تعرّف على معاناة “مُخطط الورود” في الأحساء: حرمان من السكن … وافتقاد لأدنى متطلبات الأحياء السكنية (صور)

تصوير: محمد الملحم

لم يتوقع المواطن جابر المري المتقاعد حديثًا أن تكون بداية تقاعده من العمل الرسمي هي بداية معاناته في البحث عن أرضه بمخطط الورود بالهفوف حيث لم يكن الوصول إليها سهلًا في ظل غياب الشوارع التي تعتبر من أولويات الحياة في المخططات السكنية، فكيف بمُخطط ينتظر أصحابه سنوات ولم يتمكنوا من السكن والمعيشة فيه.

المنصة الأولى” تفتح ملفًا يكشف معاناة مئات المواطنين من أصحاب القطع السكنية بمخطط الورود الذين لم يجنوا منه إلا الشوك وسط عدد من المشكلات التي حاولنا حصرها في التقرير التالي عبر الاستماع للمواطنين تحملًا للمسؤولية ورغبة في إيصالها إلى المسؤولين وحلها في القريب العاجل.

 

افتقاد المُخطط للخدمات الرئيسة

وحقيقة الأمر أن هذه لم تكن معاناة الموطن جابر المري فقط بل معاناة مئآت المواطنين الراغبين في بناء بيوتهم بحي الورود الواقع بمدينة الهفوف، إلا أن عدم وجود الخدمات الأساسية وبخاصة (الشوارع – الكهرباء – والمياه) سببت لهم الكثير من الألم والإحباط والمعاناة، بالرغم من إصدار تصاريح بالبناء رسميًا من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان الممثلة بأمانة الأحساء.

تساؤلات عدة نقلها المواطنين “محمد الودعاني” و”سالم البدر” حول السماح للمواطنين بالبناء في “حي الورود” رغم افتقاره إلى أهم الخدمات وأكثرها ضرورة، آملين بتطبيق رؤية المملكة 2030 و التي تؤكد على جودة الحياة للمواطنين، حيث عبروا بقولهم: لم نجد في مخطط حي الورود إلا المعاناة والتعب النفسي ونأمل أن يتم النظر لمعاناتنا في أقرب وقت فلماذا يسمحون لنا بالبناء والتعمير ثم لا نجد أدنى متطلباتنا الحياتية للسكن!”.

 

بين مطرقة الدعم وسندان إتمام !

من جهته، يحكي محمد الحقباني: “منذ أن قررت بناء أرضي الواقعه في حي الورود بدأت معاناتي الحقيقية والتي تتمثل في البحث عن الكنز في هذا المخطط  الذي تنقصه الكثير من الخدمات، والمتمثلة في تمهيد الشوارع وسفلتتها، وتوفير الماء والكهرباء.

ويتابع، مما يزيد معاناتنا اشتراط وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان على المواطنين للحصول على الدعم السكني أن يقدم شهادة إتمام البناء ، وهذه الشهادة لا تصدر إلا لمن تتوفر لديه الخدمات الأساسية وهو أحد العوائق التي نعاني منها، وهذه مصيبة كبيرة نحن نعاني منها ، لأننا أصبحنا مكتوفي الأيدي وبين مطرقة الرغبة في الحصول على الدعم المادي لإكمال منازلنا، وسندان عدم وجود شهادة إتمام بناء للحصول على هذا الدعم ، مما تسبب في توقف الكثير من المواطنين في إكمال بيوتهم وتستمر المعاناة.

 

معاناة ومناشدة

ويُعرّج المواطن “حامد بن أحمد البخيت” عن عدم قدرته إتمام بناء منزله الذي يحلم به وعائلته لعدم وجود الخدمات الضرورية مثل الشوارع  والكهرباء والمياه.

حيث ذكر “البخيت” أن أهالي الحي لم يدخروا جهدًا في المناشدة والمطالبة بتوفير الخدمات، ولكن الإجراءات مُجمدة تمامًا، وننتظر الفرج من الله قريباً، فما يعيشه المواطنين في هذا المخطط لا يمكن أن يوصف، و تبدأ الرحلة في معاناة الوصول إلى الأرض بين هذه الكثبان الرميلة التي تُشعرنا بوجودنا في قلب الصحراء وليس بحي سكني يصلح للعيش!”

