من أقصى شمال شرق الأحساء، اجتمع (58) رجلًا يمثلون الرميلة، والحوطة، والعمران الشمالية والجنوبية، والصبايخ، والعرامية، والأسلة، وأبو ثور، والرمل، وغمسي، والشويكية، وواسط، والدويكية، والسديوية، وأبو حصيص، وأبو الحصى، والعليا، والسيايرة، وسويدر. اجتمعوا على حب الناس، وتحسين ظروفهم، وتلبية احتياجاتهم، وخدمة مجتمعهم، فسعوا لتحويل العمل الخيري الفردي إلى عمل مؤسسي من خلال تأسيس جمعية خيرية للخدمات الاجتماعية.
كان ذلك قبل أكثر من 45 عامًا، وتحديدًا في مدينة العمران التي أخذت اسمها نسبة إلى علي بن عبدالعزيز بن عمران الفضلي، الذي قدم إليها من “مُلهِم” في عام 1050هـ، وسكن بها، وعُرِفت باسم قرية آل عمران، وسُمِّيت أيضًا آل علي ثم العمران.
فالعمران من أهلها العلماء والمثقفون والأدباء، واشتهرت بالحرف اليدوية والزراعة، فتعد شبه واحة زراعية تلتف النخيل حولها من ثلاث جهات، ما عدا الجهة الشمالية التي تُعد مصدًّا للكثبان الرملية من جهة منتزه الأحساء الوطني، والمعروف عند أهالي الأحساء بـ”مشروع حجز الرمال”.
زاويتنا هذا الأسبوع عن جمعية العمران الخيرية للخدمات الاجتماعية، التي تأسست عام 1400هـ، وتعد من ذوات السبق في مجال الأعمال الخيرية. هدفها الأساسي بناء القدرات التنموية والإنتاجية للمستفيدين، والرعاية الأساسية للفئات الأكثر احتياجًا، وتنمية الوعي القيمي والمجتمعي، وتحقيق معايير الحوكمة والتميز المؤسسي.
اجتماعية العمران تقدم خدماتها لأكثر من 3 آلاف مستفيد، من ضمنهم 500 يتيم ويتيمة تقل أعمارهم عن 18 عامًا، عبر مركزها “كافل اليتيم”، ونفذت نحو 100 مشروع خيري واجتماعي، توزعت على أهدافها الاستراتيجية السبعة.
اجتماعية العمران قدمت مبادرات نوعية لسد حاجة المستفيد، منها: المساعدات النقدية والعينية، وكفالة الأيتام، والأجهزة الكهربائية، وإيجار المساكن، والسلة الغذائية والرمضانية، وكسوة العيد، وترميم المساكن، والحقيبة المدرسية، وإكرام الموتى، ودعم الأسر المنتجة.
كما تسعى الجمعية إلى تنمية مواردها وتحقيق الاستدامة المالية من خلال التبرعات النقدية، والعضويات، والاستقطاعات الشهرية، والتبرعات العينية، ودعم ترميم المساكن، وزيادة كفلاء الأيتام وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الجمعية على إبرام الشراكات المجتمعية، وتطوير البناء المؤسسي، وتنمية القدرات الإدارية للموظفين، وبناء المشاريع الاستثمارية، مثل وقف بر الوالدين ومركز التدريب، إلى جانب تكوين فرق تطوعية متخصصة لخدمات الجمعية.
ثم ماذا بعد… يا اجتماعية عمران الأحساء!!!
فبعد تلك الجهود، ما المفاجآت القادمة المنتظرة من تقديم خدمات تنموية، واجتماعية، وثقافية، وبيئية، وصحية في بيئة صالحة لفعل الخير واستمرار العطاء؟
ختامًا…
جمعية العمران الخيرية للخدمات الاجتماعية تسعى إلى مجتمع متكافل، يضع المستفيد على طريق الاكتفاء الذاتي، بموارد متجددة وخدمات عصرية.
وليد بن محمد الشويهين
باحث دكتوراه في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
@shwyheenw