مرام الأبيح تكتب لـ”المنصة الأولى” … النجاح الحقيقي

الجميع يسعى لتحقيق النجاح ولكن!

لا يقتصر النجاح على نيل أعلى المراكز العلمية وجمع المعلومات، وإنما يكمن في قدرتك على تحويل المعلومة من عالم الوعي إلى عالم السلوك الحقيقي على أرض الواقع، يكمن في الإجابة العملية على سؤال كيف ستصنع من ذلك العلم شيء تفتخر به؟ وكيف ستطبق المعلومة على حياتك؟

قد تقرأ كتب عن موضوع ما ويعجبك وتردد ما تعلمت منه ولكن لا شيء منها طُبق على حياتك، والحقيقة أن معظمنا قد يمر بهذا الأمر وذلك لأن عملية التطبيق السلوكي ليست بتلك السهولة في كل الأمور، وقد مر علينا الكثير من الأغنياء علماً والفقراء عملاً.

عند دراسة واقعنا اليوم نجد أننا في عصر لم تعد فيه المعلومة والتعليم تحدي وإنما القدرة على التطبيق وصناعة الفرق هيا التحدي الذي يشكل لنا النجاح الحقيقي. فعلى سبيل المثال تجد خريج علم النفس لا يملك تباث نفسي ولا يستطيع فهم الشخصيات ولا يعرف كيف يجعل من علمه عملاً ينتفع به وينفع به غيره رغم أنه تفوق بدراسته، كذلك قد تجد خريج إدارة الأعمال عالق في إدارة أو إنشاء مشروع خاص به، و قِس على ذلك كل تخصصات الحياة لا نقلل من علم أحدهم ولكن من الغريب جداً أن يصل الإنسان إلى مستوى عالي من العلم ويظل عالق في تطبيقه أو آلية الاستفادة منه، قد يحبط البعض لقلة الفرص ويشعر بعض آخر بأن العلم إذا لم يكن نتيجته منصب معين فالتخصص لا فائدة منه، وذلك يرجع لنظرة ضيقة لفرص الحياة وصعوبة تطبيق ما يقال على أرض الواقع، و القدرة على ابتكار أفكار تساهم في صناعة قصه مغايرة، وفي الحقيقة الأمر يحتاج إلى جهد وطموح وإصرار على صناعة قصة نجاح وقد يحتاج أيضاً إلى جرأة في ابتكار أفكار عن مااعتدنا عليه.

رحلة التعليم هي رحلة عامة أصبحت أمر مسلم به وخطط واضحة لا جدال فيها وعلى الانسان فقط السير فيها وتخطيها كالقطار مجرد محطات نستخدمها للوصول وهي رحلة تساعد على تنميه بعض المهارات، بينما رحلة النجاح الحقيقي هي رحلتك الخاصة في بناء ثقافتك وفهم العلوم التي تساهم في صناعة قمة نجاحك، هي طريقك الذي تختاره لنفسك لأنك مدرك أنه لن يخلُق أحدهم عندك شغف المعرفة أو يختار لك كتابك الذي تقرأه ولن يفصل لك شخصيتك الملهمة ولا التجارب التي تجد فيها نفسك والبرامج والدورات التي تصقل فيها موهبتك وقدراتك، لا توجد خطة واضحة فصلت من أجلك والوقت الذي يجب أن تقضية في تعلم مجال معين يحولك من مرحلة الشرنقة إلى التحليق، ستتعلم أن تخرج من صندوق الإمكانيات المحدودة وتفكر كيف تعالج النقص بدل من الاحساس بالعجز، ستتعلم أن عليك التركيز على نقاط قوتك وإبرازها بدلاً من الانشغال كثيراً في معالجة نقاط ضعفك لأن البحث عن الكمال طريق لانهاية له.

إنَّ النجاح هو عبارة عن تحقيق مجموعة انتصارات في أكثر من جانب من جوانب الحياة، تلك الانتصارات التي تمكنك من إحداث التوازن في الجانب الروحي، والشخصي، والصحي، والعائلي، والاجتماعي، والاقتصادي، والترفيهي، لذلك نجاحك أنت من تصنعه فلن يسقي أحدهم أزهارك، عليك أن تسعى لتروي بساتينك وتملئ عمرك بالربيع وتذكر وأنت غارق في سعيك أن الله مع عبده إذا سعى وسيجزى عن كل خير سعى له قال تعالى ﴿ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ﴾) النجم

‏‫2 لا يوجد اي تعليق “مرام الأبيح تكتب لـ”المنصة الأولى” … النجاح الحقيقي&rdqu

  1. طرح رائعة ومحفز وفعلا التعليم مصدر قوة للمجتمعات والأفراد وهو الوقود الذي لا يفنى .

  2. رائع جدا استاذه مرام بالفعل المقال يحاكي الواقع الذي نعيش فيه 👌🏼👌🏼احسنتِ🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com