ضمن سلسة مقالات “نجوم الراعي السبع”… سالم القعود يكتب: “بوارح الثريا” يكسو أنحاء المملكة

يكسو أجواء المملكة هذه الأيام “الغبار الأبيض” وهي الأيام التي ينتظرها الكثير من أهل البادية من رعاة الإبل حيث تتحرك الرياح الشماليه بعد كنة الثريا ويسمون هذه الرياح بلجهة العوام ((بوارح الثريا)) كما يسمون الأمطار التي تهطل في هذه الايام “الثريواني” .

 

تلك الفترة التي تسبق موسم الصيف بحرارته الحارقة، يعتبرها البدو ركلات ترجيحية لموسم تزاوج الفحل حيث إن الكثير من الفحول النشيطة وخصوصاً الأكثر فحولةً يقوم بتزاوج ماتخلف من القطيع.

كما يقوم الرعاة بعرض ماتخلف من اللقاح في موسم التزاوج ويسمى الحوار الذي يولد في مثل هذه الايام بالحوار القيضي نسبةً الى كلمة القيض وهو شدة الحرارة حيث يتنهي بعدها موسم تزاوج الفحل بالابل إلى أن يطلع نجم سهيل ونجم الثرياء هو أول نجوم الراعي السبع وهو أول النجوم طلوعاً وسيشاهدونها بإذن الله في هذه الأيام أصحاب البادية المهتمون بكامل معلومات مواشيهم بعد طلوع الفجر، وتعتبر هذه الأيام فرصة أخيرة للبدو الذين تأخروا في أرض الربيع ويريدون الرحيل والرجوع إلى أماكن مقيض مواشيهم حيث تكون هذه الرياح فرصه لتبريد الأرض على ماشيتهم.

وفي مثل هذه الأيام موسم لغرس فسائل النخل عند الفلاحين حيث تعتبر هذه الأيام أفضل أيام العام لغرس الفسائل عندهم وذلك لانها تكون أسرع ضرباً في الأرض وأقوى صلابة لجذعها

ومن الأمثال العامية اللتي يرددها أهل البادية”إذا بدت الثريا عشاء دور لعيالك عشاء” – “وإذا غابت الثريا عشاء افتل لذودك رشاء”
أي اذا رأيت الثريا تخرج في شرق السماء وقت صلاة العشاء ابحث طعاماً لأولادك وذلك كناية على أن الليل طويل وانت في فصل الشتاء فهم بحاجه للعشاء لايمكنهم ان ينامون بدون عشاء •

وإذا رأيتها تغرب وتغيب عن السماء في وقت العشاء فابحث لذودكـ ،والذود من أسماء الإبل وقيل إنها من ثلاث إلى عشر وقيل من ثلاث إلى ثلاثين، و”الرشاء” وهو الحبل الذي يخرج الدلو من البئر والفتل أي احكمه وتفقده لا يكون ضعيفاً لأنك بحاجةً إلى إخراج كمية من الماء الكثير باستمرار وذلك كناية على رحيل فصل الربيع ودخول فصل الصيف وشدة حاجة الماشيه للماء.

وللعامة أهل البادي اقاويل ومقاييس مرتبطةً بنجم الثرياء
وهي كالأتي:

 

” قران تاسع برداً لاسع”: أي إذا تقارن نجم الثرياء بالهلال في يوم ثمانية من الشهر ليلة تسعه دليلاً على شدة البرد في فصل الشتاء

“قران سابع بين مجيع وبين شابع”: كذلك تقترن الثريا بالهلال يوم سته ليلة سبعه فهذا دليلاً على بداية الربيع وان المواشي بين الشبع من عشب الربيع وببن الجوع.

“قران خامس ربيعٍ طامس”: يعني في غاية الربيع
“قران ثالث ربيعٍ ذالف”: اي في نهاية الربيع
“قران حادي على الماء ينادي”: أي انتهى الربيع ورجع كل صاحب ماشية الى مكان مقيضه ويسقي ابله من الماء، وكل ذلك في الاشهر القمرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP to LinkedIn Auto Publish Powered By : XYZScripts.com