“متطوعو” الأحساء يطالبون بتأسيس جمعية للعمل التطوعي .. ويتساءلون: أين غابت ” الرخصة الدولية “؟!

طالب متطوعو ومتطوعات الأحساء من رجال الأعمال و نشطاء المجتمع و العمل التطوعي بالمسارعة في تأسيس جمعية للعمل التطوعي ، تساهم هذه الجمعية رسم خطة واضحة وطريق ممهد للعمل التطوعي ، وكذلك حصر المتطوعين وإدارتهم ، و خلق الفرص التطوعية المتنوعه والمناسبة للجميع ، والمساهمة في تأهيل و تطوير المتطوعين ورعايتهم ، و الحد من بعض التصرفات السلبية التي تقع من بعضهم.

جاء ذلك خلال استطلاع قامت به “ المنصة الأولى ” شمل عدد من المتطوعين والمتطوعات في الأحساء، حيث أشاروا خلال هذا الاستطلاع إلى أن الأحساء تأخرت كثيراً في تأسيس جمعية للعمل التطوعي ، رغم عمر متطوعيها الكبير في الأعمال التطوعية وتميزها فيه ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى العالم.

جمعية للعمل التطوعي

من جانبه، بيّن أحمد التمار 30 عام وهدى البدر 15 عام في العمل التطوعي بأن رؤية المملكة توكد على العمل بكل جدية لجعل العمل التطوعي ثقافة مجتمع على شتى المستويات وهذا ما نلاحظه من تسارع وتسابق بين المنظمات والجهات الحكومية في طرح الفرص واستقطاب المتطوعين.

ولكن يحتاج هذا العمل إلى جهة تحتضنه وترعاه وتقوم على تنظيمه وتقويمه بالشكل الذي يعكس مدى الجدية والاستمرارية في الأعمال التطوعية طول العام وليس في المواسم.

كشافة الأحساء أحد أقدم الفرق التطوعية 

وهذا ما طالب به عدد من الكشافة بقولهم بأن كشافة الأحساء التي تُعد أحد أقدم الفرق التطوعية بالمملكة، كانت ومازالت مثل يحتذى به في العمل التطوعي على مستوى المملكة في المبادرات وعدد ساعات التطوع، وجودة العمل، و كل هذا يحتاج إلى وجود جهة تحتضن هذا الجهد والتنظيم وتستثمره، وذلك من حيث وجود جمعية للعمل التطوعي تنضم تحتها كل الفرق الكشفية والقادة وتعيد فيهم الروح للبذل والعطاء لهذا الوطن كما كانوا في سابق الأيام.

أخطاء غير مقصودة 

في حين، أرجع رئيس فريق روافد التطوعي بالأحساء نزار العلي الاخطاء التي تقع من بعض المتطوعين أثناء العمل التطوعي بأنها أخطاء غير مقصودة أو متعمدة، بل تقع نتيجة لانخراطهم في مجريات العمل التطوعي بشدة.

وهذا ما أكده رئيس فريق صاهود التطوعي عصام اليوسف والذي بين بأن ما يقوم به المتطوعون من جهود ودور بارز في اثناء تنفيذ المبادرات والأعمال التطوعية تقع منهم بعض الأخطاء بدون قصد، وهذه الأخطاء هي أخطاء فردية لا يمكن أن نقف عندها وننكر جهود المتطوع في تنفيذ عملهم التطوعي.

أما المتطوع سالم السبيعي فيرى بأن من الأخطاء التي يتمنى أن لا يقع فيها المتطوعون هي شكل المتطوع ولباسه حيث يكون أحيانا مقزز وغير مريح للناس مثل انتشار بعض القصات الغير لائقة في المجتمع فكيف بمن يمثل التطوع ، وكذلك ارتداء بعض الشباب أو الفتيات لملابس ممزقه أو مقطعه أو ضيقه أثناء مشاركتهم في مبادرة أو فرصة تطوعية ، و كذلك ممارسة المتطوع للتدخين أمام الناس أثناء تطوعه.

في حين، بيّنت سلمى الشمري رئيسه فريق “بيادر الأحساء” التطوعي أن من يتصيد أخطاء المتطوعين من أفراد المجتمع يعتبر شخص جاحد لجهودهم ودورهم وتفانيهم، فالمتطوعون حتى وأن بدرت منهم أخطاء فهي أخطاء فردية لا يمكن أن نعممها على التطوع والمتطوعين ، و تضيف بأن من يعمل لابد أن تقع منه أخطاء ، و الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحصى ، فحسب المتطوع ما يقدمه لدينة ووطنه ومجتمعه.

استغلال الجهود وهضم الحقوق …

من جهة أخرى، يتطلع المتطوعون ويأملون من الجهات التي تطرح الفرص والمبادرات التطوعية، أن يبتعدون عن استغلال المتطوعين وهضم حقوقهم قبل واثناء وبعد العمل.

