لن تستطيع أن تجبر المجتمع ليقوم بواجبه تجاهك، ولكن تستطيع وبجدارة أن تؤدي واجبك تجاه نفسك وإبداعك. الإبتكار الأدبي هو الإشتعال على المُنتج والإبداع، أكثر من اللهث خلف النشر أي الكم على حساب الكيف، هذا ما عبّر عنه الشاعر والكاتب زكي بن إبراهيم السالم في حواره مع صحيفة “المنصة الأولى“، فهو مبدع حاضر ومتنوع ينقلك لرحابة تفكيره بسهولهة مطلقة رغم عمقه يسمعك ويأنس بالنقاش يؤمن أن الحياة محطات متسارعه يجب استغلالها وفرصه إن مرت لن تُعوض ..
سيرة ذاتية
هو الشاعر والأديب زكي السالم، كاتب من مواليد محافظة الأحساء بداياته الشعرية كانت في 1986 م، والشعر الغزلي هو الغالب على شعره حيث كتب فيه أكثره، نشر في كثير من المجلات والجرائد المحلية والعربية وشارك في كثير من الأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها مثل: البحرين الكويت وعمان والإمارات وسوريا ولبنان ومصر والمغرب والعراق والأردن عضو مؤسس لمنتدى الينابيع الهجرية للشعر بالأحساء وعضو مؤسس ورئيس سابق لجمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية بالدمام وعضو مؤسس لمنتدى الكوثر الأدبي بالقطيف، عضو النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، صدر له في الشعر ديوانا (مرفأ الأماني) 1999 م و (نبض) 2022، وفي أدب الرحلات كتاب (يوميات من أدب الرحلات) 2018 م.
1- هل الأديب السعودي مختلف عن الأديب العربي؟ مع اختلاف البيئات والمعطيات المتاحة؟
لا أظنه يختلف في المعطى العام، والخطوط العريضة عن الأديب العربي، إلا في استثناءات قليلة متعلقة بروافده، وخصوصية بيئته. أرّق الأديب
2- ما الذي يؤرق الأديب السعودي؟
هو ما يؤرق كل أديب؛ من همّ إنساني عام، ومن رغبة كبيرة في تطوير نفسه، والرقي بأدبه، ومُنتجه الخاص، ليصل إلى المشهد العربي متسلحًا بثقافته، ووعيه، وإبداعه، ومن ثم الوصول بالأدب السعودي إلى المكانة التي يستحقها في رزنامة الإبداع العربي.
هناك إشكالات نمت في قلب وعقل الأديب السعودي حالت بينه وبين مشاركاته واستمتاعه بما يعرض على المشهد (مارأيك)؟
لا أميل لهذا الرأي.. خاصة بما تتمتع به المملكة الآن من انفتاح فكري واعٍ، واهتمام رسمي كبير، بكل الفنون الإبداعية.
تطور ملحوظ:
– هل تتفق في أن المشهد الثقافي غريب الأطوار من حيث التعاطي مع المنتج الأدبي؟
ليس بالمجمل؛ فهناك فئة قد تمثل ما ذهبتِ إليه – أ. فاطمة- ولكن في الأعم الغالب تعاطي المشهد الثقافي جيد مع المنتج الأدبي، وفي تطور ملحوظ.
– وحش العلاقات:
هل العلاقات الشخصية لها دور في ظهور الأديب أو اختفائه؟ وهل الشللية الأدبية وحش يفترس العلاقات؟
مع الأسف.. كلامكِ صحيح بنسبة كبيرة، وإن كنت أحمل الأديب كثيرًا من المسؤولية؛ – فإن كانت الشللية وحشًا يلتهم المبدع – فيتوجب عليه وبنفس القدر أن يشتغل على إبداعه رعايةً وتشذيبًا واهتمامًا فهي مَن تجعله يتجاوز كل هذه السلبيات وأمراض المشهد الأدبي.
– ترهل فكري:
هناك ترهل فكري في المنتج الأدبي لدى البعض إلا أن هناك جهات تتبنى وتصفق؟ ما السبب؟
نعم أوافقكِ تمامًا؛ بالذات في هذه الفترة التي نشطت فيها (السوشال ميديا) وأغرت الكثير بمدّها بأي بضاعة مهما كانت رديئة؛ فهي غول يلتهم كل ما يقع تحت أنيابه، من غثٍ أو سمين وما أكثر الغث، وما أكثر المصفقين له.
