في حواره مع “المنصة الأولى”… الكاتب والأديب صلاح بن هندي: يُلخّص معاناة الأدباء السعوديين بين العزوف والاستغلال

أكد الأديب الشاعر صلاح بن هندي أن الأديب السعودي يعاني من عزوف المتلقي السعودي عن إبداعه، بحيث لا يرى جمهورًا كبيرًا يتواصل معه ويتابع نتاجه. كما ذكر أن أغلب الأدباء يؤلفون كتبهم على حسابهم الشخصي ثم لا يجدون مردودًا يشعرهم بجدوى هذا التأليف، كما أنهم يتعرضون للاستغلال من دور النشر.

جاء ذلك في الحوار الخاص الذي أجرته المنصة الأولى.

صلاح بن هندي في سطور:

صلاح عبدالله بن هندي من مواليد محافظة الأحساء – المبرز، شاعر وكاتب قصة. صدر له:

– “على استحياء” (ديوان شعر) عام 2004

– “رقصة الفستان” (ديوان شعر) عام 2008

– “ومزقت قناعي” (مقالات) عام 2011

– “دخان الأحلام” (قصص) عام 2014

– “مقهى ديستوفسكي” (رواية) عام 2020

– “مراهق في متاهات العقيدة” (سيرة فكرية) عام 2022

– “شعلة المعبد” (بحث أنثروبولوجي) ما زال مخطوطًا.

كما ذكر ابن هندي أن الأديب أصبح مندهشًا من التطور في الحياة التقنية، مما جعله متفرجًا وعاجزًا أكثر مما هو منتجًا.

الشللية  قدر لا مفر منه

الشللية  قدر لا مفر منه  في جميع المجالات. لكن ما يؤسف له هو أن هذه الشللية تستغل كل شيء في صالحها، وتحرم من هو أقدر منها وأنفع. بعض المؤسسات الثقافية تستقطب الأكاديمي فقط ظنًا أنه هو الأجود، بينما تقصي الآخر ممن لم يكمل دراسته الجامعية على الرغم من أن الكثير من الشعراء والأدباء غير الأكاديميين متمكنون وقادرون على التأثير والتأثر في المشهد الثقافي.

هل الأديب السعودي مختلف عن الأديب العربي مع اختلاف البيئات والمعطيات المتاحة؟

الأديب السعودي لا يختلف عن الأديب العربي، لأن كل أديب عربي يعيش في بلد له عاداته وتقاليده ونظمه وقوانينه، لكن بعض الأدباء السعوديين والخليجيين ربما تشغلهم أمور اجتماعية ومعيشية عن إبداعهم الأدبي، مثل الاهتمام الكبير بالحالة المعيشية وحالة السكن المرفهة ومتابعة بعض مشاريعه التجارية. بعكس الأدباء في البلدان الأخرى، حيث تكفي الأديب والمثقف وظيفة بسيطة وربما عاش على مكافأة مقالاته التي يكتبها في الصحف والمجلات أو من عائدات كتبه. وتكفيه شقة صغيرة في حارة شعبية.

كون المشهد الثقافي في الداخل يشكل 10٪ تقريبًا، ما الذي يؤرق الأديب السعودي؟

في نظري أن الأديب السعودي يؤرقه عزوف المتلقي السعودي عن إبداعه، بحيث لا يرى جمهورًا كبيرًا يتواصل معه ويتابع نتاجه إلا في حالات قليلة. أيضًا يؤرقه التوفيق بين متطلبات الثقافة والمتطلبات الاجتماعية.

هناك إشكالات نمت في قلب وعقل الأديب السعودي حالت بينه وبين مشاركاته واستمتاعه بما يعرض على المشهد. ما رأيك؟

أغلب الأدباء يؤلفون كتبهم على حسابهم الشخصي ثم لا يجدون مردودًا يشعرهم بجدوى هذا التأليف. أيضًا بعض دور النشر تستغل المؤلف وتجعله جسرًا لأرباحها المادية والتسويقية، ثم لا يجد مردودًا ماديًا ولا ثقافيًا جراء ذلك.