شركات المقاولات بين الرفض و الاستغلال

أما المواطن محمد الطيبان يقول بأن نقص الخدمات في هذا المخطط تسببت له كثيراً في التأخير في البناء رغم أن لدية التصاريح اللازمه للبناء ، ولكن صادفه أمران عندما اعتزم البناء أولها رفض العديد من شركات المقاولات البناء في هذا المخطط نظراً لوعورة وصعوبة الوصول للأرض بين هذه الكثبان الرميلة لعدم تمهيد الشوارع وسفلتتها ، والامر الثاني هو الاستغلال فإذا وجدت مقاول يوافق على البناء فهو يرفع السعر فوق الطبيعي بحجة أن معداته قد تتعطل أثناء سيرها للأرض المراد بناؤها.

وبحسب المواطن، فإن هاتان المشكلتان هما السبب الرئيس في تأخر الكثير من المواطنين في البناء أو تعثرهم في إتمامه، وسط مناشدة عاجلة بسرعة تمهيد الشوارع وتخطيطها لكي يستطيع المواطنون من بناء بيوتهم والانتهاء منها في ظل هذه الأسعار المرتفعة في مواد البناء والأيدي العاملة وغيرها من بنود البناء التي ترتفع مع الوقت.

 

غياب الخدمات

في حين يرى المواطن فهد بن عبدالله الدوسري أن غياب الكثير من الخدمات في مخطط الورود والتي يأتي في مقدمتها ” الشوارع و الكهرباء و المياه و الصرف الصحي ” جعل المواطنين يحجمون كثيراً عن البناء في هذا المخطط الغير مؤهل للبناء و السكن في الوقت الحالي ، مما تسبب في زيادة معاناتهم في دفع الإيجارات في مساكنهم الحالية، و أقساط للبنوك لسداد قرض الدعم، بوصفه: “ضاع العمر بين دفع هذه المبالغ ولم نستفد من بناء أرضنا ، والعمر يمضى والصحة تضعف ونحن ننظر إلى اكتمال الخدمات في هذا المخطط ، و اصبحنا ننتقل بين الامانة وشركة الكهرباء بلا فائدة.

وتابع المواطن: طلبنا كهرباء قالوا لابد من وجود طرق ممهددة، ذهبنا للأمانة نطلبهم بتمهيد الطرق وتخطيطها قالوا لم يأتي اعتماد من الوزارة لهذا المخطط، وهكذا نحن في مخطط الورود الذي ليس له من اسمه أي نصيب.

 

سرقة الحلم

من جانبهم, ذكر عدد من أصحاب المنازل التي تحت الإنشاء في هذا المخطط والتي تعثر بنائها بسبب غياب الخدمات أو  تأخر الدعم نظراً لعدم وجود شهادة إتمام بناء بتعرض منازلهم للسرقة جراء تركها هكذا في مخطط يعتبر مهجورًا. هذا بالإضافة إلى صعوبة وصول سيارات أصحاب المنازل لمواقع البناء، والتي تزحف فيه الرمال بكثافة وتغطي المنازل.

ويحكي المواطن “محمد السلمي” بقوله: لقد تعرضت أدواتي الصحية للسرقة من منزلي الذي قارب على الانتهاء، وذلك عندما غبت عنه لمدة بسبب عدم حصولي على الدفعة الثالثة من الدعم، وهذا جعلني اتحسر كثيراً للمبالغ التي نضعها في تجهيز بيوتنا ومع ذلك تُسرق هكذا بكل سهوله!!.

وأرجع “السلمي” ذلك إلى عدم وجود طريق ممهد للوصول لمنزله، حيث أنه يقطع قرابة 30 مترًا مشيًا على الأقدام بين تلك الكثبان للوصول إلى بيته ، وأشار بأنه قام مع عدد من الجيران الذين يبنون منازلهم بتمهيد الطريق وصولًا لبيوتهم بمبلغ تجاوز العشرة آلاف ريال ، ومع زحف الرمال عاد الوضع كما كان.

معاناة متعددة

لم تكن هذه فقط معاناة المواطنين مع مخطط حي الورود بالهفوف، فهناك الكثير والكثير من قصص وحكايا المعاناة التي لم يتسع لها التقرير، فبالرغم من حاجتهم الشديدة للسكن في هذا المُخطط إلا أن نقص الخدمات الضرورية من تخطيط للشوارع و إيصال الكهرباء والماء يمنعهم من تحقيق أحلامهم المنتطرة بفارغ الصبر، فإين نصيب حي الورود من اسمه البراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com