(حلطمه):
– هل فعلاً أصبح الأديب كثير الندب ومن باب (خالف تعرف)؟
قد لا يكون دافعه (خالف تُعرف)، ولكن شكواه كثيرة جدًا، وليته يشتغل ويهتم بتطوير نفسه إبداعيًا قدر شكواه، وندبه حظه. ومع الأسف، بعض الأدباء أصبحت الشكوى و(الحلطمة) سعادةً له بما يشبه إدمانَها؛ ولو حُرم منها سيبحث عن مسبباتها – الوهمية – ويعيد إنتاجها من جديد.
– مشكلجي:
هناك أديب صدامي (مشكلجي) هل تعتقد أن هذا النوع يستطيع المقاومة والبقاء خلاف المسالم والهادئ؟
عادةً ما يكون عمر هذا النوع من الأدباء قصيرًا جدًا، فاشتغاله بصدامياته تشتته عن إبداعه، وأدبه، وتخلق له خصومًا قد يعيقون كثيرًا من تحركاته، وربما أجهضوها في مهدها، فشخصيًا أوصي نفسي وغيري بالابتعاد قدر الإمكان عن تلك المعارك الخاسرة وإن كنت محقًا.
– شكوى الأديب والمثقف قلة الاهتمام به وبما ينتجه، من عصارة فكره، وموهبته.. هل تراها راجحة؟ أم أن تلك سلبية هو المسؤول وحدها عنها؟
كما أومأت مسبقًا أن له بعض الحق في ذلك؛ فهناك كثير من مسؤولية للمجتمع والمتلقي وواجب عليه تجاه الأديب لم يقم به. ولكن الركيزة الأساسية هو الأديب وتقصيره في حق نفسه؛ فأنت لن تستطيع أن تجير المجتمع ليقوم بواجبه تجاهك، ولكن تستطيع وبجدارة أن تؤدي واجبك تجاه نفسك وإبداعك.
– متقوقع:
هل أصبح الشاعر مرآة مجتمعه، وواقعه، أم أنه متقوقع حول دائرة وجدانياته الضيقة؟
مع الأسف كثير من شعرائنا في هذه المرحلة بالذات أصبح سجين دائرة وجدانياته الضيقة – كما عبرتِ أ. فاطمة – فلم يعد – في كثير من الأحيان – مهتمًا بقضاياه، ومشاركًا مجتمعه همّه إنسانيًا أو مجتمعيًا؛ وهنا لن أميل للمباشرة أو تبني المناسباتية في القصيدة، ولكن أدعو وبقدرٍ ما أن يُوسع هذه الدائرة في ظل ما يسمح به الخيال من ارتقاء إبداعي، وتجنيح محبب.
– السوشل ميديا وتأثيرها القوي، بشقيه الإيجابي والسلبي.. هل ساهمت في انتشار الشاعر اسمًا ونصًا، أم أن الأديب في تعامله معها بين المبالغة والقصور؟
طبعًا ساهمت وبشكل كبير في انتشار الشاعر؛ فهنا ننشر نصًا أو رواية وبعد ثوانٍ يتلقفها المثقف العربي في كل أصقاع الدنيا، وقد يقرؤها مثقف في أستراليا أو أمريكا قبل أن يقرأها مثقف محلي أو مجاور لك في منزلك؛ فلا شك في أنها خدمت الأديب. ولكن يجب عليه – وهنا أجيبك على الشق الثاني للسؤال – يجب عليه أن يُقنن تعامله معها بحيث لا يُفرط حد المبالغة، ولا يُقتر حد القصور. وهذا يتأتى بملاحظة جوانب كثيرة لا يتسع المجال لاستعراضها.
– كثير من الشعراء يدخل في صراعات ومعارك مع أدباء آخرين حول قضايا الأدب الكثيرة.. فعل يشتت ذلك إبداعه، ويؤثر على منتجه الإبداعي.
قطعًا ستُشتته وتشتت إبداعه، وتغرقه في دوامة يصعب الخروج منها، فهو سيصب جل اهتمامه لإثبات حجته، وغالبًا بغضب وحدة تخرجانه عن سمته كأديب، وتشظيان موهبته وتخلقان له (أعداءً) متربصين له.
– كلمة أخيرة؟
الحياة جميلة وممتلئة بالفرص افسحوا المجال لقلوبكم اورقوا ولا تسمحوا للجدب ان يقتحم أراضيكم لا تدعوا الفرصة تمر دون اقتناص.. شرفت بهذا اللقاء.