تقرير: فاطمة عبدالرحمن
ربما نستطيع تجاوز كل شيء الا الذكريات المحفورة في جدار الذاكرة والمرسومة بين جنبات الروح وهناك رسومات لم تحفر للذكرى بل لتحفظ في سجلات الزمن بأنامل محترفة صنعت من الجماد قلب نابض بالحياة وخطت من الرمال حروف لا يكتب لها البقاء الا انها تعلق في أرشيف الصور كعلامة فارقة لاتنسى ..
الفنان عبدالعزيز محمد العليمي من اليمن السعيد مصمم جرافيكس وكاليجرافي ورسام بالرمل على الزجاج استطاع أن يحول حفنة من الرمال إلى لوحه فنية تستهوي المشاهدين وتأسر أنظارهم . فالرسم بالرمل يحتاج للموهبة والدقة والمرونة، وقلة وجود المعاهد المخصصة للتدريب جعلت منه فنًا نادرا وصعب الانتشار.
يقول العليمي في حديث خاص لصحيفة “المنصة الأولى“: عشقت الرسم والفنون منذ الطفولة وشعرت أنها رسائل تعبيرية أبوح من خلالها للعالم عن طريق الابداع والفن حيث تنقلت بين أغلب خامات الرسم أقلام الفحم – الوان الأكريليك – الوان زيتية -الوان مائية – ألخ… ومؤخراً وتقريباً منذ 6 سنوات بدأت خامة جديدة وهي الرسم بالرمل وهي ما استهوتني لندرتها وجمالها وتميزها كما انها ملفته للنظر بعكس الرسم المعتاد والخط ومازلت أتعلم تقنيات جديدة اكتشفتها بالممارسة فطريقة الإمساك بالرمل وكيفية نثرة وتوزيعه بتكنيك حنون على سطح اللوح المضيء فن ومهارة أخرى.
وأضاف: “ما يتميز به الرسم بالرمل عن باقي الخامات أنه يعتبر نوع من أنواع الرسوم المتحركة و بإمكانية تحويل مشاعر وأحاسيس الفنان دفعة واحدة من خلال قطعة الزجاج وذرات الرمال وخلق مشاهد متتالية لقصص وحكايات تسر وتذهل الناظرين بسبب التكنيك و الخفة في التنقلات بين الرسمات.
وذكر “العليمي”: المواد التي استعين بها ذات سطح زجاجي مضاء بمصابيح من الأسفل لتدوين كل الحكايات والقصص والشخصيات والمدن وكذلك رسم الأسماء فيما يتابع الجمهور كل ذلك عبر كاميرا فيديو مثبتة فوق الطاولة تنقل ما يجري إلى شاشة عرض كبيرة.
وعن الصعوبات، ذكر العليمي انه فن بسيط ليس له قواعد ثابتة ولكن ما يجعله صعباً هو قلة الدورات والورش التدريبية التي تدرس هذا النوع والسبب يعود لقلة الرسامين في الوطن العربي حيث ينشط هذا الفن في دول جنوب اوروبا مثل فرنسا وايطاليا , وكذلك تكمن الصعوبة بكيفية الاحتفاظ باللوحة النهائية للعمل حيث لا يمكن تثبيت الرمل سوى بالاحتفاظ بالعمل كفيديو او صورة . كما أن الفنان لا يستطيع التعديل أو التصحيح بل يجب إنجاز اللوحة دفعة واحدة دون أخطاء. وقدرة الفنان على صناعة عروض متحركة مبهرة، حيث يستطيع بعد نهاية كل لوحة جمع الرمل، والعودة من جديد ليمكننا من متابعة قصة درامية من صناعته.
واقترح “العليمي” في ختام حديثه بضرورة تكاتف الجهود لتنمية هذا الفن وتبنيه في أكاديميات متخصصة وعمل دراسات وبحوث شاملة عنه لتطويره ودعوة المهتمين به من مختلف دول العالم للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم مؤكدًا احتواء الوطن العربي والخليج العديد من الفنانيين مهتميينبهذا النوع من الجمال الا انهم بحاجة الى توجية ومظلة خاصة للخروج بإنتاجيه إبداعية تكون رافد ابداعي وفني واقتصادي .
جدير بالذكر أن العليمي شارك في العديد من المعارض والمهرجانات والتي كان آخرها مهرجان طرفة بن العبد الذي نظمته وزارة الثقافة ضمن فعاليات مسار عام الشعر العربي 2030 والمقام في محافظة الاحساء.