من غير المعروف متى بدأت جريمة السرقة بين البشر ، ولم يعرف من هو أول سارق في التأريخ ، ولم تعرف سرقته ولا دوافعها ، لكن بالتأكيد أن قدم جريمة السرقة بقدم البشرية ونشأتها.
ومع تطور العلوم والمعارف بين البشرية بحث العلماء والمختصين دوافع السرقة وأسبابها ووضعوا لها تصنيفات ومصطلحات مختلفة ، ففي العام 1838م عرف اثنان من الأطباء الفرنسيين «اسكيرول و مارك» مصطلح هوس السرقة التي تتسم بالتلقائية وعدم الطوعية وعدم القدرة على المقاومة، ومنذ ذلك التاريخ أصبح يشار إلى هوس السرقة في البحوث العلمية.
وتعرف الباحثة الاجتماعية «مابل اليوت» في كتابها (الجريمة في المجتمع الحديث) إلى تعريف السرقة بأنها سلوك يعبر عن المصالح الشخصية لأشخاص يبحثون عن إشباع حاجاتهم ورغباتهم الخاصة فقط والسرقة خطر ضد قيم الأمانة وحرمة الممتلكات الخاصة للأفراد.
فالسارق يجد لذة في الحصول على حاجات الغير وهو أمر مكتسب لا علاقة للواراثة به ، وإنما له علاقة بتكوين الشخصية، فمثل هؤلاء لا يستطيعون مقاومة نزعة السرقة ، وقد يشعرون بقلق وضغط داخلي إذا لم يسرقوا !!، وإذا سألت هذا الشخص عن الدافع الذي يدفع به إلى السرقة يعجز عن الإجابة بشكل مقنع !!.
ورغم أن هناك اختلافا لهوس السرقة بين الأطفال والبالغين، إلا أن العوامل المسببة للسرقة قد ترتبط بالبيئة التي ينشأ فيها الفرد والأوضاع التي يتعرض لها في طفولته ! ، منها تعرض الطفل للحرمان ومعاناته للعوز أو انفصاله عن أحد والديه، أو الشعور بالعجز أو الإحباط !
وكذلك عنف الوالدين في معاملتهم لأولادهم أو تضارب أرائهما في التربية أو النظام العام في المنزل، ومنها أيضا العقاب الجسمي .
(فالكلبتومانيا) يعرف أن السرقة جريمة ويشعر بعدها بذنب واكتئاب، لكنه يفشل في مقاومة اندفاعاتها كلما استبدت به ويشعر بلذة عاجلة عقب فعل السرقة.
وهي حالة مرضية شديدة الندرة وأغلب المصابين بها من الإناث ، وقد تكون مصحوبة بالقلق العصبي أو اضطرابات التغذية مثل فقدان الشهية وغيرها، و قد يكون هوس السرقة لأشياء تافهة لا هو بحاجة لها ولا هو بعاجز عن شرائها .
لا يحتاجها السارق ولا يعجز عن شرائها إذا ما احتاجها وقد يعيدها خلسة إلى صاحبها أو يلقي بها بعد مايشبع رغبته من هوس السرقة الذي بداخله .