المنصة الأولى – أسماء سعد
ظاهرة كبيرة انتشرت وتزايدت بشكل كبير في عصرنا الحالي، حيث انها في السابق كانت تمارس بشكل شبه خفي، أما اليوم أصبحت تمارس علناً وكأنها نوع من التحضر، لا سيما بين الفتيات.
سيدة تبلغ من العمر 65 عاما تبين بعد الفحص الروتيني أن لديها بقعة كبيرة في الرئة لا يعرف سببها، وتم اكتشافها صدفة عند عمل أشعة الصدر، وتم عمل الفحوصات المعتادة في تلك الحالات، وقد تبين انها بداية ورم خبيث يحدث عادة عند المدخنين، ولكن المفاجأة لم تكن تلك السيدة مدخنة، وبعد الاستقصاء تبين ان ابنها مدخن شره ويكثر من التدخين أمامها لسنوات عديدة مما أدى إلى اصابتها بهذا المرض الخبيث والذي شفيت منه بعد استئصاله جراحيا.
ظاهرة التدخين تعد من أقدم الظواهر في العالم ولكنها في هذا الزمان أضحت سلوك حضاري يمارسه البعض من الشباب والشابات ضنًا منهم انها ترفع من شئنهم، وتبين مدى تحضرهم وخصوصًا في تلك الفترة، ويرجع ذلك لأسباب يرى المدخن انها صحيحة باعتقاده ومن أهم هذه الأسباب، انه حين يدخن وهو مهموم تساعده على نسيان هذه الهموم فيتهيأ له بأنه يدخل عالم آخر يشعره بالرضا والطمأنينة وهذا غير صحيح، وايضاً قلة رقابة الأهل لأبنائهم وما يتعرضون له من نصائح من أصدقاء السوء وغيرهم، اومن خلال مشاهدتهم للكثير من الأشخاص في الأماكن العامة فيتبن لهم بأنه اضحى سلوكًا حضاري.
فبعد ان تم السماح للمطاعم والمقاهي بتقديم الشيشة وجدت اقبال كبير من بعض الشباب، ولكن بعد فترة سرعان ما انتشرت ايضًا وبشكل كبير بين بعض الفتيات وأصبحوا يستخدمونها علنًا امام الجميع كموضة وارتقاء اجتماعي، بينما هي مساواة وتقليد اعمى لرجل.
وقد تبين استياء واشمئزاز الكثير من العوائل بأن تلك المطاعم والمقاهي لا تحترم الغير المدخن، وذلك بتخصيص مكان ما، حيث يذهب مع عائلته لمقهى او مطعم عام ويرى وجود الكثير من المدخنين، يجبر على تغيير ذلك المكان خوفًا على صحة عائلته وعلى سلامة عقول ابنائه من هذه المناظر حتى لا يتأثرون ويعتادون عليها وكأنها امراٌ طبيعي.
ولم يكتفوا المدخنين بالتدخين في الأماكن العامة بالشكل تقليدي، بل تطوروا وتطرقوا إلى استخدام التدخين الإلكتروني، بحيث يحملونها في جيبوهم وحقائبهم يستخدمونها متى وأين ما يريدون، وهنا حذرت منظمة الصحة العالمية من السجائر الإلكترونية وغيرها من وسائل التدخين الإلكتروني، والتي غالبا ما تلقى رواجا بسبب ما توفره من نكهات متعددة، وخاصة لدى المستهلكين الأصغر سنًا.
وكما حذرت ايضًا وزارة الصحة السعودية، من الترويج والتسويق لما يطلق عليه السيجارة الإلكترونية والتي لوحظ مؤخراً بثها في وسائل الإعلام المحلية ومواقع الإنترنت، وأشارت إلى ان المنتج غير مدروس دراسة علمية ولا تتوفر عنه بحوث علمية كافية تبين الأضرار والمخاطر، وعليه فإنها تحذر من استخدامه كما أن الفوائد المزعومة لهذه السيجارة والتي يتم الترويج لها عبر الوسائل الدعائية تنطوي على مغالطات علمية وتظليل واستخفاف بعقول المستهدفين خاصة الشباب وصغار السن.
وأكدت الوزارة أن ماورد في وسائل الإعلانات لهذه السيجارة بأنها صحية بنسبة 100% يتناقض مع ما هو معلوم من الأضرار الصحية الخطيرة للنيكوتين على متعاطية والمخاطر الأخرى لهذا المنتج، كما لا يمكن اعتبار السيجارة الإلكترونية أنها تندرج ضمن منتجات بدائل النيكوتين للإقلاع عن التدخين، بل على العكس تماماً لأنها تعتبر مشجع قوي على الإدمان وارتفاع نسبة المدمنين، وذلك لأن كمية النيكوتين التي تستنشق مع كل نفخة غير محددة وهي مادة شديدة الإدمان.
يجب على المجتمع المدني والتربوي تكثيف الحملات الإعلانية والإرشادية التي تساعد في التوعية بأضرار التدخين وآثره المستقبلية الممتدة على المدخن، وينصح الإناث خاصةً بالابتعاد عن التدخين؛ وذلك بسبب انه من الممكن ان تصبح يوم من الأيام ام وتسبب لأطفالها امراض مزمنة ، بينما يقع على الأهل تكثيف الرقابة على أبنائهم خاصةً المراهقين ومعرفة اصحابهم والأماكن التي يذهبون إليها، ويأتي هنا دور أصحاب المقاهي بأن لا يقدموا أي نوع من الدخان للمراهقين لكي نرى شبابنا وبناتنا في أحسن حال، لذلك يا أخي واختي عليكم ان تسيروا في الطريق الصحيح الذي يساعدكم على بنيان مستقبلاً واعد لكم ولبلادكم فأنتم المستقبل الذي ينتظره المجتمع، وتذكروا دائماً بأن صحتكم أمانة والواجب عليكم الحفاظ عليها.