عندما تسأل أحدهم: من أين أنت؟… فمجرد أن يقول لك: من الطرف… تسارع بالرد عليه: عز وشرف. نعم، إنها الطرف، جذورها ممتدة في عمق التاريخ لأكثر من 400 عام، بمساجدها ومزارعها ونخوة أهلها، فمنهم العلماء والمهندسون والأطباء وأصحاب الرأي والمشورة. استمدت اسمها لوقوعها في طرف جنوب واحة الأحساء، واشتهرت بالزراعة والصناعة والتجارة، فارتبط اسمها بـسوق الجمعة، وجبل الأربع، وهضبة النصلة، وجبل الدخنة، وقصر المجصة، وأبو حريف، وحديقة الطرف النموذجية، وفرقة سيالة للفنون الشعبية.
الطرف… بسخاء أهلها وكرمهم وحبهم للخير، سعوا لتأسيس أول جمعية خيرية في الأحساء وذلك عام 1387هـ، أي قبل 60 عامًا، لتهتم باحتياجات مجتمعهم.
جمعية الطرف الخيرية أهدافها سامية بمشاريعها النوعية وبرامجها المجتمعية والرعوية والتنموية والثقافية والصحية والاستثمارية، فمن مشاريعها مجمع طبي متكامل وصيدلية، وروضة رياض أطفال، وصالة أماسي المشهورة في الطرف وما جاورها لإقامة الحفلات والمناسبات.
خيرية الطرف وصل عدد مستفيديها إلى أكثر من 3 آلاف، وتقدم مبادرات عديدة، منها: مساعدات الزكاة والعينية، تفريج الكربة، كسوة العيد، زكاة الفطر، الحقيبة المدرسية، تكريم المتفوقين، دعم الأيتام وأسر السجناء، تأمين الأجهزة الكهربائية وصيانتها، تحسين وترميم المنازل، دعم مصلى العيد والمساجد، إفطار الصائم وعابري الطريق، توزيع التمور، سقيا الماء، والسلة الغذائية، بالإضافة إلى دعم البرامج المجتمعية.
خيرية الطرف… شركاؤها في النجاح تجاوزوا الثلاثين جهة ما بين حكومية وخاصة وخيرية وداعمة ومانحة، لدعم برامجها واستدامتها، فوصل عدد متطوعيها نحو 2000 متطوع، حققوا قرابة 25 ألف ساعة تطوعية من خلال 300 فرصة تطوعية.
ثم ماذا بعد… يا خيرية طرف الأحساء!!! فبعد تلك الجهود، ما المفاجآت القادمة المنتظرة لتعزيز احتياجات المجتمع، ودعم الفقراء والمحتاجين ماديًا ومعنويًا، والتحول من الرعوية إلى التنموية؟
ختامًا… جمعية الطرف الخيرية بالأحساء… رؤيتها أن يكون مجتمعها مجتمعًا متكاملًا، خاليًا من الفقر والعوز والمرض، آخذًا بمستجدات العصر.
وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw