خالد العساف
عندما يرحل البدر، يغيب جزءٌ من الروح الشعرية عن السماء، فقد كان دكتوراً للشعر يداوي فيه قلوب المحبين، ومهندساً للكلمة يصممها لبناء قافيات القصائد. إن رحيله ترك فراغاً في القلوب والشوارع، وظلمة تعم الأفق، وتبددت نجوم الأمل.
البدر، رمز من رموز الأدب العربي، لم يكن مجرد شاعر، بل كان سفيراً للجمال والفن، يرسم بكلماته لوحات تشد الأنفاس وتبعث الحب والوئام. لقد كان مصدر إلهام للملايين، ورمزاً للهوية الثقافية والأدبية التي يفتخر بها الشعب السعودي والعالم العربي.
في ظل غيابه، تعاني القلوب وتتألم الأرواح، لكن في ذكراه تستمد العزيمة والقوة للمضي قدماً، فهو برغم رحيله يظل حاضراً في أعماق الذاكرة وملهماً للأجيال القادمة.
ندعو الله أن يرحم صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز ويُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إن الفجيعة التي أصابتنا جميعاً لا تقتصر على وطنه فحسب، بل هي فقدانٌ يشعر به العالم العربي بأسره، فالبدر كان شعلةً تنير دروب الأدب والثقافة في كل مكان.
لن يمحو الزمن ذكراه، ولن يختفي بريق شعره، فهو محفور في قلوبنا وفي ذاكرتنا كما كان يحفر كلماته في أعماق الوجدان.