من واقع التجربة … “المنصة الأولى” تستطلع: كيف تنظم المرأة وقتها بين مسؤوليات المنزل والعمل ؟

مع التوسع في توفير الوظائف لبنات الوطن وخروج المرأة للعمل بشتى المجالات، أصبح هناك تساؤلًا كبيرًا بين أوساط المجتمع حول كيفية التوفيق بين التزامات المرأة المتعارف عليها بالمنزل وخروجها للعمل ونجاحها، حيث تُسجل المرأة السعودية نجاحًا ملحوظًا في مجتمع الأعمال، “المنصة الأولى” تستطلع أراء السيدات في التقرير التالي.

أثر إيجابي كبير

من جانبها، ذكرت مدربة الـ “لايف كوتش” صفيه الخليفة أنه قد يعارض كثيرون مسألة عمل المرأة استناداً لكونها أساس الأسرة وانشغالها بالعمل قد يعود بالسلب على مهامها الأسرية والمنزلية بالإضافة الى تربية الأبناء. ولكنني من واقع عملي أرى أن عمل المرأة مطلب نفساني مهم لما فيه من تحقيق لذاتها وتطورها المهني ولذلك عائد إيجابي كبير على نفسيتها بالتالي على أسرتها وهذا ما يسهم في تفاديها لأزمة منتصف العمر أو مرحلة اليأس والتي اثبتت الدراسات أن سببها يأتي من منطلق الشعور بالفراغ بعد أن كانت الحياة مليئة بمسئوليات الأطفال ومشاغل المنزل مما يعرضها لحالات حزن ضيق واكتئاب في بعض الحالات وهذا بحسب ما أوضحته لي كثير من العميلات.

وتابعت “الخليفة” يأتيني الكثير من السيدات اللواتي لا يعملن ويسألن سؤالًا يتكرر كثيرًا: ” ماذا نعمل الآن؟” و”ما الذي علينا فعله؟” واعتقد أن الفطرة البشرية جُبلت على التعلم مدى العمر والتوقف عن ذلك مخالف لأساس الفطرة وله أبعاده النفسية السلبية.
وبما أن خوض غمار العمل محفوف بالتعلم أيضا فهذا يحمل الأثر النفسي الإيجابي بالإضافة إلى أن عمل المرأة يمثل دعمًا ماديًا إضافيًا لها ورفع لدخل أسرتها والذي قد يعد مطلب أساسي في زمننا هذا لكثير من الأسر.

كلمة السر في نجاح المعادلة

وليس بالضرورة ان يتعارض عملها مع مسئولياتها بمجرد أن تحقق شيء من الموازنة بين العمل وبقية المسئوليات بتفويض المهام وتنظيم الوقت وإعطاء كل ذي حق وقته فأنا أرى أن قياس الوقت يكون بالجودة لا بالكثرة فساعة تقضيها المرأة بكامل حضورها الذهني مع الطرف الآخر طفلا كان أو بالغا أفضل من ساعات تقضيها بحضور جسدي فقط أما ذهنيا فهي خلف شاشة الهاتف! مثلًا، ناهيك عن القفزة الرقمية التي فتحت آلاف من أبواب العمل المختلفة والتي تستطيع المرآة القيام بها وهي في منزلها وبين أسرتها وبأقل التكاليف.

وتابعت الخليفة: “سابقًا كانت تواجه المرأة السعودية الكثير من التحديات لكون أغلب الهيئات والدوائر الحكومية التي قد تتطلب منها مراجعتها وإصدار تصاريح أو وثائق منها رجالية وبالتالي قد تضطر لتوكيل رجل ينوب عنها لإنهاء أعمالها. ولكن مع توجه المملكة الى توظيف المرأة ودخولها مختلف المجالات زالت كثير من هذه الصعوبات بالأخص بعد التحول الى الخدمات الإلكترونية حيث أصبح بإمكان المرأة استخراج ما تريده من وثائق بكل يسر من منزلها.

