يُطلق عليها زهرة قرى الأحساء، وتعد شبه جزيرة تحدها النخيل من ثلاث جهات، وتملك موقعًا استراتيجيًا كونها نقطة التقاء لعدد من القرى والبلدات، وكذلك قربها من مدينة الهفوف.
نعم، إنها بلدة المنصورة، تأسست عام 1369 هـ بسبب زحف الكثبان الرملية على مدينة العمران التي كانوا يسكنونها، فتم تخصيص أرض خاصة لهم لتكون مستقرًا، وحسب المصادر، فإن تسميتها كقرية جديدة آنذاك جاءت بطريقة القرعة التي ضمت عدة أسماء لعدد من الأسماء العربية والعالمية واتسمت بالسياحة، حتى وقعت القرعة على اسم “المنصورة” تيمنًا بمنصورة مصر، حتى تشابهت معها في كثير من التضاريس.
بلدة المنصورة نشيطة بالمبادرات المجتمعية التي تسعى للتطوير المستمر لأنسنتها في كل المجالات، أهلها يغلب عليهم الجانب الاجتماعي والعلاقات الوطيدة مع الجميع، حتى لا يكاد شخص في المنطقة إلا لديه صديق من المنصورة، فمنهم العلماء والمهندسون والأطباء ورجال الأعمال، فالكرم والخير لازمهم حتى سعوا قبل 40 عامًا لتأسيس جمعية خيرية تقدم خدمات اجتماعية وتنموية لبلدتهم.
جمعية المنصورة الخيرية للخدمات الاجتماعية والتنموية تأسست عام 1406 هـ، ولضمان استمرار تميزها وضعت لها أهدافًا استراتيجية كإثراء الاستثمار والتنوع والاستدامة في مصادر الموارد المالية وتنميتها، ورفع مستوى جودة الخدمات، وابتكار فرص متنوعة لتمكين مستفيديها اقتصاديًا.
تنموية المنصورة حددت بدقة أصحاب المصلحة والأطراف ذوي العلاقة بها، ابتداءً من المستفيدين والمجتمع المحلي والجهات الحكومية ذات العلاقة، والمتطوعين، والموردين، والإعلام، والداعمين، والمؤسسات المجتمعية، إلى مجلس الإدارة والموظفين والجمعية العمومية.
تنموية المنصورة سبقت الزمن لتمكين المرأة، والتي تعد ركيزة أساسية من ركائز رؤية المملكة 2030، من خلال بناء لجنة نسائية لها دور فاعل في جميع برامجها ومشاريعها، وكذلك تضمين خطتها على وجود المرأة ضمن أهدافها، من حيث الوظائف، أو التطوع، أو المشاريع والتدريب والتأهيل والتمكين، أو من حيث المشاركة الفاعلة، وتعمل على ابتكار برامج تعزز من النشاط الاقتصادي للمرأة، وتسعى إلى بناء معارفها ومهاراتها من خلال البرامج المبتكرة.
تنموية المنصورة وصل عدد مستفيديها إلى أكثر من 2600 مستفيد، تقدم لهم نحو 100 مشروع، كرعاية الأسر المنتجة والعمل على تأهيلها لسوق العمل، وتدريب وتأهيل الشباب والفتيات للحصول على وظائف وتمكينهم اقتصاديًا، وتنفيذ المشاريع والمشاركة في المناسبات الاجتماعية والتنموية، إلى تقديم المساعدات الخيرية الدائمة أو الطارئة للفقراء والأشد حاجة والمساكين والأرامل والأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة، وأسر السجناء، وكذلك مساعدة منكوبي الحوادث والكوارث العامة وترميم وصيانة المنازل.
تنموية المنصورة تبدأ بتنمية الطفل من خلال مركز البداية الجميلة لضيافة الأطفال، لرعايتهم وتقديم البرامج الإبداعية والحركية والإثرائية مثل: الخوارزمي الصغير، والمبرمج العبقري، ونادي اللغة الإنجليزية، والحركة بركة، والحساب الذهني، ومهارات الإلقاء والإصغاء، وشارع العلوم، وصناعة اللوشن والشوكو لاين، حيث وصل عدد المستفيدين من المركز نحو ألف طفل وطفلة، بالإضافة إلى روضة أهلية لتعليم مرحلة ما قبل المدرسة لغرس مبادئ التعلم والوطنية والإبداع والثقافة والتربية لدى الطفل.
تنموية المنصورة امتد اهتمامها لتنمية الشباب من خلال نادي المنصورة الرياضي، والعمل على إنشاء أكاديمية لكرة القدم وبعض الألعاب المختلفة، وكذلك تنمية كافة أطياف المجتمع من خلال مركز سهم للتدريب الذي يقدم الدورات والندوات والبرامج في كافة المجالات للجنسين وبمختلف الأعمار.
ثم ماذا بعد… يا تنموية منصورة الأحساء!!! فبعد تلك الجهود ما المفاجآت القادمة المنتظرة من تقديم برامج اجتماعية وتنموية بشراكات فاعلة في بيئة متميزة تسهم في تحقيق الاستقرار الأسري والاقتصادي في مجتمع بلدة المنصورة.
ختامًا… جمعية المنصورة الخيرية تسعى للتميز في تلبية احتياجات المجتمع المحلي بحلول فاعلة.
وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw