل الحلبة، والسدر، والجريش، وحبة البركة (السويدة) والمرَة. كما تجده مُفعم بروائح البخور، والأعشاب، بجانب توفر الأرز الأحسائي المعطر المعروف لما له من قيمة غذائية عالية، والعديد مِن المنتجات التقليدية التي لا توجد إلا في هذا السوق. بجانب الحناء، والتوابل، والعطور والكثير مِن المنتجات الأحسائية الخاصة، أو التي تُباع في السوق أو المستوردة مِن الهند والبحرين، وغيرها.

ويتوافد على السوق زوار مِن مختلف مناطق المملكة، كما نقلت القيصرية العادات والإرث التقليدي عن طريق الحرف اليدوية والمهنية والتي أبرزها بيع المشلح “البشت الحساوي” الذي أصبح أحد المنتجات الفائقة عالميًا ويكثر الطلب عليه من من الآمراء والوزراء والعلماء ورجال الأعمال ووجهاء المنطقة ودول الخليج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com