وأشار متابعون أن هناك الكثير من الجهات عند طرحها للفرص التطوعية، تضع أحد منسوبيها مشرفاً على هذه الفرص والمتطوعين المشاركين فيها وهو غير مُهيأ تطوعيًا بل يجهل أبجديات التطوع والتعامل مع المتطوعين، مما يسبب خلال في عمل المتطوعين أثناء تنفيذهم لهذه المبادرة التطوعية او تلك.

ويطالب متطوعون أن يكون مشرفوا الفرص أو المبادرات التطوعية في الجهات الحكومية أو الأهلية مؤهلون تأهيلاً تطوعياً أكاديمياً في المجال التطوعي، لكي يُعطى المتطوع حقوقه كامله ويطالب من جهته تأمين كل ما من شانه تسهيل مهمة المتطوع قبل واثناء وبعد تنفيذ هذه الفرصة وتقديم الخدمات اللوجستية المناسبة له.

غياب الرخصة الدولية

فيما تساءل العديد من المتطوعين في المملكة والأحساء خاصة ومنهم جبر الوبران، و سالم المري، و تهاني الهاشم، و غدير المبدل عن الغياب الطويل لبرنامج ” الرخصة الدولية للعمل التطوعي ” وماهي الأسباب في غيابه ، ولماذا هذا التأخر في تنفيذ مستوياتها ، مشيرين بأنهم قد شاركوا في المستوى الأول من هذه الرخصة منذ أكثر من 6 سنوات ، وينتظرون المستويات التي تليها لتساهم هذه الرخصة في ديمومة العمل التطوعي وجودته.

وأوضح الدكتور أحمد البدي أنه من الضروري أن تكون هناك برامج تطويرية وتدريبية للمتطوعين تساهم هذه البرامج في تثقيفهم وتنميتهم وتطويرهم بما يسهم في خدمة العمل التطوعي وتطويره فنياً وميدانيًا وثقافياً.

وأشار “البدي”  إلى أنه ورغم الجهود الكبيرة التي تقدمها الدولة في مجال التطوع ونشر ثقافته في المجتمع، إلا أن هناك أشخاصًا لم تصلهم هذه الثقافة نظراً لوجود لبس لديهم بين العمل التطوعي الذي لا يُتقاضى عنه أجر، وبين العمل بمقابل ، مثل العمل في المهرجانات التجارية وغيرها. وهذا يؤكد بأن هناك حاجة ملحة لوجود برامج تدريبية تطويرية ووجود جهة تتبنى ذلك ، والأحساء وبكل فخر أهلها محبين للأعمال التطوعية ويتميزون فيها وخير دليل على ذلك هي الزواجات الجماعية التي ينظمها ويشرف عليها ويديرها عدد كبير من المتطوعين والتي وصلت في بعض المهرجانات إلى 200 متطوع.

كل هذا وغيره يدعو الجهات ذات العلاقة إلى إيجاد فرص تدريبية وتطويرية ورخص في هذا المجال ومنافسات وجوائز وآلية للتقييم ، لكي يكون لدينا في المجتمع متطوعون محترفون في مجالات التطوع.

صعوبات في التطوع

وفي نفس السياق، بيّن العديد من قادة التطوع والفرق التطوعية والمتطوعون أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجههم في مسيرتهم التطوعية، ومن أبرز تلك الصعوبات تكوين فريق عمل متجانس فكرياَ وثقافياَ لتحقيق رؤية الفريق ورسالته، وكذلك الحصول على متطوعين مهاريين في تنفيذ الفرص التطوعية التي تحتاج إلى مهاره خاصة، وكذلك  إيجاد مظلة رسمية ينطوي تحتها النشاط التطوعي.

أيضًا شكى متطوعون من صعوبة إيجاد الرعايات والدعم المادي لتنفيذ المبادرات التطوعية، وكذلك تأمين النقل والمواصلات والتغذية للمتطوعين في بعض الفعاليات والمبادرات التطوعية، هذا بالإضافة إلى عدم قبول المنصه لطلاب الصف الأول الثانوي الراغبين بالمشاركة في العمل التطوعي ممن أعمارهم 15 سنة، حيث تسعى فرق كثيرة لغرس هذه القيم في نفوس الشباب الصغير.

ومن الصعوبات كذلك عدم التوضيح الكامل للمتطوع بدوره أثناء مشاركته مع الجهات التي تطرح الفرص، مما يجعل المتطوع يجتهد أحيانا في تنفيذ هذه الفرصة أو تلك وقد يصيب فها ويخطئ.

ويأتي تأخر الكثير من الجهات في احتساب الساعات للمتطوع بعد نهاية تنفيذه للفرصة التطوعية أحد الصعوبات الشائعة، إضافة إلى صعوبة التواصل مع الجهه التي طرحت الفرص وتم تنفيذها ، وأيضًا عدم التعاون بين الفرق في تنفيذ المبادرات وتوحيد الرؤى والتطلعات وغيرها الكثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com