لم تكن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء لكأس المحافظة لسباق المفاريد بميدان السيح بالأحساء إلا إذانًا منه بالتركيز والاهتمام بهذا الميدان الهام في تاريخ رياضة الهجن بالمملكة والخليج قاطبة. حيث تم تتويج الفائزين الأوائل في ختام منافسات المحافظة لسباق ختامي المفاريد الذي أقيم الأسبوع الماضي وسط أجواء احتفائية مميزة.
وفي إطار واجبها المهني، رصدت صحيفة “المنصة الأولى” في تقرير خاص أهمية هذا الميدان العريق وتاريخه وفرص تحسينه
وتعتبر زيارة “ميدان السيح” تجربة فريدة من نوعها، حيث يعود تاريخ ميدان السيح إلى عام 1988 ، حيث أنشىء بجهود واهتمام من المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير سعود بن محمد الكبير ال سعود بعد أن كان عشاق الهجن آنذاك يمارسون سباقاتهم في نفس الموقع بدون وجود مضامير.
وقد استمر النشاط في الميدان بشكله البدائي وتنظيماته البسيطه حتى تم تأسيس الاتحاد السعودي للهجن عام 2016م حين انضم إلى مظلة الاتحاد. ويقع الميدان على امتداد الطريق الدولي المتجه من محافظة الأحساء شرقاً على بعد 30 كلم تقريباً.
مكانة تاريخية وموقع استراتيجي
ويتميز ميدان السيح بمكانته التاريخية والجغرافية، حيث يعتبر من أقدم ميادين المملكة وأشهرها عند أهل رياضة الهجن وعشاقها، كما يحظى بموقع استراتيجي يتوسط بين جميع دول الخليج العربي ووقوعه ايضاً بين خطين دوليين ما يسهل وصول السياح له، كما يقع على مساحة واسعة وسهلة لا يضايقها جبال ولا مزارع ولا ممتلكات حكوميه ولا خاصه والميزة الأهم كونه يتبع لمحافظة الأحساء الغنية بالتراث والمعالم الطبيعية والمشهوره بالحرف اليدوية.
كما أن له ميزه نسبية لا يعرفها إلا أصحاب الخبرة والاختصاص من أهل الابل حيث يعد هذا الموقع مساس تعشقه الإبل وتستفيد الهجن من الإقامة فيه مما أدى الى تواجد ما يقارب من 500 عزبه في جنبات الميدان تضم في احضانها حوالي 10 الاف ذلول من الهجن
حيث تتواجد بها الكثير من السلالات المشهورة من الهجن التي برزت في الكثير من محافل السباقات الدولية .
إنجازات وبطولات وأمنيات..
تحدثت “المنصة الأولى” مع طالب بن راشد بن لفجح مدير ميدان السيح بالأحساء، حيث أشار إلى أن الميدان يحتضن بطولة كأس وزارة الرياضة في شهر ديسمبر من كل عام تحت إشراف الاتحاد السعودي للهجن كما أُدرج واحدا من الميادين التي يقام عليها سباقات تمهيدية في العام القادم
كما أوضح أن إدارة ميدان السيح تنظم يومي الجمة والسبت من كل أسبوع مايزيد على 30 شوط للمفاريد وما لايقل عن 15 شوط من سن الحقائق الى سن الحيل .
وأضاف “بن لفجح” ان إدارته تتطلع الى تطوير الميدان من حيث البنية التحتية وإكمال جميع المتطلبات التي تواكب تطور المملكة في ظل تقدم المعلومات والبرامج الالكترونية والمشاريع التطويرية في الدولة مما يساهم في التقدم بهذه الرياضة والوصول بها إلى العالمية
معرباً عن أمنيته في أن يصل ميدان السيح إلى المزيد من التطور في الانجازات والبطولات الرياضية بسواعد وطنية متخصصة في هذا المجال وشغوفه بهذه الرياضة، وأن يكون أحد المعالم الرياضية والسياحية والثقافية والتراثية البارزة في محافظة الأحساء.
نظام إلكتروني واهتمام بالإعلام والإنشاءات
من جانبه، كشف المدير الإداري لميدان السيح خالد بن حمد الهمام عن بعض إنجازات إدارة الميدان خلال الفترة الحالية على أرض الواقع، حيث شملت عددًا من المراحل التي قامت إدارته بتنفيذها إضافة إلى تطوير العمل الإداري في الميدان وتحويله إلى نظام إلكتروني، وهذا كله أدى إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية وتسهيل الإجراءات الإدارية.