ما هي الصعوبات التي تواجه الأديب والمثقف؟

التطور الملحوظ في الحياة والتقنية ووسائل التواصل الذي نتج عنه عدة أفكار ومخترعات لم تخطر على بال هذا المثقف، مما جعله مندهشًا وعاجزًا. كل ذلك جعل المثقف متفرجًا أكثر مما هو منظر ومنتج.

هل تتفق في أن المشهد الثقافي غريب الأطوار من حيث التعاطي مع المنتج الأدبي؟ وهل العلاقات الشخصية لها دور في ظهور الأديب أو اختفائه؟

بلا شك.

وهل الشللية الأدبية وحش يفترس العلاقات؟

الشللية: قدر لا مفر منه في جميع المجالات. لكن ما يؤسف له هو أن هذه الشللية تستغل كل شيء في صالحها، وتحرم من هو أقدر منها وأنفع.

هناك ترهل فكري في المنتج الأدبي لدى البعض، إلا أن هناك جهات تتبنى وتصفق. ما السبب؟

هذا أمر طبيعي، وهو دليل على أن هذا الترهل مؤذن بمرحلة أدبية جادة وقوية توشك أن ترى النور في يوم من الأيام، لأن ما نراه اليوم من كثير من الشباب والفتيات المقبلين على الثقافة الجادة والمؤصلة سوف يكتبون ما هو جدير بالفخر والاعتزاز في القريب العاجل.

العزوف عن حضور الفعاليات الثقافية. ما هي أسبابه؟

الأسباب كثيرة منها: أن بعض الأدباء يعملون خارج مدنهم فيصعب عليهم التواصل.

إيثار البعض العزلة والاكتفاء بجمعة الأصدقاء.

عدم موافقة ما تطرحه المؤسسات الثقافية مع هموم المثقف.

عدم التواصل من قبل هذه المؤسسات مع المثقفين.

بعد المسافات بين مقر المؤسسة الثقافية وأماكن سكن المثقفين.

كثرة المحطات الثقافية وقلة الاستقطاب.

أصحاب المحطات الثقافية المستقلة لا يحضرون المناسبات الثقافية الرسمية مثل النادي الأدبي، جمعية الأدباء، جمعية الثقافة والفنون. ما السبب؟

في الغالب أصحاب هذه المجالس يتواصلون مع من يغيب عن المجلس ويسألون عنه، بعكس بعض القائمين على هذه المؤسسات الذين لا يحرصون على من تغيب أو فقد.

الدولة (أيّدها الله) لم تقصّر في دعم الثقافة والمثقفين وبناء الصروح الثقافية التي يحسدنا عليها كثير من مثقفي الدول الأخرى، فيجب على المثقفين والقائمين على هذه المؤسسات أن يستثمروا هذا العطاء لصالح العباد والبلاد.

تحول النادي الأدبي إلى جمعية أدباء: ما الفرق الذي تولد في ذهنك؟ وماذا تنتظر من هذا التحول والجمعية تحديدًا؟

– أنتظر الجديد والمفيد.

عمر النادي الأدبي في الأحساء طويل وحافل. هل تجده خدم الأديب والمثقف الأحسائي تحديدًا؟

– بلا شك. خدم وقدم، وأنا ممن طبع له كتاب من إصدارات النادي. فشكرًا للقائمين عليه.

ماذا تقول بعد رحيله إن صح التعبير؟

– أقول: شكرًا جزيلاً. كفيتم ووفيتم.

ما هو الابتكار الأدبي من وجهة نظرك حتى نخرج من التقليدية والرتابة؟

– لدي ثمان نقاط للنهوض بالحركة الأدبية في أي مؤسسة أدبية، لكن أحتفظ بها لنفسي.

هل فعلاً أصبح الأديب كثير الندب لمجرد حب خالف تعرف؟

– أبدًا. هذا غير صحيح، الأديب الحق يود أن يرى الحركة الأدبية في بلاده في تطور وديناميكية دائمة.

هناك أديب صدامي. هل تعتقد أن هذا النوع يستطيع المقاومة والبقاء خلاف المسالم والهادئ؟

– الحل مع هذه النوعية أن تُدعى للمشاركة وتقديم ما عندها لنكشف للمتلقي إن كان أديبًا أم لا، فالجمهور هو الذي يحكم لا نحن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com