وعمليًا، بالأمس صدر قرار يتطلب مني إصدار وثيقة عمل حر وبكل بساطه قدمت طلب إلكتروني عليها وصدرت لي خلال يوم واحد.

المرأة المدرسة الأولى لطفلها

من جانبها، أكدت مديرة العلاقات العامة بلقيس الجريش أن كون المرأة هي المربي والمدرسة الأولى للطفل فوجود الأم العاملة المستقلة يسمح للأطفال وخاصة الإناث باستيعاب أهمية دور المرأة في المجتمع وبأن دور المرأة لا يقتصر في الإنجاب و التربية بل أكثر من هذا فيمكن لها أن تصبح من أهم الشخصيات في أي مجال ترى لتحقيق الاستقلالية المالية بغض النظر عن حالة المرأة الاجتماعية.

افتقاد بيئة العمل الداعمة
وأضافت الجريش أن كثير من النساء تسعى للموازنة بين حياتها العملية والعائلية وذلك مع عدم وجود بيئة داعمة تساعدها على تحقيق هذا التوازن في بعض الأحيان حيث يتم التفريق بين الموظف والموظفة في نفس المجال والمنصب من خلال عدم النظر للمرأة بجدية كافية، إضافة إلى التشكيك في قراراتها، ووصفها بالعاطفية تقليلاً لقدرتها في اتخاذ القرارات المهمة.

حتى إن كثير من النساء يتنازلن عن فرص عمل كبيرة نتيجة التخوف من المضايقات أو عدم توفر البيئة الداعمة وهو ما يؤثر بشكل كبير على مستقبلهن المهني.

وأضافت حميدة السناوي “فنية تمريض عام”: أرى أن لعمل المرأة إيجابيات كثيرة ومن عدة أوجه، فالعمل يجعل المرأة تشعر بتحقيق الذات والإحساس بالعطاء وأهمية الوقت واستخدامه بما يعود على الموظفة وعلى مجتمعها بالنفع.

أيضًا خدمة الوطن وكسب العيش الحلال الطيب والارتقاء بمستوى المعيشة لها ولأسرتها، إضافة إلى مساعدة الزوج في تكاليف ومتغيرات الحياة ففي الاتحاد قوة وذلك مما يعزز أواصر الحب والود والحياة الكريمة للأسرة.

وتابعت “السناوي” تعليقًا على مميزات عمل المرأة، أنه عندما تخرج للعمل فذلك سيزيد حتما من احتكاكها بمختلف أفراد المجتمع بكافة درجاتهم العلمية مما يعزز مرونة ومهارات التعامل لديها وتطوير مهارات الذات ومهارات لغة الجسد والتواصل الفعّال.

وأضافت أن سلبيات العمل للمرأة تنحصر في كونها تقضي جزء من وقتها بعيد عن أسرتها فمن المثالي عمل التوازن وجدولة أوقاتها خلال اليوم بما يعطي كل ذي حق حقه بين عمل وأسره وزوج ونفسها أيضا وبالتجربة تكتسب المرأة مهارة تحقيق التوازن البنّاء بين أولويات الحياة مع مرور الوقت وتبدع فيها، إذ يُعرف عن المرأة كفطرة بشرية أنها تتقن وبكل جدارة ما تعمل.

إيجابيات وسلبيات وتحديات

الايجابيات:

١- الاعتماد على النفس والإحساس بالمسؤولية
٢- الاستقرار المادي
٣- بناء سيرة ذاتية محترفة

السلبيات:

١- الضغط النفسي
٢- صعوبة ترتيب الوقت
٣- العمل لساعات طويلة
٥- صعوبة المواصلات

التحديات

١- ضعف الشخصية أحد أسباب عدم المقدرة على الدفاع عن حقوقها
٢- المقارنات المستمرة بين الرجال والنساء
٣- المجالات الجديدة التي تواجهها
٤- تسلط الإدارة وعدم إعطاء الفرص المناسبة
٥- الوقوع في منظومة عمل عشوائية
6- عدم وجود مهام وظيفيه واضحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com