وتم التنسيق والمتابعة مع الجهات ذات العلاقة في إنشاء مضمارين للهجن بطول 8 كم و2 كم، ودخول الأسفلت إلى الميدان، مما ساهم في تسهيل التنقل داخله وخارجه، وكذلك دخول التيار الكهربائي إلى الميدان، مما سهل عمل الإدارة والعاملين فيه وجعلها قادرة على تقديم خدمات أفضل للملاك والزوار.
وأكد “الهمام” في سياق متصل إنشاء مقصورة ملكية لاستقبال كبار الشخصيات، مما ساهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة في الميدان وإنشاء مسجد في الميدان لصلاة الجمعة والجماعة والأعياد.
وعلى المستوى الإعلامي تم الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه الملاك وإيصال الإعلانات والأخبار للجمهور، وإيجاد طاقم متعاون من اللجان والمصورين والإعلاميين وتدريب جيل جديد على الإذاعة، وشراء سيارة إذاعة خاصة بالميدان مما أدى إلى تحسين الخدمات المقدمة وتطويرها بشكل مستمر.
اهتمام وسعي للتميز
وفي سياق الاهتمام بادارات تطوير الميدان والتي حطيت باهتمام كبير، فقد كشف المدير الإداري للميدان أن الإدارة تقوم على صيانة المضامير وتطويرها بشكل مستمر، وذلك لتوفير بيئة مناسبة لسباقات الهجن، وكذلك تزويد مبنى اللجنة بمولدات كهربائية وترميمها والاهتمام بترتيب وتنظيم العزب عن طريق مكتب هندسي مما يساهم في التنظيم وتحمل كل مالك مسؤولية عزبته
وفي سياق متصل، نظمت إدارة الميدان سوقًا للأعلاف وتحديد اسعار البرسيم الاخضر والماء لمنع التلاعب ، وكذلك مخاطبة الجهات الحكومية والمطالبة فيما بقي من نواقص الميدان، كما تعمل إدارة الميدان على استقبال البطولات الرسمية من قبل الاتحاد السعودي للهجن وتنظيم ختامي للمفاريد بجهود من الفريق الإداري كل عام مدعومًا بجوائز قيمة.
وأشار “الهمام” إلى التنسيق التام مع فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المحافظة للتسهيل على الملاك وعمل ورش عمل تثقيفية لهم، وأيضا تكوين مجلس إداري ومستشارين من كبار المضمرين والإداريين في المحافظة، موضحًا أن الميدان قام بنشر ثقافة الهجن في المحافظة وخارجها وقام بإدخال أسماء جديدة لهذا الموروث من غير شريحة اهل الهجن، وعمل على الاهتمام بالجوانب السياحية وجذب العديد من السائحين من مختلف الجنسيات.
معاناة وأمال في التغيير
وعلى الجانب الاخر أكد المدير الإداري أن ميدان السيح يجد العديد من التحديات والتي في مقدمتها وجود تشوهات بصرية ونفايات متراكمة من عشرات السنوات مما َيشكل خطراً كبيراً على أرواح المواطنين وينشر الأمراض بين الثروة الحيوانية، وكذلك عدم وجود مشروع يقاوم زحف الرمال
وأشار إلى أن هناك معاناة في توزيع التيار الكهربائي للعزب حتى الآن بعد أن تم إيصاله للمقصورة الملكية بالميدان وكذلك عدم وجود شبكة اتصالات كافية أو شبكة ماء وأيضا قلة الآبار وموارد المياه.
وذكر “الهمام” احتياج الميدان لوجود ممثل أو فرع لوزارة البيئة والمياه والزراعة في الميدان ، وكذلك عدم ربط الميدان بالطريق الدولي عبر مخارج منظمة وآمنة مرورياً كإنشاء الجسور ، تحقق السلامة لمرتادي الطريق وتجذب الزوار بسهولة للميدان.
وأكد “الهمام” أن إدارة الميدان متفائله بعد رفع هذه المطالبات للجهة المختصة، وما لمسته من اهتمام وحرص كبير لتسهيل مابقي من الصعوبات وتذليلها ليستمر ميدان السيح واحدا من أهم الميادين في المملكة والخليج ككل .