شهدت جمعية أدباء مؤخرًا حدثًا ثقافيًا مميزًا بإقامة محاضرة للأستاذ عبدالله العبدالمحسن حول الرواية ودورها في كتابة تاريخ المدن تحت عنوان : ( الرواية تكتب التاريخ – مدينة الهفوف من خلال أربع روايات أحسائية : رواية الحميدية للدكتور سلطان القحطاني ، والفوارس للدكتور حسن الشيخ ، والنعاثل للأستاذ خليل الفزيع ، والسدرة للأستاذة أسماء بوخمسين ) أقيمت المحاضرة في مقر الجمعية بالأحساء ، قدم ضيفَ المحاضرةِ الدكتورُ راشد الرحيمان، وحضرها نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالتاريخ.
استعرض المحاضر الأستاذ عبدالله العبدالمحسن جوانب متعددة من العلاقة بين الرواية والتاريخ، مستشهدًا بأمثلة من الروايات العالمية والعربية التي تناولت تاريخ مدن مختلفة، وأوضح المحاضر كيف تستطيع الرواية أن تتجاوز الوثائق التاريخية الجافة، وتقدم صورة أكثر عمقًا وتفصيلا وحياة عن المدينة وشعبها.
وتطرق المحاضر إلى دور الرواية في حفظ التراث الثقافي للمدينة، ونقل هويتها إلى الأجيال القادمة. كما ناقش أهمية الرواية في تشكيل الوعي التاريخي لدى القراء، وتأثيرها في تصورهم للمدينة والماضي.
كما ذكر العبدالمحسن ان العلاقة بين الأدب والتاريخ علاقة تكاملية. الأدب يصور حياة الناس، والتاريخ يسجل ما يحل بالناس من حروب وكوارث وتغيرات سياسية، وما يسجله التاريخ يشكل مادة خصبة للأدب، خاصة الرواية، فهي أهم أشكال الأدب التي تتجلى فيها هذه العلاقةالوطيدة، حيث تتناص الرواية والتاريخ ويتقاربان، لأنهما يدوران حول محور واحد هو الإنسان والمجتمع.
وإن الاختلافات بين المؤرخ والروائي اختلافات محدودة وغير جوهرية، وهذا ما رآه أيضا جاك رانسيير عند تعرضه لأدب بلزاك الروائي: إن تاريخ المجتمع بأكمله يرتسم على الجدران والأثاث والثياب.
واضاف : قدمت الروايات الأربع للقارئ صورة متكاملة عن الحياة في الهفوف تعجز عن تقديمها سردية يصوغها مؤرخ. مع أن هذه الروايات لم تكتب حول وقائع، أو شخصيات تاريخية. أقصد لم يستعن مؤلفوها بقصص تعود لحقبة زمنية معينة مادة أساسية في بناء رواياتهم. بيد أنها تحمل بين طياتها كثيرا من الحقائق التاريخية التي يطمع فيها المؤرخون، حقائق تعين على معرفة حال مجتمع الأحساء في مرحلة سابقة. تؤكد الروايات علاقة مبدعيها القوية بماضي مدينتهم. قوة هذه العلاقة تمخضت عن هذه الأعمال المتناصة مع تاريخ الهفوف مدينة عشقهم. استدعت الروايات الأربع الماضي وكأنه موضوعها، وأولت اهتماما خاصا بظواهره الاجتماعية وحوادثه التاريخية كالسيطرة العثمانية، وحرب الملك عبد العزيز لتوحيد المملكة. وتخطت الروايات شأن الأحساء إلى شأن الأمة كحرب 56 العدواني الثلاثي على مصر، وحرب 67 النكسة، وغزو الكويت.
وفي نهاية المحاضرة، فتح مقدم المحاضرة باب النقاش والمداخلات أمام الحضور، حيث طُرِحت جملة من الأسئلة والاستفسارات زادت موضوع المحاضرة قيمة وثراء ، مما أضفى على الأمسية نكهة خاصة، حيث شاكس الإعلامي الاستاذ ماجد العرجي الدكتور الروائي سلطان القحطاني عن رأيه السابق في أن الروايه موضه ؟ وقد رد عليه القحطاني ان رأيه حينها لم يستند إلى بحثا علميا او دراسه نقديه إنما كتبها في وقت ظهرت فيه الروايه بكثرة مفتقده لمقومات الروايه وقوانينها مع كثرة المدعيين انهم من جماعه الروايه وكتابها .
بعدها ألقى رئيس الجمعية الدكتور محمود آل ابن زيد كلمة عبر فيها عن أهمية موضوع المحاضرة وطرافته، كما أعرب عن شكره للضيف وللحضور ، ثم أهدى للمحاضر وللمقدم بطاقة الشكر والعرفان، وأخذت الصور الجماعية والتذكارية.